الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الغربيون يلوذون بالكتاب.. ويستعيدون قيم التضامن الاجتماعي

الغربيون يلوذون بالكتاب.. ويستعيدون قيم التضامن الاجتماعي
7 مايو 2009 00:45
الشائع أنّ الفرنسيين شعب يقرأ، فهم في الحافلة، وفي القطار، وفي «الميترو» يجلسون على كراسيهم ـ أو حتى إن كانوا وقوفا ـ لا يبقى الواحد منهم ينظر إلى الآخر، ولكن ينغمسون في جرائدهم ومجلاتهم وكتبهم، والأحياء الباريسيّة تعجّ بمئات المكتبات الزاخرة بكلّ أنواع الكتب، والمطابع في فرنسا تصدر كلّ يوم عددا كبيرا جدّا من الكتب، ولكن المفاجأة أنّ إحصائيات نشرت هذه الأيام أثبتت أنّ الفرنسيين لم يعد يقبلون مثل ما هو معروف على المطالعة فـ 15% منهم فقط (وعددهم يناهز 60 مليونا) يطالع أكثر من كتاب في الشهر، وعدد الذين لا يطالعون أيّ كتاب هم 30%، أمّا الذين يطالعون أقلّ من 5 كتب في العام الواحد فنسبتهم 34% وهم الفئة التي يطلق عليها: «القراء الصّغار»، أمّا الشريحة النهمة بالمطالعة والتي يطلق عليها لقب «كبار القراء» فهي في تقلّص، ويفسّر علماء الاجتماع هذا التقلّص بتنوّع أساليب الترفيه وكثرتها. وقد أثبتت هذه الدراسة أنّ معدّل ما يخصّصه المواطن الفرنسي للمطالعة يوميا هو 23 دقيقة، أمّا الفنلنديون فإنّ معدّل المطالعة للفرد الواحد كلّ يوم هو 46 دقيقة، أي ضعف ما يخصصه الفرنسيون، أمّا الألمان فإنّ الواحد منهم يخصّص يوميّا للمطالعة ـ وفق نفس الدراسة ـ 38 دقيقة. ولكنّ الغريب أن الناشرين في فرنسا لم تزعجهم هذه الأرقام ولكنهم لم يتبنوها، فهم يؤكّدون أنّ الأزمة الاقتصادية والمالية الحاليّة لم تؤثّر على مبيعات الكتب، بل يجزمون بأنّ الكتاب في فرنسا هو «بصحّة جيّدة»، وهو ما تؤكّده الأرقام المتمثّلة في زيادة رقم أعمال الناشرين الفرنسيين خلال 2008 بنسبة 4,8%. ويقول علماء الاجتماع أنّه في فترات الأزمات الاقتصادية والماليّة والاجتماعية، فإنّ الناس يعودون ويلتجئون إلى القيم الحقيقيّة كملاذ لهم، ومن بين تلك القيم الكتب. وقد سجّل آخر معرض للكتاب في باريس ازدياد الإقبال عليه بنسبة 20% مقارنة بالعام الماضي، وبلغ عدد الزوار 200 ألف زائر. كما سجّلت المبيعات قفزة من 20 إلى 40%، وتمّ خلال المعرض تنظيم 500 لقاء ومحاضرة تابعها جمهور غفير والسؤال الذي نطرحه هنا: مقارنة بفرنسا أين هم العرب من هذه النسب؟ وان كان السؤال مؤلما فإن الجواب هو أكثر إيلاما. العلاج الذاتي لقد غيّرت الأزمة الاقتصاديّة طباع الناس في الغرب، وأصبح شعار الجميع ترشيد الاستهلاك والتضامن، فقد انتهى عصر الاستهلاك المفرط وولى وحلّ عصر التقشّف حتّى أنّ بعض المراقبين يتحدثون عن ثورة في العقليات. وكتاب «المتعة.. بسعر قليل» Le plaisir à petit prix للكاتب جان بيار جوف jean-Pierre Goff، حقّق نجاحا منقطع النظير إذ بيع في الأيام الأولى لظهوره في الأسواق أكثر من 300 ألف نسخة، والمؤلف يدعو في كتابه الى محاربة الإسراف وينظر الى نوع جديد من الاستهلاك الرشيد. والمقصود بـ «المتعة» في هذا الكتاب هو المعنى الذي يندرج في سياق التسوّق، والأكل، واللباس وكلّ ما له صلة بالاستهلاك. فالأزمة الحالية ـ وفق تحليل الخبراء ـ ليست مالية فقط، وإنّما هي أيضا أخلاقيّة بمعنى السلوك، ويمكن أن تتحوّل إلى فرصة ذهبية لإعطاء معنى جديد للإستهلاك.. والحياة. ففي الوقت الذي انكبّ فيه «أطباء الاقتصاد» لمعالجة النظام المالي المريض، فإنّ بعض الأشخاص بدأوا في تطبيق «العلاج الذاتي»، ولاحظ الخبراء أنّ أكثر الفرنسيين ـ كمثال ـ تخلّوا عن شراء المواد غير الأساسيّة واقتصرت شراءاتهم على الضروريات فقط، بل إنّ التقشّف وصل إلى حدّ الضروريات كالصابون مثلا، والشامبو، ومواد التنظيف، وبعد أن كان البخل سبّة أصبح اليوم فضيلة. حتّى جمعيّة Famille-radin.com «العائلة البخيلة» والتي لها موقع على شبكة الإنترنيت تضمّ اليوم 1,3 مليون عضو وهو موقع يعطي نصائح ويقدّم أسلوبا في الاقتصاد في الصابون ومعجون الأسنان وغير ذلك. والطريف أنّ الفرنسيين عادوا إلى عادات جداتهم، وهي عادات تخلوا عنها منذ عشرات الأعوام مثل إعداد الخبز في البيت وعودة ربات البيوت إلى الخياطة في المنزل، بل إنّ البعض يبحث في القمامة عن أشياء يعيد صيانتها واستعمالها. ومقابل هذه الحياة الرمادية فإنّ حاجة الناس للحلم والضحك قد زادت، وظهر ما أصبح يسمّى «العلاج الثقافي» فالإقبال على شراء الكتب مثلا لم يتقلّص وزاد إقبال الناس على العروض المسرحية الضاحكة وكذلك أيضا ازداد عدد المتفرجين على مشاهدة الأفلام وارتياد قاعات السينما. وتبيّن أرقام أحسن المبيعات أن الكتب المتخصصة في تربية الدجاج والأرانب جاءت في المقدمة. نمط جديد إن 87% من الفرنسيين لا يشترون شيئا اليوم قبل مقارنة الأسعار عبر الإنترنت، وعدد المواقع المتخصصة في تقديم هذه الخدمة قد زاد بشكل مذهل مثل:Le Guide.com أو Shopping.com ثمّ ظهرت عادة جديدة هي تبادل الملابس والخدمات عبر الإنترنت، وهو أسلوب أعاد للنسيج الاجتماعي حرارته وربط سكان الحي الواحد بعضهم ببعض، كما نمت مشاعر التضامن والتآزر والتعاون عملا بالقاعدة: «ساعدني وأساعدك»، وهذا أمر كان مستحيلا قبل استفحال الأزمة. إن العادات تغيّرت، وكذلك السلوك وحتّى المشاعر وهو ما أثار اهتمام علماء الإجتماع، وقد صدرت كتب كثيرة تحلّل وتفسّر وترحّب بهذا النمط التضامني الذي كان غائبا ومفقودا، فالناس أصبحت متلهفة لربط الصلة بعضهم ببعض من أجل التعاون والتضامن.. تبقى الولايات المتحدة الأميركية بلد العجائب، والمفاجآت والتقلبات، ومن أغرب ما تمّ الكشف عنه أنّ الكتب المختصّة حول الحمية وتخفيض الوزن كانت وإلى وقت قريب تلاقي إقبالا كبيرا وتحقّق أرقاما قياسيّة في التوزيع، فـ66 بالمائة من الأمريكيين يعانون زيادة في الوزن والسمنة وهو ما يفسر الإقبال المنقطع النظير على الكتب المهتمة بالغذاء والصحة وتخفيض الوزن، فعندما يتعلق الأمر بالحمية فإنّ الأمريكيين يشترون ملايين الكتب ويتابعون بشغف البرامج المتخصصة في تقديم النصائح لمن يعانون ـ نساء ورجالا من زيادة الوزن ـ ولكن فجأة ومع استفحال الأزمة المالية والاقتصادية فان هذا الاهتمام قد تقلّص، ونزلت نسبة النساء المهتمّات بتنقيص وزنهنّ إلى 28 في المائة ونسبة الرجال إلى 16 في المائة. وأكّد تقرير صادر هذه الأيّام عن الوضع الغذائي أنّ الأميركيين لم تعد لهم لهفة ولا حتى رغبة في إنقاص وزنهم مثلما تؤكد ذلك هاري بالزار مؤلفة هذا التقرير، بل أنّ كيلي براونال مدير مركز «رود» للسياسة الغذائية والسمنة بجامعة «يال» الأمريكية يجزم أنّ الحمية الغذائية ليست لها أيّ جدوى كما أشار كتاب (The South Beach Diet) وهو الكتاب الذي حقق الرقم القياسي إذ بيع منه 2.4 مليون نسخة الى نفس المعنى.وقد ظهرت هذه الأيام دعوة غير معتادة لقيم ظن الجميع بأنها أصبحت بالية، فجريدة «الجارديان» الانجليزية نشرت تحقيقا مطولا طريفا عن» الطيبة»، كما أن اليومية الاسبانية «الباييس» كتبت مقالا مطولا لمدح اللطافة والتآزر والتضامن. وهذا الاهتمام بالقيم الثقافية وبالمشاعر الطيبة والدعوة للعودة إليها ليس صدفة عندما نعلم أن البريطانيين والاسبان هم أكثر البلدان تأثرا بالأزمة. الثقافة أهم من الاستهلاك وهناك دعوة ملحة لكي تلعب الثقافة والفنون دورا أساسيا في تنمية المظاهر غير المرتبطة بالاستهلاك وبرز إلحاح شديد لكي تخصص الدول ميزانيات أكبر وترصد اموالا اكثر لتشجيع التربية الفنية ولتعلم الشباب السعادة التي يمكن أن تغذي الخيال وتنمي الابداع الثقافي، وتؤكد دراسات أكاديمية جادة أن ثورة في نمط تفكير الأميركيين هي بصدد الحصول، فلأول مرة منذ عقود ظهرت مقاومة واضحة للتصدي للاستهلاك، والغربيون عموما أصبحوا أقل استهلاكا وأقل إنفاقا، وبدأ الأولياء يخوضون حروبا ضد وكالات الإعلان التي تتوجه من خلال ومضاتها الاشهارية وملصقاتها للأطفال وهم في سن الرابعة لتصنع منهم مستهلكي المستقبل، وظهر توجه جدي لتحويل الكارثة الاقتصادية إلى فرص ثقافية وثورة في العقليات حتى ان مفكرا كتب يقول: «شكرا لك أيتها الأزمة»، وكتب بنجمان بربار أستاذ العلوم السياسية بجامعة «ماريلاند» بدورية «ذي نيشن» الصادرة بنيويورك مؤكدا أن الأزمة الاقتصادية وانتخاب اوباما تمثلان فرصة تاريخية لتصبح الثقافة أهم من الاستهلاك، وكأنه بذلك يعطي ترجمة للمثل العربي القائل: رب ضارة نافعة. لكن: هل يمكن للثقافة أن تعوض فعلا عن احتياجات السوق؟ تاريخ الكتاب.. هو مفتاح الحضارات الإنسانية رحلة الورق والحبر عماد جانبيه لقد وجد العرب بعد أن فتحوا بلاد الفرس سنة 637م الكثير من الكتب والكثير من العلماء والشعراء والمتأثرين بالثقافة القديمة، ووجدوا أيضاً الأشكال الجاهزة للعمل العلمي والثقافي المنظم. (المكتبات، مراكز الوثائق، الأكاديميات). مما سهل عليهم تقبل إنجازات الثقافة الفارسية في ذلك الحين، التي كانت قد تأخرت في جوانب كثيرة. لقد نجح العرب في مد جسر قوي بين ثقافة العصر القديم وثقافة العصر الوسيط، وحتى ثقافة العصر الحديث، وذلك بفضل سياستهم الحكيمة إزاء الرعية وبفضل اندماج المثقفين والمؤسسات الثقافية في مسار الثقافة الجديدة التي أبدعوها. إن حب العرب للكلمة المكتوبة، الذي عبروا عنه بسرعة في البلدان المفتوحة، لا يمكن أن يقارن إلا بحبهم للخط نفسه، للخط العربي. فالخط بالنسبة للعرب ليس مجرد نظام عمل للحروف التي تعبر عن الأفكار، بل هو أكثر من ذلك بكثير. هو الذي كتب به القرآن الكريم وغيره من الكتب، مقدّس في حد ذاته وله مغزى ديني ورمزي عميق. إن الخط العربي المستخدم في آن واحد للرسم والتزيين والتعبير عن الأفكار، وهكذا فالخط العربي يتداخل مع المشاعر الإسلامية ومع الفن الإسلامي إلى حد أنه أصبح جزءاً لا يتجزأ من الهوية الدينية والقومية. إنتاج الورق كان العرب حتى القرن الثامن الميلادي مثلهم مثل بقية الشعوب في ذلك الوقت، غالباً ما يستعملون الرق للكتابة ثم أخذوا يستعملون ورق البردى بعد فتح مصر. لكن القفزة التي حدثت لاحقاً في إنتاج الكتاب لم تكن ممكنة لولا ظهور مادة جديدة ورخيصة للكتابة وهي الورق. ففي بغداد ظهر أول كتاب على الورق سنة 870م. وبقيت المنافسة بين ورق البردى والورق الجديد حتى القرنين 12 ـ 13م. حين أنهى الورق الجديد تماماً استعمال ورق البردى للكتابة. المرحلة الذهبية حتى القرن الثامن الميلادي، أي عندما بدأ العرب بإنتاج الورق، كانت معظم الأبيات الشعرية والروايات وحتى الإنجازات العلمية تنتقل من فرد إلى آخر بالمشافهة. ومع إنتاج الورق بدأت المرحلة الذهبية للكتاب الإسلامي، فقد ازداد عدد المخطوطات وأخذ التنافس يشمل الخلفاء الراشدين، والأغنياء على اقتناء الكتب الغالية والنادرة، وأصبح الخطاطون موضع البحث والتقدير. كان الكثير من الخطاطين يعملون في المكتبات، حيث ينسخون هناك المؤلفات لحساب تلك المكتبات، بينما كان كبارهم يعيشون في القصور حيث ينسخون المؤلفات الغالية. وبين هؤلاء الخطاطين تمتّع أولئك الذين كانوا ينسخون القرآن الكريم بشهرة خاصة. كإبن مكلا 886 ـ 940م. وابن البواب الذي يقال إنه كتب بخط يده خلال حياته 500 نسخة من القرآن الكريم. وفي العصر العباسي كانت بغداد المركز الأساسي لإنتاج الكتاب والاتجار به، ومنها كانت الكتب سرعان ما تجد طريقها إلى أبعد المدن في العالم الإسلامي. ويصل اليها أيضاً مؤلفات الكتاب من بلدان مجاورة كالهند وغيرها. كانت معظم الكتب التي تنسخ في ذلك الوقت وتحفظ في المكتبات ذات طابع ديني، وإلى جانب ذلك كانت هناك كتب من الفلك والتاريخ والطب والرياضيات والحقوق وبقية العلوم، بالإضافة الى الكتب الأدبية. لقد أوصى الكثير من أصحاب هذه المكتبات الخاصة بمكتباتهم إلى المكتبات العامة، باستثناء واحد يتعلق بالكاتب المعروف أبي حيان التوحيدي في القرن العاشر الميلادي، والذي حرص على إحراق مكتبته عوضاً عن أن يتركها لمواطنيه نظراً لأنه كان يعتبرهم غير قادرين على تفهم ما يكتبه. القوالب الخشبية في نهاية القرن التاسع عشر اكتشفت في آثار قديمة في مصر لحوالي خمسين كتاباً تم انتاجها بواسطة الطباعة بالقوالب الخشبية خلال سنوات 900 ـ 1350م. وكانت هذه الكتب مكتوبة باللغة العربية وتناولت موضوعات دينية، وهي اليوم محفوظة في المكتبة الوطنية في فيينا. حيث توجد غالبيتها وفي بقية المكتبات الأوروبية. وهناك من يعتقد أن أمثال هذه الكتب قد طبعت في البلاد العربية والإسلامية الأخرى، وليس فقط في مصر، ولكن مناخ مصر الجاف هو الذي ساعد على حفظ النصوص التي وجدت. إن الباحثين الاختصاصيين الذين اهتموا بهذه المطبوعات النادرة في العالم الإسلامي قدموا براهين مقنعة بما فيه الكفاية لتكوين رأي يقول إن هذه الكتب المطبوعة قد ظهرت بتأثير مباشر أو غير مباشر للتقنية الصينية في الطباعة في القوالب الخشبية، ولذلك فهي تعتبر جسراً مهماً بين الطباعة التي ظهرت لاحقاً في أوروبا في نهاية العصر الوسيط. وفي الواقع أن القارئ يجد نفسه مقتنعاً بما يذهب اليه هؤلاء الاختصاصيون، مع أنهم لا يستطيعون أن يدعموا آراءهم ببراهين قوية، من أن الأوروبيين قد تعلموا هذه التقنية من المسلمين نتيجة للصلات التي كانت قائمة بينهم. وعلى الرغم أنه من الصعب إثبات الصلة بين الطباعة المصرية والطباعة الأوروبية إلا أنه تبقى لدينا حقيقة لا شك فيها، ألا وهي أن الكتب المطبوعة الأولى بالقوالب الخشبية قد ظهرت في أوروبا في الوقت الذي توقف فيه إنتاجها في مصر. الخط العربي ظهر الخط العربي الشمالي أو خط الجزم، وهو الخط الشائع المتصل خلافاً للخط المسندي الحميري الذي كان منتشرا في جنوب الجزيرة العربية، في القرن الرابع ميلادي من خلال تأثير الخط النبطي الذي نشأ بدوره من نمط الكتابة الأرامية. ولا تزال بعض الحروف العربية تستعمل أسماء بعض الحروف النبطية مثل الألف والواو والميم والنون مع بعض الحروف التي ترسم بالطريقة نفسها مثل الطاء والصاد والعين. وتطور هذا الخط، وازدهر في القرن الخامس، والقرن السادس الميلادي في أوساط القبائل العربية بالحيرة ويعتقد بأن احد سادة قريش، بشر بن عبد الملك وصهره حرب بن أمية قاما بنشر وإدخال هذا الخط في قبائل مكة قبل مجيء الإسلام. وقد كان العرب في الجاهلية، يميزون أربعة أنواع من الخطوط وهي الحيري (من الحيرة)، والأنباري (من الأنبار)، والمكي (من مكة)، والمدني (من المدينة). وقد استخدم إسحاق بن النديم مؤلف الفهرست، لفظ الكوفي لأول مرة للدلالة على الخط الحجازي الحيري، وهو أقدم أنواع الخطوط واستعمل في رسم المصحف العثماني. وكانت أولى خطوات التجديد في نظام الكتابة العربية في عهد الدولة اموية، حيث قام أبو الأسود الدؤلي (603 - 688م) بوضع علم النحو، ونظام تنقيط في رسم الحركات توضع فوق أو تحت أو بجانب الحرف، وانتشر هذا النظام في عهد الحجاج بن يوسف. وقد كتب القرآن الكريم في تلك المرحلة بلونين مختلفين باسود للحروف وباحمر أو اصفر لعلامات الإعراب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©