السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

لميس المرزوقي تقرأ مسبحة والدي

لميس المرزوقي تقرأ مسبحة والدي
26 ديسمبر 2007 23:56
أقامت ''جماعة الأدب'' باتحاد كتاب وأدباء الإمارات - فرع أبوظبي مساء أمس الأول في مقر الاتحاد أمسية قصصية قرأت فيها ''لميس المرزوقي'' قصة بعنوان ''مسبحة والدي''، وقدم الدكتور ''أحمد الأمير'' قراءة نقدية فيها من ثلاث صفحات · وتتلخص القصة كما أورد ''الأمير'' بأن الكاتبة (تستعير شخصية طفلة تسرد على لسانها أحداث القصة، وكأنها تسترجع بنا مشهداً من ذكريات طفولة طوتها يد الزمن، حيث تبدأ بتأمل مسبحة الوالد الثمينة التي تحوي كل حبة منها حشرة صغيرة تحجرت داخل الكهرمان، وتمعن في التأمل إلى أن يقودها خيالها إلى تقمص دور تلك الحشرة المتحجرة، وبعد أن فرحت لحظة في بداية التجربة المثيرة التي غيرت عالمها، فإذا هي تكتشف معاناة السجن داخل الحبة، والضجر من عدم القدرة على الحركة أوحتى مجرد الكلام، وتستقصي في وصف شعورها بالعجز، وإحساسها بالضغط من كل الجهات)· وتستكمل الورقة النقدية باقي قراءتها، إذ تؤول القصة تأويلاً يخضع الطفلة الى سلطة الأب والمجتمع، وعدم التوازن بين الحضور الأنثوي والآخر الذكوري، والرغبة في الانفلات من ذلك، مؤكدة على أن اللغة التي كتبت بها القصة جميلة ومكثفة وهذا ما أجمع عليه الحضور· إلا أن ذلك التأويل لاقى اعتراضاً، من الأكثرية، إذ قالت ''سلوى الحمامصي'': لم أشعر بمعاناة المرأة أو الاضطهاد، فالقصة تذكرنا بمعاناةحح الطفولة كما في ''عقلة الإصبع''، وقد أدارتها بإحكام، إنها قصة طفلة داخل مسبحة، تبدأ بوصف المكان وتتدرج بنا الى سرد ما حدث كمتقمصة لحشرة· بينما قال ''أدهم سراي الدين'': لم أشعر بأن البطلة الطفلة تشعر بالاضطهاد كما قال ''الأمير''، بل أنها أحبت أن تنفصل عن الدائرة الزمنية المعتادة· وتبعاً لكل ذلك أردف ''عياش يحياوي'': قرأت القصة بحس طفولي، ولم أذهب بعيداً في التأويلات التي ذهب إليها الناقد، فهذا النص يتسم بجمالية محددة، فالطفلة عبثت بخيالها وسرحت، ورغم قصد القصة السردي، إلا أنها تحولت إلى عالم لغوي مثير· وتحول النقاش في أحد جوانبه، إلى أن هذه القصة تتبع ''أدب التحول'' مستشهدين برواية ''المسخ'' لكافكا، و''الأنف'' لجوجول، و''الحمار الذهبي'' للكويوس أيوليوس، وأن الكاتبة لم تستفد من دراما التحول لتطوير قصتها، رغم مزجها الجيد بين الواقع والحلم، وكما قال ''أحمد عزيز'': إن التحول أشعرها بمأزق التحول نفسه، وليس بواقعها، وإن دلالته ظلت دلالة واحدة، في حين أشار ''سامح كعوش'' إلى أنها على العكس أحسنت القفز بين عالمي الواقع والحلم، مستشهداً بأن البطل في رواية ''الحمار الذهبي'' جال كل أرجاء الإمبراطورية الرومانية بعد أن تحول إلى حمار بعد تمنيه التحول إلى طائر، بينما في قصة لميس المرزوقي ومن خلال الدخول إلى حبة كهرمان بالتحول إلى حشرة، استطاعت أن تنشئ عالماً بأكمله دون أن تضطر إلى التجول في إمبراطورية كاملة كما في ''الحمار الذهبي''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©