الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

إعلام «البلاك بيري»!

16 فبراير 2011 22:40
كل يوم، يزاحمنا جديد في مهمتنا الإعلامية، فبعد أن كانت الصحافة هي سيدة الموقف، وصاحبة البلاط، أطلت عليها الإذاعة بما فيها من مشهيّات وتجسيد صوتي للأحداث، ثم كان التلفزيون الذي غزا الساحة فأكلها وشربها، وبات هو المرجع الأول، والسبب أنه تجسيد للموقف، يجمده بانفعالاته وردود فعله، ومشاهده، ويبقي على اللحظة كما كانت، لتدخل التاريخ بتفاصيلها كافة. وبعد أن استطاعت الصحافة التعايش مع التلفزيون، وأوجدت لنفسها خطاً عزز تفردها الدائم، وأبقاها في حلبة الصراع، جاءتها المنافسة من نفسها، بوجود حالات أخرى من الصحافة، لكنها أسرع منها بكثير، فهي ليست بحاجة إلى مطابع وانتظار، وأعني بهذه الأشكال الصحافة الإلكترونية، ثم المواقع ومنتديات التواصل الاجتماعي التي فرضت نفسها على الساحة، وباتت تضع القراء في مواجهة بعضهم البعض، ومرة أخرى كان على الصحافة أن تقاوم، وفي مقاومتها الأخيرة، اعتمدت كثيراً على ما خلفته في النفوس من رصيد، جعلها إرثاً وحالة اجتماعية، وهو الوقود الذي قد يكفيها لمدة زمنية ما. وأخيراً، أطل علينا لون جديد من الإعلام، هو إعلام «البلاك بيري»، هذا «العفريت» الذي وضع العالم كله وجهاً لوجه، في أي مكان وزمان.. يكفيك فقط أن تضع هذا الصندوق السحري الصغير بين يديك، وعندها، سيصبح بإمكانك أن تتواصل مع أي شخص تعرفه أو حتى لا تعرفه، طالما أنه ضمن قائمتك، وساعتها لا مانع من تبادل «السوالف» والنكات والأخبار والصور ومقاطع الفيديو والشائعات أيضاً. وبعد أن كان «البلاك بيري» وسيلة للتواصل الاجتماعي في أيامه الأولى، يبدو أنه استشرى سريعاً، فأصبح أيضاً مصدراً للأخبار، ووسيلة إعلامية مهمة، ولكنها تحرر على هوى من يمسك بها، وتكاد يكون عدد النسخ من هذه الجريدة، الملايين، حسب عدد من يمسكون بها حول العالم. ولكن ليس كل ما يورده «البلاك بيري» حقيقياً، لا سيما في الشائعات التي يروج لها، ويرقى بعضها أحياناً إلى درجة الخبر، وقد يكون بعضها الآخر، وسيلة ضغط على جهة ما للسير في ركب موجة ما، سواء من الرفض أو القبول تأتيهم عبر الشاشة الصغيرة تلك، ففي بعض الأحيان نسمع عن قرار لا أساس له، وبعدها بأيام يصبح هذا الخبر الافتراضي هو عين الحقيقة، كما لا يمكننا أن نجزم بأن هذه الوسيلة باتت منطاداً للاختبار، يوجهها البعض لجس النبض تجاه مواقف وقرارات معينة في طور الإعداد. يبدو أننا مقبلون على طفرات أخرى ليست في الحسبان، ولا ندري إلى أين يأخذنا هذا التطور الذي يتسارع إيقاعه يوماً بعد يوم، وحينما أتخيل ما يمكن أن يأتينا من جديد، أرى الأمر أكبر من الاستيعاب، فلم يعد في تطلعات الأحلام، سوى أن تجد من ترغب في التحادث معه بجوارك بالضغط على رقم معين، وأن نركب التاكسي الجوي في انتقالاتنا، وألا نقرأ صحيفة، وإنما نعتمد على الشرائح الذكية التي زرعوها تحت جلودنا. كلمة أخيرة آخر ما تناقله رواد «البلاك بيري» كان عن الإعلامي القدير محمد نجيب وأنه ترك أبوظبي الرياضية، ليرد عليهم اليوم بضربة إعلامية من خلال حواره الحصري مع فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد. محمد البادع | mohamed.albade@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©