وجوه نجيب محفوظ

تحت عنوان ''لقائي معه'' قدمت الفنانة التشكيلية نيفين جندي 21 بورتريها للأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ تصور أيامه الاخيرة حيث الوجه المليء بالشجن والروح الساكنة في جسده الهزيل، وتعبر اللوحات الزيتية تعبيرا صادقا عن مرحلة شيخوخة نجيب محفوظ· والفنانة نيفين جندي تتلمذت على يد الفنان الكبير صبري راغب خاصة في مجال البورتريه والتشريح والطبيعة الصامتة، وهو ما ظهر في قسمات وجه نجيب محفوظ التي تمتلئ بالتأمل والسكون والشجن خلال جلساته مع محبيه الذين كانوا همزة الوصل بينه، وبين الحياة وتمنح خامة الزيت خصوصية متفردة للوحات· وتقول نيفين جندي ان معرفتها بالأديب الراحل بدأت عن طريق الأديب نعيم صبري أحد جلساء محفوظ الذي اصطحبها معه مرة وقررت أن تواظب على حضور الجلسات لمدة عامين، مما مكنها من الاقتراب من نجيب محفوظ والتعرف على شخصيته الثرية وتواضعه ووداعته وتشبثه بواقع المجتمع وأحداثه وقيمه· وبعد مرور شهرين من حضور جلسات محفوظ طلبت أن ترسمه خلال جلساته مع اصدقائه ومحبيه فوافق وكان ناتج هذه التجربة الفريدة 21 لوحة رسمت كل لوحة في جلسة· وأكدت أنها عندما بدأت رسم نجيب محفوظ لم تستطع التوقف عن الرسم وطافت معه في كل مكان يذهب اليه فقد أسرها بشخصيته وحضوره ولم تكن ترى سوى تفاصيل وجهه وجلسته وتركت شعورها يحركها لتخرج بلوحاتها الزيتية ومئات الصور الفوتوغرافية التي عبرت عن شيخوخة الاديب الراحل· وقالت نيفين إن روح محفوظ أسرتها، ولأول مرة يقدم فنان أكثر من 20 بورتريها لشخص واحد متلافيا التكرار والملل ومعبرا عن شخصية ظلت تؤثر في الناس حتى أواخر حياتها· وأكدت انها كانت سعيدة برسم نجيب محفوظ وبالنتيجة التي وصلت اليها حيث صورت أبرز ملامح فترة الشيخوخة لمحفوظ وقربتها للناس الذين كانوا يحبونه ويمثل لهم رمزا وقيمة، وتتمنى ان تستكمل التجربة برسم ملامح شخصيته في فترات مختلفة من حياته· ورفضت نيفين جندي بيع لوحات المعرض باعتبار ان للوحات مكانة وقيمة أكبر من أن تباع، ولهذا استعانت بالطباعة لتقدم مستنسخات من اللوحات يمكن لمحبي وعشاق نجيب محفوظ ان يقتنوها·