السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

منطقة الخليج تبرز على ساحة الصيرفة العالمية

منطقة الخليج تبرز على ساحة الصيرفة العالمية
25 ديسمبر 2007 22:16
هناك سلسلة من الصفقات المهمة التي أبرمها المستثمرون في دول مجلس التعاون الخليجي وضعتهم في قلب الساحة المصرفية الدولية، كما بدأت الطفرة الاقتصادية في المنطقة تعزز من فرص الاستثمارات البنكية المربحة والتي باتت متوفرة أمام المصارف العالمية في الخليج· وكان جهاز أبوظبي للاستثمار قد قام في أواخر نوفمبر الماضي عبر اقراض مصرف سيتي جروب مبلغ 7,5 مليار دولار من أجل تعزيز ميزانيته قبل أن يصبح القرض قابلاً للتحول إلى أسهم بحلول العام 2010 ويجعل من جهاز أبوظبي للاستثمار أكبر مستثمر وحيد في المجموعة المصرفية بحصة مقدارها 4,9 في المئة، وسوف يعمل هذا المبلغ المستثمر على مساعدة البنك على استرداد خسائره الناجمة عن أزمة سوق الرهن الأميركي العالية المخاطر في صفقة أدت إلى ارتباط أحد أكبر الصناديق السيادية في العالم بأحد أكبر المصارف العالمية· ويعتبر جهاز أبوظبي للاستثمار أحد أقدم المؤسسات الاستثمارية وأكثرها خبرة في المنطقة، إلا أن هناك العديد من المؤسسات المالية والكيانات الاستثمارية الأخرى التابعة للحكومة التي دخلت في مجال الاستثمار وتمكنت من تجميع كميات هائلة من الأموال· القوى الشرائية وكما ورد في ''ميد'' فقد تملك الأمير السعودي الوليد بن طلال مع مجموعة من المستثمرين في دول مجلس التعاون الخليجي أصلاً مقداره 10 في المئة من هذا البنك في السابق وبشكل يدل على تنامي القوة الشرائية للمستثمرين الخليجيين واندفاع المؤسسات المالية الخليجية نحو الفرص المتاحة خلف حدودهم الاقليمية، ولكن الصفقة تشير أيضاً إلى الدور المتزايد الذي يكتسبه المستثمرون الخليجيون في أسواق المال العالمية في علاقة ذات مسار من اتجاهين حيث درجت المؤسسات المالية العالمية على التطلع إلى الأعمال التجارية المصرفية الاستثمارية في دول مجلس التعاون في نفس الوقت الذي تتسارع فيه وتيرة عمليات الاندماج والاستحواذ والأنشطة العالمية المتعلقة بأسواق المال· فالشركات المالية الخاصة في دبي مثل دبي انترناشيونال كابيتال واستثمار أصبحت ضمن قائمة المستثمرين الاقليميين التي تتطلع لتلقي الخدمات من البنوك الاستثمارية العالمية· وقد خلقت هذه الشركات اكتتابات عالمية للأسهم مثل ما حدث بالنسبة لمجموعة ''المملكة'' الفندقية للاستثمارات و''موانئ دبي العالمية'' المشغلة للموانئ، وصفقات عملاقة مثل قيام مؤسسة الصناعات الأساسية (سابك) في السعودية بشراء شركة جنرال اليكتريك للبلاستيك بمبلغ 11,6 مليار دولار في مايو المنصرم؛ بل إن هذه الشركات أخذت تستهدف عمليات الاستحواذ والصفقات الهيكلية في المصارف إلى جانب الدخول في أسواق الأسهم والسندات العالمية وأسواق تمويل القروض التقليدية أو تلك التي تتفق مع الشريعة الإسلامية· وعلى خلفية التوقعات بتنامي الطلب على الخدمات وادراك أن الزبائن الاقليميين لم يصبحوا مستعدين بعد لتلقي هذه الخدمات في لندن أو نيويورك فقد سارعت المؤسسات الدولية للوصول مبكراً وترسيخ أقدامها في أنحاء المنطقة· مركز إقليمي فالبنوك العالمية اتخذت مواقع لها في مركز دبي المالي العالمي حيث درجت المنطقة المالية الحرة على الترحيب بالبنوك التي تتطلع إلى ترسيخ أنفسها كمحور اقليمي، ويعتبر المركز أحد أسهل المناطق الاقليمية اتاحة للفرص على أسس تنافسية شفافة بعد أن أصبح مأوى وقاعدة لأكبر دور الاستثمارات العالمية وكبار اللاعبين في أسواق التمويل· ومن الناحية الأخرى فقد برزت أبوظبي أيضاً كأحد المراكز المهمة في مجال الاستثمار وأنشطة الاندماج والاستحواذ إلى جانب مدينة الدوحة التي أطلقت مركز قطر المالي بهدف اسناد ودعم النمو الاقتصادي الذي يعتمد على الغاز؛ بالاضافة إلى تنامي هذه الأنشطة في المملكة السعودية فإن 40 في المئة تقريباً من كبريات المؤسسات العالمية تحتشد أصلاً في البحرين، أما الكويت فما زالت تمثل سوقاً يصعب اختراقه من قبل البنوك العالمية ويحصل على معظم خدماته من مجموعة من اللاعبين المحليين مثل بنك الكويت الوطني· وعلى كل فإن التعاملات المالية الأكبر حجماً ما زال يهيمن عليها عدد قليل من اللاعبين الدوليين من ضمنهم مجموعة سيتي جروب ومصرف اتش اس بي سي وجي بي مورجان ودوتشه بنك، بيد أن أعداد كبار الزبائن ما زال قليلاً على الرغم من كبر حجم الاستثمارات واندفاع الحكومات باتجاه الخصخصة· بناء العلاقة والثقة وفي داخل المنطقة من الملاحظ أن السوق يحفل بالتحديات وبخاصة فيما يتعلق ببناء العلاقة والثقة لهذه المصارف في الدول الخليجية، ويذكر أن مصرف اتش اس بي سي يتواجد في دولة الإمارات العربية المتحدة لفترة تزيد على 60 عاماً ولديه حضور في المملكة العربية السعودية منذ حقبة السبعينيات، ولكن من المدهش أن البنك ما زال حريصاً على التطوير بحيث يتناسب مع حجم الميزانيات في دول المنطقة، وكان البنك قد أعلن عن أرباح لما قبل الضريبة بمقدار مليار دولار من كامل عملياته في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام ،2006 وعلى الرغم من أن تأسيس مكتب سوف يعبر بالضرورة عن التزام البنك بمصالح الدولة المستضيفة إلا أن معظم البنوك ما زالت تؤدي أعمالها التجارية من خارج أسواقها المستهدفة· فمصرف اتش اس بي سي ليس لديه مكتب في المملكة العربية السعودية منذ أن باع حصته في البنك السعودي الأميركي في عام ،2004 ومنذ ذلك الوقت ظل البنك يقوم بتعاملات خاصة بشركات مثل سابك وارامكو واوجير السعودية من خارج المملكة، ولكن البنك عبر مؤخراً عن رغبته في إنشاء مكاتب له في المملكة بعد أن اتسعت قاعدته الخاصة بالزبائن·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©