السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عيسى عباس: المليحة باحت لي بأسرارها!

عيسى عباس: المليحة باحت لي بأسرارها!
7 مايو 2009 00:44
عيسى عباس يمارس الباحث الآثاري عيسى عباس رئيس بعثة التنقيب الأثرية المحلية قراءة أخرى إلى جانب قراءاته في الكتب المختلفة، تلك قراءة تذهب إلى الحجر والفخار والحلي والمدافن والمستوطنات وغيرها مما يشكل كتاب المعرفة الأول والأكثر جوهرية بالنسبة للآثاريين. يستنطقها بما تختزنه صدورها من معلومات فتبوح له بما يهوى من حكايا الأسلاف وأنماط عيشهم وتقاليدهم وعاداتهم، وإذ يعود من تلك الأماكن المأهولة برُقُم التاريخ واللُّقى الحضارية يشعر أن ثمة باباً واسعاً ينفتح في روحه ليعرف أكثر. فعلم الآثار والعمل به عمل شاق، لا يخفف من صعوباته وشقائه سوى العشق. يقول عباس: لكي تحصل على كنوز المعرفة التاريخية والآثارية لا بد أن تحب هذا العمل ويسكنك شغف الحفر في محتوياته ومدافنه وطبقات مواقعه.. والبقية في ثنايا الحوار: في ندوة عن «آثار الشارقة والمباني التاريخية» بنادي الذيد مؤخراً، تحدثت عن أهمية اكتشاف المدفن الجماعي في البحيص 18، فما أهميته الآثارية والتاريخية؟ عند الحديث عن الفترات الحضارية في الشارقة، تبرز عدة فترات أساسية هي: الألف الخامس قبل الميلاد، وهي الفترة التي تتحدثين عنها وإليها يعود المدفن الجماعي في البحيص، ويندر وجود الفخار في هذه الفترة بحيث لم يعثر إلا على بعض الكسر الفخارية التي تعود في فترتها إلى (فترة العُبيد) في موقعي الحمرية وأبو شغارة. أما عن المدفن الجماعي في البحيص 18 فهو يقدم دليلاً علمياً على ممارسة سكان تلك الفترة طقوس الدفن الجماعي. وهناك مواقع أخرى مهمة تعود لهذه الفترة منها: ند الثمام وفاية والحمرية ومليحة وكلباء. الفترة الثانية هي نهاية الألف الرابع قبل الميلاد، وأثبتت بعض الملتقطات والمسوحات الأثرية في مدينة كلباء وجود مجموعة من التلال الصدفية الصغيرة التي تعود في فترتها إلى الألف الرابع قبل الميلاد، كما تم العثور على مجموعة من المدافن في كل من البحيص وجبل الإميلح تعود إلى فترة مدافن جبل حفيت التي تؤرخ إلى نهاية الألف الرابع قبل الميلاد. كذلك عثر في هذه المدافن على لقى أثرية متنوعة مثل رؤوس السهام البرونزية والخناجر ورؤوس الرماح والفخاريات المصبوغة والمستوردة من وادي الرافدين. الفترة الثالثة هي الألف الثالث قبل الميلاد، وتميزت مباني تلك الفترة بمنشآت برجية يصل عرضها في بعض الأحيان إلى 40 متراً، وأبرز هذه المنشآت في موقعين: تل الأبرق وكلباء في الشارقة. ونمت صناعة البرونز والفخاريات بشكل واسع بحيث نجد انتشار هاتين الصناعتين. ومن المدافن المكتشفة في الشارقة مدفن تل الأبرق، وعثر فيه على ختم دلموني ومجموعة كبيرة من الفخاريات المستوردة والأمشاط العاجية والدلايات الذهبية والمواد البرونزية مثل رؤوس الرماح والفؤوس، أما المدفن الثاني فهو مدفن مليحة الذي يعد ثاني أكبر مدفن في دولة الإمارات ويصل قطره إلى 14 متراً مع احتمال وجود مدافن أخرى. قبور الألف الثاني الفترة الرابعة هي الألف الثاني قبل الميلاد، وشهدت تشييد أنواع جديدة من القبور تحت مستوى الأرض، كما تظهر المواقع التي تم تنقيبها في جبل البحيص وخور كلباء وخورفكان. أما بالنسبة لأنواع المستوطنات والبيوت فلم يبق منها إلا القليل. وتدل تنقيبات خورفكان على سفوح الجبال على الوجود السكاني، حيث كانت البيوت المبنية من الحجر وسعف النخيل قد أخذت شكل المدرجات وتتحكم بها درجة انحدار السفوح. وتتميز فخاريات هذه الفترة بأنها تصنع على الدولاب وتنتزع بواسطة الخيط، أما الأواني الحجرية المصنوعة من الحجر الناعم فأخذت الشكل المخروطي. وقد عثر على مجموعة كبيرة من الأدوات البرونزية منها: رؤوس السهام ورؤوس الرماح والأواني في مدافن البحيص وخورفكان ومجموعة من المجوهرات كالحلي الذهبية والفضية. الفترة الخامسة هي الألف الأول قبل الميلاد، وتتميز مباني هذه الفترة بأنها بنيت من الطوب الطيني كما هو الحال في موقعي الثقيبة ومويلح. وبالنسبة إلى مدافن هذه الفترة فغالباً ما كان السكان يعيدون استخدام مدافن الفترات الأقدم مع الحفاظ على تقليد الدفن بحيث يدفن الشخص مع ممتلكاته. وكانت المدافن جماعية لأكثر من شخص وهذا ما دلت عليه تنقيبات جبل البحيص. وازدهرت كذلك صناعة البرونز التي تم اكتشافها في موقع مويلح حيث تم العثور على ورشة صناعة رؤوس السهام البرونزية وبعض الأدوات البرونزية. لقد أعطانا موقع مويلح أقدم دليل على استخدام الكتابة حيث عثر على كسرة للجزء العلوي من جرة وقد نقش عليها ثلاثة أحرف عربية جنوبية. ومن المواقع الأخرى المهمة في الألف الأول قبل الميلاد موقع الحمرية ومليحة وأم صفاة وكلباء. الفترة السادسة هي نهاية الألف الأول قبل الميلاد حتى القرون الأولى الميلادية، وتعد مليحة من أشهر المواقع الأثرية في هذه الفترة والتي أعطتنا الكثير من المعلومات القيمة حول النشاط البشري. ونجد أن هذه الفترة قد عاصرت الفترة البارثية. وكانت الاتصالات التجارية قوية مع مدن البحر المتوسط، ومصر، ووادي الرافدين، وجنوب غرب إيران، وباكستان، وشرق أفريقيا، وجنوب شبه الجزيرة العربية ووسطها. ويبدو أن سكان مليحة لا يمتون بأي صلة إلى سكان العصر الحديدي. ومن الجائز أنهم مجموعة عربية بدوية الأصل تنتمي إلى المجموعات البشرية التي عاشت في القسمين الوسط والشمالي من شبه الجزيرة العربية. ومن خلال المباني التي تم التنقيب عنها في الموقع، فقد تنوعت بين مبانٍ سكنية ومدافن بشرية ومدافن حيوانية وحصن ومبانٍ ضخمة يحتمل أن تكون حصوناً أيضاً. أما في دبا فتم اكتشاف إناء من الحجر الناعم وجرة مزججة تعود إلى القرن الأول قبل الميلاد، وتعد هذه الأوعية جزءاً من التاريخ القديم لدبا، وقد اشتهرت دبا قبل الإسلام بأنها كانت قصبة عمان وتقام بها سوق. بوح المليحة لديك اهتمام خاص بموقع مليحة، وقدمت بحثاً موسعاً عنها، ما حكايتك مع مليحة؟ ما الأهمية التي يتمتع بها هذا الموقع؟ تتمتع مليحة بأهمية خاصة على صعيد البحث العلمي المتعلق بالآثار، لأسباب عديدة، أولها أنها موقع مهم في جنوب شرق شبه الجزيرة العربية، ومن المواقع التي احتلت جزءاً أساسياً على طرق التجارة بل وكانت المنطقة الأولى التي تحط بها القوافل بعد خروجها من إلى السواحل. وهي بهذا المعنى حلقة وصل مهمة وهذا ما أظهرته المكتشفات والحفريات في أكثر من موقع. ففي مليحة وجدنا مقابض جرار من جزيرة رودوس، وتكمن أهميتها في كونها دليلاً على وجود فن الزجاج اليوناني والفخار اليوناني (الأتيكي)، كما وجد فيها الفخار الشرقي، وفخاريات تنتمي إلى شمال شبه الجزيرة العربية. والثاني أنها تمثل مركزاً للقوة والاقتصاد وفيها كانت تصك العملة، حيث حوى الموقع 3 قوالب لصب العملة، أحدها كامل، والاثنان الآخران مكسوران. وهذا يدل على أنها كانت منطقة مزدهرة. والثالث أنه وجد فيها تجمع سكاني لا يوجد حوله سور، وهذا دليل على وجود تجمع قبلي استوطن المكان وأسس فيه حضوره الذي يبرز في الآبار والحصن والمستوطنات السكانية، ومع ذلك لم يكن بحاجة إلى سور ما يعني أن المنطقة قوية لا تحتاج الى حماية وليس لها عداءات. والرابع أن مليحة أمدت دولة الإمارات بمجموعة كبيرة من النقوش الكتابية ولا يوجد موقع آخر يوازيها في وجود النقوش الكتابية وتنوعها. ففيها نوعان من الكتابة المسند والآرامية، وعبر هذه الكتابات ظهرت أسماء أشخاص سكنوا هذه المنطقة مثل: امرؤ الشمس (مرا شمس)، وهب اللات، عبيد بن أوس وآخرين. وحتى الآن لم يعثر أحد على نقوش كتابية لأسماء قديمة موجودة في المنطقة. كما أن هذه الكتابات زودتنا بأسماء آلهة أو معبودات يعتقد أن عبادتها شاعت في المنطقة ومنها: ود، كهل، مناة، شمس. ومن النتائج المهمة التي يمكن قراءتها أو الخروج بها من هذا التنوع توافر مساحة واسعة من حرية المعتقد التي تتمثل في حرية الإنسان في اختيار ما يعبد ويعتقد. وهي في الحقيقة ميزة نجدها في كل المدن التجارية التي تقع على طرق القوافل، كما في مكة على سبيل المثال، التي عرفت ما يقارب 360 نوعاً من الآلهة قبل الإسلام. والخامس أن مليحة تميزت بالتنوع السكاني، الذي يحمل معه تمايزات طبقية واجتماعية ظهرت في المدافن، فهناك مدافن تدل على غنى من دفنوا فيها، وأخرى بسيطة متواضعة تعكس حال الفقر لأصحابها. لكن الأهم هو وجود مدافن الحيوانات، ففي مليحة توجد مدافن الجمال، والتي يبلغ عددها 16 مدفناً، وهذا أكبر عدد لجمال نحرت ودفنت في وضعية البروك، وبسبب أهمية هذا الاكتشاف العلمية يثور هنا سؤال مهم عن السبب في عدم ذكر مليحة ضمن المصادر العربية على الرغم من وجود هذا الزخم من الآثار والثقافات؟ هذا يحتاج الى بحث مستفيض، فمليحة تعني الكثير للإمارات والمنطقة والبحث التاريخي، وهي على علاقة مع مدن شبه الجزيرة العربية. وقد عثر فيها على نقوش يوجد مثلها في معبد مرجول في الحضر. كل ما في مليحة يؤكد وجود علاقة قوية بين هذه المنطقة ومنطقة شمال شبه الجزيرة العربية، علاقة قوية بالنسبة للأسماء مثل مرا شمس وهب اللات وهي كلها أسماء نبطية آرامية. تخريب وسرقة كيف يمكن صيانة هذه الآثار وحمايتها من التخريب والسرقات وغيرها؟ وهل تكفي القوانين المعمول بها في الدولة لتحقيق ذلك؟ بداية، لا بد من الإشارة إلى أن إدارة الآثار بدأت عملياً مع تأسيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة في ثمانينات القرن الماضي. وهي جزء من الدائرة وتشرف عليها إشرافاً كاملاً. وفي العام 1992 قام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بإصدار قانون يحمي الآثار في إمارة الشارقة، لوضع حد لأعمال التخريب التي يمكن أن تتعرض لها المواقع الأثرية من جهة، والتنسيق مع الجهات المعنية والعاملة في حقل الآثار من جهة أخرى لتنظيم الجهود في هذا الحقل المعرفي المهم، وتوجيه كل الجهود لتكون في خدمة الآثار وحمايتها. وتقوم إدارة الآثار بعدة مهام، منها: تنظيم العمل الآثاري في الإمارة، وحماية الآثار، وإعداد التقارير والمسوحات للمواقع الآثارية الحديثة، وإبلاغ دوائر التخطيط والمساحة والبلدية في إمارة الشارقة بهذه المعلومات الجديدة. وتعمل إدارة الآثار وفق قانون الآثار على حماية المواقع الآثارية إما بتسييجها لحمايتها من التخريب، أو بعمل مظلات لها لحمايتها من العوامل الطبيعية، والمتابعة مع دوائر الجمارك والجهات المختصة بخصوص القطع الأثرية التي تدخل من منافذ إمارة الشارقة، وتحديد مدى أهمية هذه القطع، وهل هي مزيفة أم أثرية؟ وإذا كانت أثرية يطبق عليها القانون الذي ينص على ضرورة أن تكون مزودة بأوراق ثبوتية تثبت ملكية الشخص من بلد المنشأ، وأن خروجها قانوني. وإذا خالفت هذه المواد تتم مصادرتها. ما مصيرها بعد المصادرة؟ نقوم بمخاطبة الجهات المختصة في بلد المنشأ، وإعلامهم بوجود قطع أثرية والتنسيق مع الجهات المختصة في الدول التي خرجت منها هذه القطع، وفي بعض الأحيان الضرورية يمكن الاستعانة بالإنتربول لإعادة هذه القطع إلى مصدرها الأصلي. أي أن القانون يعمل على حماية الآثار الموجودة داخل الإمارة وتلك التي تدخل إليها من الخارج، وبالطبع يجري كل ذلك وفق القانون الدولي الذي يمنع الاتجار بالآثار. هل تسربت قطع أثرية من المواقع؟ قبل القانون خرجت مجموعة قطع أثرية من الشارقة وذهبت إلى المزادات العالمية، فقام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وهو الحامي لهذه القطع، بإعادتها مرة أخرى وتسليمها لإدارة الآثار وقمنا بعرضها في متحف الشارقة. أما بعد إقرار القانون الخاص بالآثار فقد ضبطت الأمور، ووضعت جميع المواقع الأثرية تحت الحراسة أو تم تسييجها لحمايتها من أيدي العابثين. وهذا لا يعني أن المواقع مغلقة بل تم تنظيمها، ووضع لوحات إرشادية تقود الزائرين إليها، كما وضعت لوحات تحمل شروحات عن الموقع ومحتوياته خاصة تلك المواقع التي تهم الباحثين والسياح وطلبة العلم والمتخصصين. وبالنسبة إلى الآثار الموجودة على سطح الأرض مثل جبل البحيص فقد وضعت لها لوحات إرشادية وحراسة. وهناك خطة مستقبلية لحماية ما نسميه «حرم المواقع» للتقليل من عمليات التخريب داخل الموقع. بهذا يمكن القول إن إمارة الشارقة وفرت كل الوسائل الكفيلة بحماية المواقع الأثرية والحفاظ عليها، كما أن التعاون كبير ومتواصل بين إدارة الآثار والدوائر الأخرى، كالمجلس البلدي والتخطيط والمساحة. هل يعني هذا أن التطوير الذي تشهده الشارقة لم يضر بالمواقع الأثرية؟ لا.. فالشركات ترسل لنا مخططات المشاريع التي تعمل عليها، وتستعلم عن المواقع التي يمكن أن تمر بها المنشآت الجديدة. من جهتنا نقوم بعملية مسح للمنطقة وكتابة تقرير شامل عنها، فإذا وجدت مواقع أثرية مهمة يتم تحويل الشارع للحفاظ عليها، وفي حال كانت هناك مستوطنات شبه دائمة وفيها كسر فخارية نقوم برصدها، وتسجيلها، وإجراء اللازم لحمايتها. فالآثار سجل هائل للمعارف والمعلومات، وذاكرة المنطقة التاريخية والحضارية، وهي تربط الإنسان الحاضر بالماضي، كما أنها الجذور الأولى لوجود المستوطنات البشرية في الدولة. تنوع بحثي فرق بلجيكية وفرنسية وأميركية ويابانية تنقب في المواقع الأثرية المختلفة في الدولة، لماذا لا توجد فرق محلية؟ حين نتحدث عن فريق آثار، نتحدث عن فريق متخصص يرأسه رئيس ومعه علماء متخصصون، بعضهم متخصص في الفخاريات، وبعضهم في العظام، وغيرها من المعارف التي لا بد منها للحصول على نتائج دقيقة حول اللقى التي يتم العثور عليها. وهذه البعثات لا تعمل كلها في موقع واحد، ولا في عصر أو فترة زمنية واحدة، بل تختص كل منها في فترة معينة وعصر معين. فالفرقة الاسبانية مثلاً تعمل في الألف الأول قبل الميلاد في الثقيبة، والبعثة الأميركية تعمل في الألف الأول قبل الميلاد في مويلح، والبلجيكية تعمل في تل من العصر البرونزي... وهكذا. من ناحية أخرى، هناك فريق محلي يعمل في الشارقة ويتكون من 6 أشخاص، وعلى الرغم من أن الفريق أقل من نظرائه في الدول المجاورة لنا، إلا أن نتائجنا تغطي الكثير من مجالات الآثار التي لم تكن معروفة في السابق. بشكل عام العمل في مجال الآثار شبه شاق، وله مواسم تنقيب ومسوحات ميدانية. في المقابل ليس هناك ما يوازي هذا الجهد من حيث المرتبات والامتيازات الوظيفية، فراتب الآثاري الذي يعمل في الحقل يعادل راتب الذي يعمل في الوظائف الإدارية المكتبية. وإذا لم يكن في أعماق الآثاري حب لهذا العمل وشغف به فإنه بالطبع يفضل القيام بعمل إداري مكتبي والحصول على الراتب نفسه. هذا في تقديري هو السبب شبه الأساسي أو الجوهري في الموضوع، ولا علاقة للأمر بالكفاءة لأن بالإمكان تنميتها عبر الدراسة الأكاديمية والدورات والعمل في الحقل والمشاركة حتى يصل الشخص إلى أفضل مستوى في التخصص. كم عدد البعثات التي تنقب في الشارقة؟ هناك تنوع في البعثات العاملة في الإمارة، حيث توجد بعثتان إسبانيتان واحدة للتنقيب والثانية تكنولوجية لعمل الخرائط. كما توجد بعثة ألمانية تعمل في جبل الفاية ويعمل جزء منها في وادي الحلو. وهناك بعثة بلجيكة تعمل في كلباء، وبعثة يابانية، وبعثة أميركية في السابق كانت بعثة أسترالية حيث كان رئيسها يعمل في أستراليا والآن في أميركا. وقبل ذلك كان هناك بعثتان فرنسية وبريطانية لكنهما توقفتا، وسوف تعودان في السنوات المقبلة لاستكمال العمل في مواقعهما. ماذا عن التوثيق العلمي للبعثات ونتائج حفرياتها؟ في هذا السياق، أصدرت دائرة الثقافة والإعلام ـ إدارة الآثار عدداً من المطبوعات، منها 11 تقريراً، و3 كتب عن جبل البحيص؛ الأول عن المجموعات أو المدافن الموجودة في جبل البحيص، والثاني عن البيئة، والثالث عن الأدوات. بالإضافة إلى دليل المواقع الأثرية وتوزيعها في دولة الامارات، علاوة على «بروشورات» ومطويات عن كل المواقع يتم توزيعها على الجمهور والسياح، فضلاً عن الندوات والمحاضرات التي يتحدث فيها رؤساء البعثات الأثرية العاملة في الشارقة، وغيرها من الفعاليات التي تقام حول الآثار وحماية التراث الثقافي، وهي مستمرة وتحظى باهتمام خاص من الدائرة الثقافية وإدارة الآثار، وبعد الانتهاء من عمل كل بعثة يتم نشر تقرير شامل عنها في وسائل الإعلام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©