التوتر يسبق اجتماع مبارك و باراك

خيم التوتر أمس، على العلاقات المصرية الاسرائيلية عشية زيارة وزير الدفاع ايهود باراك، عقب تصريحات وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسبي ليفني التي وجهت انتقادات إلى مصر على ما سمته ''أدائها السيئ'' في مواجهة تهريب الأسلحة عبر الانفاق إلى قطاع غزة· وقال مسؤولون إسرائيليون إنهم ''سيشكون'' مصر إلى الادارة الاميركية ويقدمون فيلما يظهر تعاون ضباط مصريين مع المهربين وأعضاء من حركة ''حماس'' بينما قال مصدر أمني إسرائيلي إن هناك في إسرائيل، من يعمل لافشال محادثات باراك اليوم مـــــع الرئيس مبارك· واعلنت وزارة الخارجية المصرية، رفضها كلام وزيرة الخارجية الاسرائيلية ''شكلا وموضوعا''· وقال المتحدث باسم الوزارة إنه ''من المفهوم ان هناك تجاذبات داخلية تؤدي بالوزيرة ليفني الى اتخاذ مثل تلك المواقف'' مشيرا الى انه ''بات واضحا ان هذا النهج ليس بعيدا عما تم تدبيره في الكونجرس الاميركي بشأن تعليق مبلغ مئة مليون دولار من برنامج المساعدات الاميركية لمصر، وربطه بمشروطية تتعلق بما يطلق عليه الأداء المصري في موضوع الانفاق''· واكد المتحدث انه ''سيكون من الافضل للوزيرة الإسرائيلية، أن تركز اهتمامها في الجهد التفاوضي مع الجانب الفلسطيني المنوط بها، بدلا من ان تلقي الكلام جزافا في موضوعات لا يصح لها ان تتناولها دون دراية كافية''· وفي الوقت نفسه، اعلنت الأجهزة الأمنية المصرية انها اكتشفت نفقين أرضيين على الحدود الدولية في رفح بين مصر وفلسطين أمس، وتم تدميرهما واغلاق فتحتيهما من الجانب المصري· وقالت مصادر أمنية إن النفق الاول تم اكتشافه في منطقة ''كندا'' بالقرب من بوابة صلاح الدين (فيلادلفيا حسب التسمية الاسرائيلية) الحدودية، حيث كانت له فتحة تهوية من الجانب المصري، إلا انه لم يتم ضبط احد أو شيء آخر فيه· اما النفق الثاني فيقع بالقرب من النفق الاول وكان خاليا ولم يعثر به ايضا على اي شيء، ولم يضبط به أحد· وعلى الجانب الاخر، قالت صحيفة ''معاريف'' الاسرائيلية أمس، إن رئيس هيئة الاركان ''جابي اشكنازي'' ارسل الى واشنطن ولجان الكونجرس الاميركي شريطا مصورا يظهر فيه ضباط وجنود مصريين وهم يساعدون مهربين وأعضاء من ''حماس'' في تهريب أسلحة من مصر إلى قطاع غزة عبر محور ''فيلادلفيا'' في رفح· وقالت الصحيفة إن الاوساط الاستخبارية الاسرائيلية تقدر حجم ما تم تهريبه عبر الحدود منذ عملية الفصل الاسرائيلية عن قطاع غزة بـ 120 طنا من المتفجرات اضافة الى اكثر من 1600 قاذف ''آر ·بي· جي'' وصواريخ مضادة للطائرات· وقالت مصادر استخبارية إن إسرائيل تعتقد بان الادارة الاميركية ''هي القادرة فقط على الضغط على مصر لوقف التهريب''· وقالت صحيفة ''جيروزالم بوست الاسرائيلية'' أمس، إن مصر اشترت نظاما يسمح برصد انفاق جرى شقها تحت حدودها مع قطاع غزة وتستخدم لتهريب الاسلحة، واضافت ان مصر اشترت هذا النظام بملايين الدولارات من شركة أميركية، وذلك من أموال المساعدات السنوية التي تقدمها لها الولايات المتحدة· ونسبت الصحيفة عن مسؤول مصري كبير اشترط عدم كشف هويته، قوله ''من مصلحتنا أن نوقف التهريب '' عبر الانفاق تحت الحدود مع قطاع غزة· واضاف هذا المسؤول ''لا يهمنا ان نرى مجموعة مسلمة متشددة على علاقة مع ''الإخوان المسلمين'' في مصر، تعزز مواقعها على طول حدودنا''· وقالت صحيفة ''يديعوت أحرونوت'' الإسرائيلية '' إن باراك سيحاول لملمة القضية مع الرئيس المصري حسني مبارك''· وفي غضون ذلك ، التقي رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بوزير دفاعه باراك للبحث في زيارته مصر· ونقلت الإذاعة الإسرائيلية، عن مصادر سياسية وأمنية إسرائيلية ''إن السلام بين مصر وإسرائيل يعد مصلحة إستراتيجية إسرائيلية، حتى وإن كانت ثمة خلافات في الرأي بين الطرفين واختلافات جذرية في التصورات''· وأضافت بالقول ''إنه يجب إيجاد حل لهذه الأمور عن طريق التحاور وحذفها من جدول الأعمال على جناح السرعة'' مشددة على أن ''إسرائيل لن تسيء إلى علاقاتها مع مصر ولن تمس مصالح مصر الدولية''