السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متـــــــــــــــــــون

متـــــــــــــــــــون
26 ديسمبر 2007 23:59
وزيرة العدل الفرنسية تدفع ببراءتها في مواجهة افتراءات السياسة والتمييز رشيدة داتي تحتكم إلى القراء الطيب بشير: ''حياتي ليست قصة جميلة، ولست بطلة رواية تريد ابتزاز دموع الناس''· هكذا قدّمت رشيدة داتي، وزيرة العدل الفرنسية، كتابها الصادر مؤخراً بعنوان: ''جعلتكم حكاماً''، وهي تخاطب فيه الرأي العام الفرنسي والقراء، مؤكدة أن هدفها من الكتاب هو قول الحقيقة، ووضع حد للافتراءات والمغالطات والأكاذيب التي نشرتها بعض الصحف والمجلات الفرنسية عنها· ويتضمن الكتاب - الذي جاء في صيغة أسئلة وأجوبة بين الصحفيّة كلود اسكولوفيتش ورشيدة داتي - اعترافات وكشف عن بعض الأسرار الشخصية والعائلية، وسرد لمختلف مراحل مسيرتها المهنية والسياسية· دفاع عن الذات يشعر القارئ بأن رشيدة داتي قد غالبت نفسها للحديث عن مسائل شخصية، ولكنها تريد بنشر هذا الكتاب حماية نفسها من الأقاويل والمعلومات الخاطئة التي تعمّد البعض تسريبها عنها لإحراجها وإضعافها سياسياً· وهي تعلم أنها تثير الفضول منذ أن تم تعيينها وزيرة للعدل قبل ستة أشهر، وهو فضول تصفه بأنه ''بريء وودي'' في بعض الأحيان، ولكنها تستدرك لتقول إنه أيضاً: ''حاد وشرس وعدائي'' في أحيان أخرى· والأمر المؤكد أنه عندما اختار الرئيس الفرنسي الجديد نيكولا ساركوزي رشيدة داتي وعيّنها وزيرة للعدل منذ عدة أشهر، فإن القرار أثار دهشة واستغراب بعض الأوساط السياسية والإعلامية الفرنسية، فرشيدة هي فرنسية من أصل عربي، أمها جزائرية، ووالدها مغربي، وهذه أول مرة يتم فيها اختيار امرأة من أصل مغاربي لمنصب وزاري رفيع يطمح إليه أكبر السياسيين وأعرقهم، فوزارة العدل في فرنسا، وهي وزارة سيادية، لها هالة خاصة ومكانة متميزة، ويبدو أن بعض الساسة، وحتى العامة، لم يتقبلوا أن يصطفي الرئيس الفرنسي رشيدة داتي لمنصب رفيع، كأنهم استكثروا عليها ذلك· حملة إعلامية ومما زاد الطين بلة أن رشيدة داتي أظهرت انضباطاً وصرامة في إدارتها للوزارة، حتى أن بعض مساعديها استقالوا من مناصبهم، تعبيراً عن عدم موافقتهم على أسلوبها، كما تعرضت، ولا تزال، لكثير من النقد والانتقاد من الحقوقيين والقضاة بسبب الإصلاحات التي شرعت في تطبيقها، وباختصار فإن الوسط القضائي لم يتقبل رشيدة داتي، لكنها تحظى في المقابل بمساندة مطلقة من الرئيس ساركوزي ومن زوجته السابقة سيسيليا· وفي الأسابيع الأخيرة ازدادت الحملة ضد الوزيرة ضراوة في بعض الصحف والمجلات الفرنسية، التي أخذت تنبش في حياة رشيدة داتي بحثاً عن الثغرات والكبوات قصد إحراجها وإضعاف هيبتها، من ذلك التركيز على تورط أخ للوزيرة في قضايا مخدرات· كما جرى الاشتباه في بعض الشهادات العلمية للوزيرة، وذلك بغية التشكيك في كفاءتها وبالتالي المس بصدقيتها، والقضاء على نفوذها وسلطتها في تسيير شؤون إحدى أهم الوزارات في فرنسا· صمود مفاجئ لكن المفاجاة حصلت، حين صمدت رشيدة داتي صمدت أمام هذه الحملة الشرسة، وقررت أن تصدر هذا الكتاب، بل إن هذه الحملة زادتها صلابة حتى أن كثيرين يرون أنه ليس مستبعداً أن تصبح رشيدة داتي رئيسة للحكومة الفرنسية· ومنذ الصفحات الأولى من الكتاب ترفض رشيدة داتي وصفها بالمهاجرة، مصرة على التأكيد بأنها ولدت وترعرعت في فرنسا، وأن والديها هما المهاجران، أما هي فترى نفسها مواطنة فرنسية· تواضع المنشأ تتحدث الوزيرة في كتابها عن أسرتها، فوالدها مبارك داتي كان يشتغل عاملاً بسيطاً في البناء، وأمها ربة بيت سهرت على تربية 12 طفلاً، أما هي فحياتها ملأى بالصعوبات والعراقيل التي تحدتها كلها، وهي في سردها لتجربتها الشخصية، لا تريد أن تظهر كامرأة استثنائية، بقدر ما تريد تبيان أن نجاحها هو نتيجة لإصرارها وهي تؤكد أنه لا وجود لمعجزة في تفوقها المهني، معترفة بأنها عرفت الفشل ومرت بكبوات، مضيفة: ''ولكني كنت دائماً أقف من جديد وأتقدم إلى الأمام''· وهي عملت بائعة واشتغلت في أعمال أخرى بسيطة· فتح الصفحات الحميمة كما تضمن الكتاب شرحاً لكل المراحل في التجربة السياسية للوزيرة، وسرداً لكل الأحداث التي قادتها إلى العمل السياسي مع نيكولا ساركوزي· ولأن رشيدة داتي، وهي في الواحدة والأربعين من عمرها، غير متزوجة حالياً، فإن حالتها المدنية أثارت الفضول والتساؤلات، مما دفعها للكشف عن صفحة خاصة من حياتها لتروي قصة زواجها وطلاقها· تقول إنها في صيف 1992 اقترنت برجل لم تشعر بأي قواسم مشتركة تجمعها به· لم تكن مكرهة على الزواج، ولكنها إرضاء لوالديها قبلت الأمر دون اقتناع، حصل ذلك أثناء إجازة صيفية في الجزائر، والرجل الذي تقدم لها له علاقة صداقة مع أحد إخوة والدتها· لكنها لم تستطع أن تحبه، ولم تكن تشعر بأي عاطفة إزاءه، وهي تعترف بأنها ندمت على قبولها الزواج به، بعد أن تيقنت أنها لا يمكن أن تبني مستقبلها معه، حسب تعبيرها· وعندما قررت الانفصال والطلاق رفض الرجل وأصرّ على موقفه، وهو ما تسبب لها في مشكلات إلى أن تم الطلاق أخيراً· والكتاب يروي قصة نجاح استثنائية لامرأة من وسط عائلي فقير ومتواضع، نجحت في أن تصبح وزيرة عدل في فرنسا··· التي جاء إليها والدها مهاجراً من المغرب، سعياً وراء لقمة عيش كريمة لأسرة وفيرة العدد· السيوطي يشرح المجتمع تحت عباءة المقامة الأدبية فقيه يقتحم أخطر القضايا من باب الجنس القاهرة ـ حلمي النمنم: عرف جلال الدين السيوطي المتوفى عام 911 هجرية كمحدث وفقيه وعالم ومؤرخ· ما لا يعرفه كثيرون أن السيوطي كتب ''المقامة'' الأدبية، وأشار إليه في ذلك عدد من مؤرخي الأدب مثل الدكتور شوقي ضيف ورزق سليم وزغلول سلامة وغيرهم، لكن الباحث الأردني د·سمير الدروبي، أستاذ الأدب العربي بجامعة مؤتة، جعل مقامات السيوطي موضوعاً لدراسته، فعكف عليها جامعاً ومحققاً ودارساً، وأصدرها في كتاب من مجلدين طبع في بيروت، وصدرت مؤخراً طبعة منه ضمن سلسلة ''الذخائر'' بالهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة، وقدم لهذه الطبعة د·عوض الغباري استاذ الأدب العربي بجامعة القاهرة· إنصاف المقامة أهمية هذه الطبعة أنها تعيد إلى الأذهان الاهتمام بفن المقامة، الذي بلغ ذروته الأدبية في القرن الرابع الهجري لدى بديع الزمان الهمذاني، خاصة أن هناك بعض الدراسات والآراء الحديثة ترى أن المقامة لم تكن مجرد فن لإظهار البراعة الأدبية واللغوية، لكنها مادة للنقد الاجتماعي والإنساني والسياسي، وهذا يبدو في مقامات السيوطي· أدب الاجتماع الجانب الاجتماعي يبدو مثلاً في مقامة السيوطي التي تحمل اسم ''المقامة البحرية''، وتتعرض هذه المقامة لفيضان النيل عام 897 هجرية، والذي جاء عالياً ثم شح الفيضان في الأعوام التالية، وفي العادة كان فيضان النيل يعني الرخاء ورخص الأسعار، أما العكس فيشير إلى الغلاء والبلاء، لكن السيوطي آثر أن يتناول هذه القضية بشكل أدبي، موجهاً اللوم والانتقاد للمصريين لأنهم لم يدخروا من رخائهم شيئاً لما هو قادم· ويستعرض ما فعله الغلاء وقلة المعروض من القمح والخبز، ثم ينهي بأن يدير حواراً بين 14 شخصاً لا يذكرهم بالاسم بل بالصفة، وتقدم هذه الشخصيات وجهات نظر في ما حدث، مثلاً قارئ القرآن يقول: '' ما هذا التعسير بعد التيسير؟ ومالنا عدنا نروي عن قل بن قل بن قل بعد ما كنا نروي عن ابن كثير؟ ما هذا إلا أمر مهم وخطب ملم··'' بينما يقول المحدث ''هذا خبر مفصل، عوقب به من ضل، اجزعتم مما سيق إليكم؟ إنما هي أعمالكم ترد عليكم··'' ويرد الصوفي: ''لو اتقيتم الله لانزاح عنكم الضير، ولو أنكم تتوكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير·'' جرأة البوح وهناك مقامة بعنوان ''رشف الزلال من السحر الحلال'' وهي تسمى بمقامة النساء، وقد نشرت هذه المقامة في القاهرة وفي تونس وبيروت وعدد من العواصم العربية في السنوات الأخيرة، ليس باعتبارها إحدى المقامات بل ككتاب منفصل ومستقل للسيوطي، وسبب الاهتمام بها أن السيوطي ضمنها بعض العبارات والكلمات الجنسية، فأراد عدد من الكتاب العرب من نشرها رداً على دعاة مصادرة الكتب والأعمال الأدبية التي تتهم بأنها تضم بعض العبارات والمشاهد الجنسية، وكأنهم بذلك يقولون إن التعبير الجنسي ليس محرماً ولا ممنوعاً وإلا ما كان فقيه في قامة السيوطي يستعمله، والحقيقة أن السيوطي كان يعالج مشكلة اجتماعية صعبة، ففي عصره شاع مرض الشذوذ وابتعد الشباب والرجال عن الزواج بالنساء، مفضلين بني جنسهم في علاقاتهم الخاصة، فادار السيوطي تلك المقامة بين عشرين شخصاً ذكرهم بالصفة، فيهم الفقيه والقارئ والمحدث، والأصولي والمنطقي والشاعر وغير ذلك، وجعل كلا منهم يصف ليلة زفافه وزواجه بأسلوب شائق مملوء بالتورية، مورداً بعض الكلمات الجنسية باسمائها الفصيحة المباشرة· نقد ثقافي لم تكن المقامات لدى السيوطي لانتقاد بعض الأوضاع الاجتماعية فقط، بل امتدت إلى نقد البدع الثقافية، إن صحت التسمية، ذلك أن عصره شهد انتشار بعض الرواة والقصاص الذين يروون وقائع وأحاديث عن الرسول ''صلى الله عليه وسلم''، لم ترد لدى المحدثين ووقائع لم يذكرها كُتاب السيرة، فوضع في ذلك مقامة'' الفتاش على القشاش'' والقشاش هو المتطفل، وكأنه اعتبر هؤلاء متطفلين على الرسول وأفتى بضربهم· وهناك مقامة ''الدوران الفلكي على ابن الكركي'' وكذلك ''طرز العمامة في التفرقة بين المقامة والقمامة'' وفي هاتين المقامتين انتقد ابن الكركي، أحد العلماء الذي كان يدس للسيوطي وغيره لدى السلطان، ولم يعبأ السيوطي بذلك فراح يهجوه بعنف ولكن بطريقة العلماء· عمر ناصر يروي تجربته في عالم خيالي طفل يكتب عن طفل لؤي خالد: صاحب الكتاب فتى اسمه عمر ناصر، يبلغ من العمر ثماني سنوات، مصري الجنسية ويقيم مع أسرته في إيطاليا، وبحكم العيش هناك والتعلم في مدارس روما، فهو يتحدث الإيطالية بطلاقة ويكتب بها، زاده من العربية الفصحى قليل، لذلك قدم قصته للأطفال باللغة الإيطالية، وترجمت منذ أيام فقط للعربيّة· تروي قصة عمر ناصر، والتي حملت عنوان ''ثلاثة أشهر في عالم خيالي'' تجربته في عالم السينما، حيث لم يكن على سابق علم بها، كما لم يكن مطّلعا على خفايا الصور المتحرّكة، إذ مثّل مع النجم الإيطالي ''رؤول بوفا'' والنجمة ''جوبا سباتزياني''، وأثناء تجربته تلك عرف ما يواجهه المشاهير من المعجبين والمعجبات، مثل إصرارهم على الحصول من النجوم على توقيعاتهم وصورهم، كما عرف أيضا الخدع السينمائية مثل الجروح والأنفجارات والعواصف· قصة الفيلم ـ كما يرويها عمر ناصر ـ تدور أحداثها عن الجيش الإيطالي في العراق، وتحديداً في مدينة البصرة، حيث يتمكن القائد الإيطالي من حماية طفل كان يقيم في الملجأ يدعى حسان (الدور الذي مثّله عمر ناصر)· تكمن أهمية الكتاب في سرد تجربة طفل عربي لمعايشته لعالم كان يجهله ولمشاركته في التمثيل مع بعض النجوم الإيطاليين وقد تم نقل هذه التجربة إلى العربيّة من طرف المركز القومي للترجمة ـ عالم الطفل في مصر· وسيعرض للبيع في معرض القاهرة الدولي للكتاب في يناير القادم (2008)· الكتاب يحتوي على رسوم للطفل عمر ناصر وبمشاركة الفنان الدكتور ناصر الجيلاني، وهناك ترجمة أخرى للكتاب للإنجليزية تعدها منار خورشد، وهي بالمناسبة أم الطفل عمر ناصر· يقع الكتاب في 41 صفحة من الحجم الصغير، وكل ما فيه جذاب باستثناء الألوان، ومع أن رسومه لا تبهر القارئ، إلاّ أنها تجذب الطفل· بالنسبة لي، تفاعلت مع تجربة الكاتب، خصوصا وأن سنه يقارب سني، واستفدت من المعلومات التي ذكرها عن السينما، لكن لديّ مأخذ على ما جاء في الصفحة الأخيرة من الكتاب (الغلاف الخارجي)، حيث يقول الكاتب: هذا أنا عمر ناصر لن تصدّقوا قد دخلت إلى عالم خيالي وبقيت هناك ثلاثة أشهر·· تريدون أن تعرفوا ماذا كان ذلك العالم الخيالي؟ إنها السينما ··! وكما نرى فقط أفقدت العبارة الأخيرة ''إنها السينما'' عنصر التشويق، وهذا الأسلوب لا نحبّه نحن الأطفال· لقد أرجع المترجم ذلك ـ حين سألته ـ إلى اللغة الأصلية للكتاب (يقصد الإيطالية)، لكن هذا غير كافٍ لأن الطبعة العربية تخاطبنا نحن الأطفال العرب، لهذا يمكن أن نعفي الكاتب من المسؤولية، ونعتبر الكتاب إضافة جميلة لنا نحن الأطفال· قاموس للثقافة الصحية والبيئية من أجل عمر مديد رحلة في بلاد المسنّين وأخبار المعمّرين ترجمة وعرض: عدنان عضيمة كثيراً ما حاول العلماء تفسير ظاهرة الامتداد الاستثنائي لأعمار بعض الأشخاص أو القبائل والشعوب في أماكن متفرقة من العالم، وكانوا يضعون لها تفسيرات متباينة ومتناقضة أحياناً في محاولة لاستقاء العبرة وتعميق الثقافة الصحية وفقاً لمبدأ معروف يقول: ''ما يفيد غيري لا بد أن يفيدني''، وفي هذا الكتاب الغني بالمادة التثقيفية الصحّية، تحاول الكاتبة سالي بير إلقاء المزيد من الضوء على هذه الظاهرة المثيرة من خلال زيارات ميدانية إلى تلك المناطق والأقاليم التي تضم الكثير من أصحاب الأعمار المديدة، وتخرج من ذلك بنتائج جديرة بالمتابعة والتدقيق بالنسبة لكل من يتوخى الاعتناء بصحته وسلامة جسده· تداعيات البحث في إطالة عمر البشر موضوع معقد ومحفوف بالشكوك والتداعيات الدينية والأخلاقية· ففي عام 1998 أصدر العالم الأميركي ذو الأصل الياباني ميشيو كاكو كتابه الشهير (رؤى) حول مستقبل العلم والتكنولوجيا خلال السنوات الخمسين الأولى من القرن الحادي والعشرين؛ وفي أحد فصوله المثيرة الذي جعل له العنوان: (كيف نعيش إلى الأبد؟)، نقل عن رائد كبير في علوم وبحوث الشيخوخة والموت يدعى (وودي آلن) جملة تنطوي على الكثير من المفاهيم المثيرة للجدل حيث يقول: (لست أريد أن أعيش إلى الأبد من خلال أعمالي ومنجزاتي، بل إنني أسعى إلى العيش حياة سرمدية من خلال تجنّب الموت)!· وكثيراً ما قدح الحلم بالشباب الدائم مخيلات الناس، وتناقل الكثير من الرواة منذ أيام الإغريق والرومان أحاديث متواترة عن الينبوع الوهمي للشباب الدائم، وبالرغم مما تحمله هذه الطروحات من معانٍ تتناقض أشد التناقض مع السنن الكونية والطبيعية والدينية والأخلاقية، إلا أن العمل في هذا الاتجاه البحثي المعقد لمّا يشهد نهايته بعد، وقد لا يشهدها أبداً، وها هي المختبرات السرّية التي أقامتها شركات استثمارية طموحة تواصل عملها بكل جد في العديد من دول العالم لاستنساخ بشر يمكن أن تنتزع أعضاؤهم النامية فيما بعد لتستخدم في تعويض أعضاء تالفة لدى المرضى، كما أن الكثير من هذه المختبرات تعمل الآن في الخفاء على تطوير تقنيات استنبات الخلايا الجذعية التي تهدف إلى (صناعة) أعضاء بشرية كاملة بطريقة حيوية ، بحيث يمكن استخدامها لاستبدال الأعضاء الموافقة لها في أجساد البشر· صدر الكتاب في 295 صفحة من القطع المتوسط عن دار (مارلو أند كومباني) البريطانية، واختارت له بير عنواناً طويلاً هو (50 من أسرار البشر الأطول عمراً في العالم)، وهو عنوان غير موفق طالما أن الكتاب يتجاوز تجربة البشر ذاتهم في هذا الميدان ليتناول أيضاً وبإسهاب شديد طبيعة الأماكن التي ينتشر فيها المعمرون في العالم، ويمكن تصنيف الكتاب في باب علوم الثقافة الصحّية، وهو يعجّ بالحقائق التي يجدر بكل إنسان أن يطلع عليها إذا أراد تعلم الأبجديات الأولى لاتقاء شرور الأمراض والعلل، وكان يحرص على عيش حياة سعيدة· تفتتح بير مقدمة الكتاب بعبارة تقول فيها: ''لو كنت أعلم إنني سأعمر طويلاً لما ترددت عن المبالغة في العناية بنفسي''، وتشير إلى ما يتفق بشأنه العلماء الآن من أن العمر الطبيعي للإنسان الذي يعرف كيف يتعامل مع جسمه يُقدّر بـ120 عاماً، وبالطبع، لا يعني بلوغ المرء العقد الثالث بعد المئة أنه سوف ينعم برؤية أحفاد أحفاده فحسب، بل يعني أيضاً أنه يمكن أن يشعر وكأنه في الثلاثين عندما يكون قد تخطى الأربعين، وبأنه في الثمانين عندما يتخطى المائة عام، وأن يبقى محتفظاً بالكثير من الطاقة والنشاط مهما بلغ من العمر، ولعل مما يشجع على انتهاج الأسلوب الصحي القويم الذي يمكنه أن يحقق لنا مثل هذه الأمنيات، هو أن أي إنسان مهما بلغ من العمر، وكائناً ما كانت حالته الصحية، يكون في وسعه أن يبدأ مشوار العودة إلى الشباب بشرط أن يتخلى عن التفكير بأسلوب (فات الوقت)· الغذاء لا الدواء فما هي إذن الأسرار الكامنة وراء العيش المديد والاحتفاظ بحيوية الشباب لفترات طويلة؟· تثبت الحكم القديمة التي وردت على لسان الفلاسفة الإغريق والرومان، كما تؤكد الدراسات الجادة الحديثة، على أن الجواب عن هذا السؤال يتعلق قبل كل شيء بما نأكل، ونحن نعلم الآن أن تناول الأغذية المناسبة يمكن أن يساعدنا على تجنب بعض الأمراض القاتلة كالسرطان والأزمات القلبية، وتذكر إحصائية صادرة عن جمعية الجراحين في الولايات المتحدة أن 1,8 مليون من أصل 2,2 مليون من الذين يموتون كل عام في الولايات المتحدة يعزى موتهم لأسباب تتعلق بنوعية الأطعمة التي يتناولونها، وأثبت علماء الشيخوخة مؤخراً أن في استطاعتنا بالفعل أن نبطئ الشيخوخة أو أن نعكس أعراضها ، وأن نشعر بأننا أكثر شباباً، وأن نتجنب معظم الأمراض ذات العلاقة بطول العمر، عن طريق تبنّي حمية غذائية مناسبة وبشرط أن يترافق ذلك بممارسة التمارين الرياضية المنتظمة وتجنب التوتر والإجهاد· واليوم، تنفق شركات إنتاج المواد الصيدلانية ملايين الدولارات بحثاً عن استنباط العقاقير المضادة للشيخوخة، ولم يكتب النجاح لأي من الطرق التي اتبعوها بما فيها حقن الدماغ البشري بالخلايا الجذعية (خلايا المنشأ)، وإنتاج (العقاقير السحرية)، ومحاولة عزل المورّثة الخاصة بالشيخوخة، وحتى الآن، يمكن القول إنه ما من مادة كيميائية أو عقار معروف يمكنه أن يكبح ظاهرة الشيخوخة أو يسهم في إبطائها بأكثر مما يمكن أن تفعله المواد الغذائية الطبيعية التي نتناولها· وتضع (بير) شرطاً أساسياً للعيش المديد فتشير إلى أنه يجب ألا يعني أبداً أن يواصل الإنسان الحياة لفترة طويلة جداً في عالم يعجّ بالمعمرين العجائز الذين يجمعون في أجسادهم كل الأمراض الواردة في القواميس الطبية· بعيداً عن الأساطير ولا يكاد مجتمع على وجه الأرض يخلو من القصص الأسطورية حول العيش السرمدي· وهو وارد في أطروحات وأساطير الهندوس والرومان والصينيين، وتقدم إحدى الأساطير الإغريقية المزعومة واحدة من أكثر العبر مدعاة للحزن والأسى بالنسبة لأولئك الذين يعملون على تجاوز النسق الطبيعي للأشياء، ومؤدى هذه الأسطورة أن إلهة الفجر الفاتنة إيوس وقعت في حب الإله تيثينوس المنزّه عن الموت، وتزوجته، ولكن ، وفيما تحتفظ الآلهة جميعاً بشبابها السرمدي وفقاً لتلك المزاعم، إلا أن تيثينوس بدأ يشيخ، وما كان من إيوس إلا أن التمست من كبير الآلهة زيوس أن يجعل من عشيقها إلهاً لا يموت كباقي الآلهة، واستجاب زيوس لرغبتها، وسرعان ما أدركت إيوس أنها ارتكبت خطيئة قاتلة؛ فلقد نسيت أن ترتجي لعشيقها تيثينوس الشباب الدائم، وما هي إلا بعض السنين حتى غدا تيثينوس شيخاً قعيداً لا يقوى على حراك ولا يتوقف عن الهذيان مع نفسه، ولقد أغضب مشهده المنفّر الآلهة فحوّلته إلى حشرة أزيز الحصاد· غادة الكرمي في كتابها الجديد: فلسطين موحدة·· هي الحل الوحيد! العروس جميلة لكنها متزوجة من رجل آخر غادة سليم: ربما يتعجب كثير من المتابعين لكتابات الناشطة الفلسطينية غادة الكرمي من عنوان كتابها الجديد ''متزوجة من رجل آخر··''، فهو يوحي للوهلة الأولى بأنها انحرفت عن مسارها في الكتابة عن الصراع العربي - الإسرائيلي واتجهت إلى تأليف الروايات الاجتماعية، إلا أن كتابها الجديد هو خطوة إضافية في مشوارها الطويل للدفاع عن الحقوق الفلسطينية· وما عنوان الكتاب إلا عبارة ذات مغزى خفي كان قد أرسلها اثنان من حاخامات أوروبا اللذان زارا فلسطين عام 1897 لاستكشاف مدى صلاحيتها لإقامة دولة لليهود· فأرسلا رسالة رمزية يطمئنان بها الجماعات الصهيونية بأن العروس جميلة·· لكنها متزوجة من رجل آخر· وهنا تكمن المعضلة· فماذا يفعلون بأرض جميلة مأهولة بسكان آخرين؟· فإما أن تقضي الصهيونية على الرجل الآخر أو أن تتخلى عن أطماعها في العروس الجميلة· صدمة قيام إسرائيل يضم كتاب غادة الكرمي - المكون من 328 صفحة، والذي صدر في لندن عن دار نشر ''بلوتو برس'' في يوليو 2007 - مجموعة من التحذيرات للعالم بخطر الإبقاء على الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي بلا حل، وما يمكن أن يترتب عليه من ضرر بالأمن والرخاء الاقتصادي العالميين· ويعتبر الكتاب مصدراً جيداً للمعلومات التاريخية ومنبعاً غنياً بالتفاصيل المهمة عن الصراع العربي - الإسرائيلي· فلقد حرصت الكاتبة على استعراض الآراء المتناقضة داخل الكيان الإسرائيلي موثقة بعبارات مقتبسة من مصادر يهودية ومقالات نشرت في الصحف الإسرائيلية· كما يشمل الكتاب ثروة هائلة من المراجع والأحداث التاريخية والخرائط التي تعكس حرص إسرائيل على تمزيق الأرض الفلسطينية ببناء المستوطنات والطرق الالتفافية وجدار الفصل العنصري· ويحتوي الكتاب على مقدمة وثمانية أبواب من أهمها تكلفة إسرائيل على العرب، ولماذا يدعم الغرب إسرائيل؟، وتدمير الفلسطينيين، وحل الدولة الواحدة، ونهاية الحلم الصهيوني· وفي الفصل الأول للكتاب استرجعت غادة الكرمي حجم الصدمة التي عاشها العالم العربي بإعلان قيام دولة إسرائيل· وتستجمع غادة الكرمي - كفلسطينية عاصرت قيام دولة إسرائيل عام 1948 - جل قوتها للتعبير عن سخطها من التخريف الذي يروج له أنصار إسرائيل بأن فلسطين كانت أرض بلا شعب· وهي الأكذوبة التي فضحتها المقاومة الفلسطينية· وتؤكد الكرمي أن الصهاينة الأوائل أدركوا منذ البداية أن نجاح مشروعهم واستمراره يتوقف على دعم القوى العظمى له· ومن هنا كان تحالف السياسات الصهيونية مع المطامع الإمبريالية التي تقودها السياسات الأميركية· فمن المسلم به أن إسرائيل ما كانت لتستمر وتنمو وتقوى من دون دعم غربي· وهنا يخصص الكتاب الفصل الثاني والثالث لمحاولة الإجابة على سؤالين هما لماذا يدعم الغرب واليهود إسرائيل؟ ولماذا الدعم الأعمى بالرغم من الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان وللقانون الدولي؟ وتحاول المؤلفة البحث عن الأسباب والدوافع التي تجعل اليمين المسيحي الصهيوني المتطرف بكل أذرعه الأخطبوطية يقدم دعماً غير محدود للسياسات الصهيونية· وتناقش نفوذ اللوبي اليهودي وتأثيره القوي على السياسة الأميركية· كما تناقش مخطط الصهاينة المسيحيين في الولايات المتحدة في تنمية عقدة الشعور بالذنب تجاه اليهود بعد المحرقة· مما جعل حكومات ألمانيا المتعاقبة تكفر عن ذنبها بضخ مليارات الدولارات كتعويض لإسرائيل· وتفضح المؤلفة في كتابها المحاولات الصهيونية المتكررة لحرمان الفلسطينيين من هويتهم العربية وتشويه تاريخهم· معضلة بلا حل! عبرت غادة الكرمي بشتى الطرق عن رغبتها في إيجاد حل جذري للصراع العربي - الإسرائيلي يتمثل في قيام دولة علمانية ديمقراطية ليبرالية يتعايش فيها العرب واليهود بسلام وتفاهم ورخاء ومساواة في كيان سياسي واحد· وتتساءل المؤلفة في الفصل السابع: لماذا لم ينجح إلى الآن أي حل لإنهاء هذا الصراع الذي دمر حياة شعوب المنطقة وحصد أرواح الآلاف من الضحايا وخلف حقداً وكراهية غير مسبوقين في التاريخ·؟ ولماذا بقيت قرارات مجلس الأمن غير مطبقة خاصة القرارين 242 و ·338؟ ولماذا فشلت اتفاقيات أوسلو و كامب ديفيد وطابا وغيرها من اللقاءات والمؤتمرات·؟· وفي ظل تساؤلاتها تضع غادة الكرمي تصوراً جذاباً لحل نهائي يتمثل في مبدأ الدولة الواحدة· إلا أن الواقع يقول إن هذا الحل أشبه بالمهمة المستحيلة· لكنها تسوق جملة الاعتراضات التي يقدمها الجانبان لعدم قبول الدولة الموحدة· فهذا الحل مستحيل التطبيق بالنسبة لليهود؛ لأنه يعني نهاية الحلم الصهيوني· والحل المثالي في نظر اليمين الإسرائيلي المتطرف هو طرد الفلسطينيين إلى الأردن· أما حل الدولتين الذي طرحه الرئيس جورج بوش والذي حطمه ارئيل شارون بسبب فشل ''الرباعية الدولية'' لم يرض اليهود· ويبقى الحل المثالي بالنسبة للفلسطينيين هو ألا تكون إسرائيل قد أنشئت أصلاً على أرضهم· وتعود الكرمي لتثبت أن حل الدولة الواحدة هو الحل الواقعي والإنساني الذي يضمن سلاماً دائماً في المنطقة وحلاً عادلاً لعلاج القضايا المستعصية كالقدس واللاجئين· والعقبة الحقيقية التي تقف أمام هذا الحل هي الطبيعة الصهيونية· عناوين ومضامين تاريخ العثمانيين من الدولة إلى الانقلاب صدر عن دار النفائس كتاب بعنوان ''تاريخ العثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة'' للدكتور محمد سهيل طقوش صادر عن دار النفائس· وفي مقدمة الكتاب جاء أن الكتابات بالعربية في التاريخ العثماني بقيت ضئيلة، والحيادية منها شبه معدومة، ما دفع المؤلف إلى إَضافة هذا السفر إلى المكتبة العربية، وهو مؤرخ وأستاذ جامعي متخصص في التاريخين الإسلامي والعثماني، اعتمد في بحثه الحياد والوثائق، فتوصل إلى أن الدولة العثمانية اعتمدت المساواة بين رعاياها المختلفين في الأديان والأعراق، وأنها كانت الوحيدة في العصور الوسطى والحديثة التي اعترفت رسمياً بالأديان السماوية الثلاثة، وحققت بين رعاياها تعايشاً تميز بالانسجام· أثواب القش لأحمد الحلواني عن دار شرقيات صدر حديثا للشاعر أحمد الحلواني ديوانه الثالث ''أثواب القش'' بعد ديوانيه السابقين ''أن يحلم قلبي بالحب'' و''خيول بلا صهيل''· وقد اشتمل الديوان على 25 قصيدة ذات طابع إنساني، تنوعت القصائد ما بين شعر التفعيلة، والنثر·· وقصيدة عمودية واحدة هي قصيدة النوازع لذَّتي · وعندما تتناول الديوان يصدمك العنوان للوهلة الأولى ''أثواب القش'' وكأن الشاعر أراد أن يؤكد عُري هذا العالم الذي يرتدي أثوابا من القش لا تستر سوءاته، وعندما نغوص في أعماق قصائد الديوان، نكتشف حلم الشاعر الذي يستمد يقينه من الإيمان بالله في قصيدة سجود · التسامح والتطرف في مجلة ''الدوحة'' تمحور العدد الثاني من مجلة ''الدوحة'' القطرية الشهرية، حول قضية التسامح والتطرف، من خلال مقالات حول الموضوع وقعها كل من د·يوسف القرضاوي الذي كتب في ثقافة التسامح عند المسلمين، ود· محمد سبيلا (المهمة العسيرة) والمطران غريغوار حداد (سكان القواقع) ود· كمال عبد اللطيف (نحن والغرب) ود· رضوان السيد (النجاة والهلاك) ود· منى مكرم عبيد التي عنونت بحثها بـ''السنة الكونية''، في حين كتب د· النور حمد تحت عنوان ''حوار الطرشان''، واختار عبد الباري طاهر ''قابيل وهابيل'' عنوانا لبحثه في الموضوع· في مقدمته للعدد أكد مدير تحرير المجلة عماد العبد الله أن هوية ''الدوحة'' لم تنجز بعد، ذلك أنها إضافة إلى عالم قائم، تتحدد هويته استنادا إلى السجال المستمر بين التيارات والاتجاهات والميول الفكرية المختلفة· تنوعت مضامين العدد بين المقالات المتناولة لحال الأمة، وثقافة الاعتراف بالآخر، وأخرى تتصل بواقع اللغة، إضافة إلى مبحث نقدي بشأن المسرح، وآخر بعنوان ''سارتر ضد سارتر''· أما الأبواب الدائمة فجاءت تحت عناوين ''أسفار''، و''أحافير لغوية''، و''شخصية العدد'' التي مثلها المصرفي البنغالي محمد يونس، و''كتاب الشهر'' الذي كان رواية ''وهج غامض للملة لونا'' من تأليف الروائي الإيطالي أمبرتو ايكو، أما ''ذاكرة المدن'' فاتجهت إلى حريق القاهرة الشهير في 26 يناير ·1952 العدد احتوى كذلك على قصيدة جديدة للشاعر الفلسطيني سميح القاسم بعنوان ''أبوالطيب هات نبوءتك الجديدة''، وعلى مجموعة من القصص القصيرة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©