الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

فاينانشيال تايمز : الإمارات بلد الطموحات والفرص

فاينانشيال تايمز : الإمارات بلد الطموحات والفرص
26 ديسمبر 2007 23:32
''أصبحت الطفرة الاقتصادية الهائلة التي تشهدها منطقة الخليج بشكل عام ودولة الإمارات بشكل خاص، ذات تأثير قوي على الاقتصاد العالمي برمته''· هذا ما خلصت إليه مجموعة تقارير متخصصة نشرها ملحق خاص نشرته صحيفة ''فاينانشيال تايمز'' مؤخراً· وجاء في افتتاحية الملحق أن الذهب الأسود، لم يكن في أي يوم من الأيام أكثر بريقاً مما هو الآن· ولم تعد شركات ومؤسسات اقتصادية عالمية عملاقة مثل ''سيتي جروب'' أو (بورصة لندن) أو شركة (سوني)، هي وحدها التي تمتلك أسباب ومسوّغات الشعور بالرضا التام عن الفضول الذي دفع دول الخليج للتعامل معها، أو حتى تقديم عروض الاستحواذ الجريئة إليها، بل إن هذا الشعور يكاد الآن ينسحب على كافة المجموعات أو الشركات العالمية العملاقة أينما وجدت· كما أصبحت مظاهر الثراء والوفرة المالية التي تعم منطقة الخليج العربي كافية لجذب أعداد متزايدة من الممتهنين المؤهلين والخبراء الأجانب الذين يتقاطرون إليها من كافة أنحاء العالم لينضموا إلى قطاعات العمل النشيطة في مختلف المجالات والقطاعات؛ من الصناعة البنكية إلى الهندسة الإنشائية والبناء والسياحة والطاقة· ونتيجة لهذا الزخم الاقتصادي الكبير، أصبحت المجتمعات الخليجية مفتوحة أمام الاجانب· والأمر هنا لا يمثل ظاهرة للتفاعل بين الشرق والغرب يمكن تشبيهها بطريق حرير جديد، مثلما قالت شركة ماكنزي لإدارة الاستشارات المالية، بل إن دول الخليج ذاتها أصبحت مقصداً اقتصادياً وسياحياً· وفيه تحطّ رؤوس الأموال الضخمة رحالها، وإليها يذهب الباحثون عن أيام أو اسابيع من المتعة والاسترخاء تحت شمس لا تغيب· وباتت دول الخليج تسعى بعزم وإصرار لتبوؤ مكانات بارزة على المستوى العالمي وفي مختلف أوجه النشاط الاقتصادي والسياحي وحتى الفني والثقافي· وليس برج دبي الذي يقترب من أن يصبح أعلى مبنى في العالم على الإطلاق، إلا أحد الشواهد الكثيرة التي تؤكد على عزيمة الإماراتيين بشكل خاص والخليجيين بشكل عام على تنفيذ طموحاتهم الحضارية التي لا تحدها حدود· وها هي درّة الخليج أبوظبي تتحول بسرعة عجيبة إلى مركز ثقافي ذي أبعاد عالمية بعد أن حظيت بحقوق إنشاء النسخة الأولى الرديفة لمتحف اللوفر الباريسي الشهير· مركز الثقل المالي وتناولت رلى خليفة خبيرة الشؤون الخليجية في الفاينانشيال تايمز، مشاريع الاندماج المنتظرة بين بعض البنوك الإماراتية الكبرى ونتائجها المحتملة على السوق المالية المحلية فأشارت إلى أن اندماج بنك دبي الوطني وبنك الإمارات فتح الباب واسعاً أمام المزيد من المشاريع المماثلة· ويتوقع المحللون الماليون حدوث عمليات اندماج أخرى في السوق المالية الإماراتية التي تعاني من التجزّؤ والتناثر بالرغم من أن كل واحد من البنوك القائمة في الدولة يحقق أداء جيداً في عمله المنفرد وبما يدفعه إلى عدم التفكير في الاندماج مع بنوك أخرى· ومع التدفق الغزير للسيولة النقدية بسبب ارتفاع أسعار النفط، أصبحت الصناعة البنكية الخليجية بصفة عامة، تنعم بطفرة مالية غير عادية تسهم في تعزيز المواقع الاستراتيجية للبنوك على المستويات المحلية والإقليمية والدولية· وبالرغم من أن مجمل عوائد نشاطات أسواق الأسهم لعام 2007 سوف تكون ضعيفة بسبب عمليات التصحيح السوقية القوية التي شهدتها، إلا أن البنوك الخليجية احتفظت بمكانتها كأكثر البنوك العالمية انطواء على الأرباح والمكاسب في العالم أجمع وحيث بلغت عوائد التعامل في السندات والأصول المالية 30 بالمئة خلال السنوات الثلاث الماضية· ويقول إيمانويل فولاند مدير تصنيف الخدمات المالية في شركة ''ستاندارد أند بورز'': لقد بقيت قضايا الاندماج محل نقاش مستمر خلال السنوات الخمس الماضية، إلا أننا لم نشهد إلا حالات قليلة من عمليات الاندماج· وكان اندماج بنكي دبي من أبرز هذه الحالات· ودارت نقاشات مطوّلة بين بنوك ذات توجهات مختلفة في السوق المالية الإماراتية حول مشاريع الاندماج إلا أن هذه البنوك لم تكن تشعر بأية ضغوط تدفعها للذهاب بعيداً في مثل هذه المشاريع· ولا شك أن الوصاية الحكومية الواسعة على هذه المؤسسات المالية كانت من أهم العوامل التي تدفعها إلى عدم التفكير في مثل هذه المشاريع· ويضيف التقرير أنه وبالرغم من الضغوط القوية التي تتعرض لها بعض الحكومات الخليجية لفتح أسواقها المالية أمام المزيد من الأطراف المنافسة، إلا أنها بقيت إلى حد كبير أكثر ميلاً لحماية صناعتها المالية الوطنية وأكثر تحفظاً على دخول المنافسين الجدد· ومن ذلك مثلاً أن البنك المركزي الكويتي لم يتردد عن منح الرخص للمؤسسات البنكية الوافدة إلا أنه فرض على كل واحد من البنوك عدم إقامة أكثر من فرع واحد داخل الدولة· إلدورادو الصحراء وجاء في مقال متميز حول التطور الحضاري والعمراني لإمارة دبي تحت عنوان (إلدورادو الصحراء)، أن دبي أكدت دائماً رغبتها في التمرّد على حجمها الجغرافي وراحت معالمها الحضارية والعمرانية تنطلق بلا حدود نحو الأعلى حتى أصبحت عاصمة جديدة لناطحات السحاب بعد أن استلبت هذا اللقب من مانهاتن وشيكاغو· فهذه الرقعة الصغيرة من الأرض الصحراوية، عرفت كيف تتحول من مجرّد قرية صغيرة لصيد السمك واللؤلؤ، إلى واحدة من أبرز العواصم التجارية والسياحية العالمية· وبدا بوضوح أنها كانت حريصة على ألا تقيد نفسها بالتخصص بخدمة منطقة الشرق الأوسط وحدها، بل العالم بأسره بما فيه شرق آسيا وأفريقيا· وكان لشهيّتها المفرطة نحو التوسع والامتداد والتطور، ومناخها الاستثماري المناسب من ناحية الاستقرار السياسي الذي تنعم فيه، أن تمثل أسباباً مقنعة للشركات الاستثمارية العالمية للتدفق إليها وحطّ الرحال فيها من دون تردد· ويقول التقرير إن الشمس الساطعة على مدار العام، وعدم فرض ضرائب على الدخول الاستثمارية، تعد من العوامل المهمة التي حرّضت الكثير من الشركات على التسلل إلى الإمارات هرباً من الضرائب والأجواء المتوترة والماطرة في بلادها الأصلية· ولهذه الأسباب وغيرها، تواصلت هذه الطفرة الاقتصادية التي تشهدها إمارة دبي حتى بلغ عدد المقيمين الجدد فيها يفوق 25 ألفاً كل شهر· وجاء في تقرير كتبه المحلل جيم كرين أن دبي أصبحت أضخم غابة من المنشآت العمرانية والحضارية في العالم أجمع·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©