أزمة البيض في قطر تدخل أسبوعها الرابع

دخلت أزمة البيض في قطر أسبوعها الرابع بسبب وقف الاستيراد من السعودية، مع أمل بقرب انفراجها مع رفع حظر الاستيراد عن البيض الهندي منذ 10 ديسمبر الجاري وقرب وصول أولى شحناته· ورغم تأكيدات المسؤولين أن الأزمة مفتعلة وأنها من صنع بعض التجار الجشعين رغبة منهم في تحقيق أرباح خيالية الا ان جولة واحدة على الأسواق ومحلات السوبر ماركت تكفي للتأكيد على ان هذا الكلام يجانبه الصواب خصوصا وان ازمة البيض في قطر تعدت مرحلة الشكوى من جنون الأسعار الى عدم توافر السلعة في الاسواق لرابع أسبوع على التوالي· وخلت الارفف المخصصة لأطباق البيض في كل المراكز والمجمعات التجارية ومحلات السوبر ماركت في الدوحة من هذه السلعة على مدى الاسابيع الثلاثة الماضية لدرجة ان المتسوقين والمستهلكين قد ملوا من كثرة السؤال عن توافر البيض من عدمه فاصبحوا ينظرون الى الاماكن التي تعودوا ان يروا اطباق البيض فيها وعندما يجدوها خاوية ينصرفون وسط مشاعر مختلطة ما بين الاستياء والغضب الممزوج بالدهشة، من جانبهم يؤكد المسؤولون ان البيض سوف يتوفر قريبا بعد قرار اللجنة المشتركة لمراقبة الأغذية برفع الحظر المفروض على البيض الهندي· المعروف ان قطر تستورد من 40 ـ 50% من احتياجات السوق المحلية من البيض من عدد من الدول العربية والآسيوية أبرزها السعودية والهند، فيما تنتج الشركة العربية القطرية للدواجن النسبة المتبقية حيث تقوم الشركة بتزويد السوق المحلي -وفقا لتصريحات -محمد سودان مدير الشركة- بنحو 450 كرتونة بيض، أي حوالى (162 ألف بيضة يوميا) حيث تحتوي كل كرتونة على 12 طبقا والطبق يحتوي على 30 بيضة في حين يتم استيراد باقي الاحتياجات من الخارج · بداية الأزمة وكانت بوادر الأزمة قد ظهرت في شهر اغسطس الماضي عندما قررت اللجنة المشتركة لمراقبة الاغذية -وهي لجنة حكومية تضم في عضويتها كلا من الهيئة الوطنية للصحة ووزارة الشؤون البلدية والزراعة ووزارة الاقتصاد والتجارة بالاضافة الي الهيئة العامة القطرية للمواصفات والمقاييس- حظر استيراد جميع انواع الدواجن المبردة والمثلجة ومنتجاتها وكذلك البيض ومنتجاته من الهند اعتباراً من أول أغسطس الماضي وسحب كافة انواع البيض الهندي المتوفر بالأسواق كإجراء احترازي علي اثر المعلومات الواردة من المنظمة العالمية للصحة الحيوانية التي تفيد بظهور مرض أنفلونزا الطيور بجمهورية الهند· واذا كان هذا القرار قد ادى الى حدوث ارتفاع نسبي في اسعار البيض الا ان السلعة ظلت موجودة في الاسواق حيث نجح الانتاج المحلي والواردات القادمة من السعودية في توفير احتياجات المستهلكين، وكان ظهور حالات إصابة بانفلوانزا الطيور في بعض المزارع السعودية سببا في إصدار قرارات بمنع استيراد البيض من المملكة العربية السعودية التي تعتبر المورد الرئيســــي للبيض إلى قطر وهو الامــــر الذي ادى الى اشتعال أسعار البيض وارتفاع الاسعار بنسب تتراوح مابين 75 ـ 100 % ولكن سرعان ما اختفي ''البيض'' تماما بعد ذلك وتحول الحصول عليه خلال الثلاثة اسابيع الماضية إلى مستحيل رابع· البيض القطري وإذا كان البيض السعودي ومن قبله البيض الهندي قد اختفي من الاسواق بدواعي حظر الاستيراد فالسؤال الذي يتردد على ألسنة المواطنين والمقيمين هو اين البيض القطري الذي لم يعد له وجود في الأسواق؟ المهندس محمد سودان مدير الشركة العربية القطرية قال إن الانتاج المحلي للشركة يكفي حوالي 60% من احتياجات السوق وان هناك زيادات مطردة للانتاج وتوسعات في عنابر انتاج بيض المائدة المحلي لمواكبة الزيادة الكبيرة للاستهلاك، وقال إن الشركة تطرح حوالي 450 كرتونة بيض من الانتاج المحلي للسوق يوميا وهذا الانتاج يكفي معظم الطلبات المحلية ويتم الاعتماد على النسبة المتبقية بالاستيراد من الخارج من عدة دول عربية وآسيوية منها المملكة العربية السعودية ودولة الهند· واوضح سودان ان الشركة العربية القطرية لإنتاج الدواجن لم تقم بزيادة سعر البيض المحلي الذي تنتجه وظلت مبقية على السعر الاساسي الذي كانت تبيع به إنتاجها قبل الزيادة التي حدثت اخيرا في الاسعار وكذلك الزيادة التي حدثت في مستلزمات الانتاج من أعلاف وغيرها· وعن الاسعار التي تبيع بها الشركة اكد سودان ان الشركة تقوم ببيع البيض المحلي في الاسواق القطرية بحوالي 13 ريالا للطبق وهذه الأسعار تكاد تكفي سعر التكلفة الحقيقية للبيض لأن الشركة العربية القطرية لا تهدف للربح وبالتالي فإن الاسعار المطروحة هي سعر التكلفة وأوضح ان ثمن الكرتونة التي تضم 12 طبقا هو حوالي 150ريالا للكرتونة· السبب الحقيقي إلى ذلك فقد أكد مصدر مسؤول رفض ذكر اسمه ان كبار التجار يستحوذون على جميع إنتاج الشركة العربية القطرية لإنتاج الدواجن ويقومون بتسريبه الى اصحاب محلات الحلوي بأسعار خيالية حيث ان هذه المحلات لاتستطيع الاستغناء عن البيض في تصنيع منتاجاتها من التورت والجاتوهات· ومع تصاعد الأزمة قررت اللجنة المشتركة لمراقبة الأغذية رفع الحظر المفروض على البيض الهندي اعتبارا من يوم 10 ديسمبر الجاري واشترطت اللجنة في اجتماع لها ان تكون كل شحنة من البيض مصحوبة بشهادة من الجهات الصحية الرسمية تثبت أن البيض الوارد قد تم إنتاجه في مزرعة لم تحدث بها اصابات بانفلونزا الطيور خلال الاسبوعين السابقين لإنتاج البيض، ولذلك تتوقع بعض المصادر القطرية المسؤولة توافر السلعة قريبا بعد قرار اللجنة برفع الحظر المفروض على البيض الهندي·