أبتيرا - 1 ·· آخر عنقود السيارات الهجين

لا تكاد خطط ومشاريع تصميم وبناء السيارات الهجين الأكثر فعالية في حرق الوقود تتوقف؛ وكل يوم تظهر نماذج أكثر تطوراً منها· وأحدث هذه النماذج ظهرت قبل أيام فقط تحت اسم (آبتيرا تايب-1) Aptera Type-1 ذات العجلات الثلاث والمقعدين والأكثر شبهاً بطائرة رياضية صغيرة فقدت جناحيها· وتجمع (آبتيرا) العديد من الميزات؛ لعل من أهمها الاستهلاك القليل جداً من الوقود بحيث أصبحت تحتل المرتبة الأولى من دون منازع في توفيره· ويبلغ استهلاكها لتراً واحداً من البنزين لكل 120 كيلومتراً (300 ميل في الجالون)· وذكرت مجلة (بوبيولار ميكانيكس) في عددها الأخير أن (أبتيرا تايب-1) لم تعد مجرد حلم أو مادة مثيرة تتخاطفها وسائل الإعلام، بل أصبحت حقيقة واقعة· إلا أن المجلة تطرح بشأنها العديد من التساؤلات: هل يمكن لآلة خفيفة كهذه أن تتحول إلى سيارة حقيقية يمكن شراؤها من معارض البيع؟ وإلى أي مدى يمكن استخدامها كوسيلة عملية للتنقل اليومي؟· ولعل الجواب الأكثر أهمية على هذه الأسئلة هو أن (أبتيرا) أصبحت (حيّة تُرزق)؛ وعمد خبراء تجريب السيارات الذين يعملون لصالح المجلة المذكورة لاختبارها عملياً وليخرجوا من ذلك بالنتيجة التي تفيد بأنها أصبحت موجودة بالفعل على أرض الواقع· وقبل أيام زار فريق الخبراء المقر الرئيسي لشركة (أبتيرا) التي تتكفل بمشروع إنتاج السيارة الجديدة في بلدة كارلسباد بولاية كاليفورنيا ليصبح بذلك أول شاهد عيان يرى الابتكار الجديد بأم العين· وكان الفريق أيضاً سباقاً لإخراجها من الشركة لأول مرة من أجل اختبارها في شوارع الولاية وليخلص من ذلك بالنتيجة التي تفيد بأنها سيارة قادرة على مسّ المشاعر وإثارة الحواس من فرط أناقتها وخفتها وحسن تصميمها· ومن المنتظر إطلاق (أبتيرا) في الأسواق في وقت ما من عام 2008 بسعر 30 ألف دولار أو أقل· ويقول التقرير إن النسخة الأولى منها ستكون مدفوعة بمحرك كهربائي فقط تغذيه مجموعة بطاريات تولد الطاقة من شوارد الليثيوم يمكن شحنها من أي زرّ كهربائي منزلي ويبلغ مداها الأقصى 200 كيلومتر قبل أن تحتاج لإعادة الشحن من جديد· وفي عام 2009 سوف تظهر نسختها الهجين الأولى (أبتيرا تايب-1) التي ينتظر أن تسجّل أدنى استهلاك للوقود في تاريخ السيارات· وقد يبرز مدى الاهتمام الذي توليه الشركة لهذا البرنامج الطموح من خلال العمل الذي ينكب عليه المصممون الآن لإخراج نسخة ثالثة منها تحت اسم (أبتيرا بروجيكت إكس) وربما تأخذ الاسم (أبتيرا تايب-2)؛ وسوف تكون هذه النسخة الأخيرة رباعية العجلات يمكنها استقبال 5 ركاب، وقد يتم إطلاق في الأسواق عام ·2010 ويتضح من الملامح التشكيلية للهيكل الخارجي أن (أبتيرا تايب-1) سرقت الكثير من أشكال الطائرات وزوارق السباق والسيارات الرياضية الخارقة· ومن أجل تحقيق ميزات الصمود والديمومة والخفة، تم صنع الهيكل من صفائح ملتحمة بدقة تتركب من أحدث أنواع الكومبوزيت الذي يتميز بالمتانة والقدرة على التحمل· وتزن السيارة كلها أقل من 700 كيلوجرام· وتمت تقوية هيكل الأساس الذي يمثل قاعدة استناد العجلات الثلاث ومجموعة البطاريات ومقصورة الراكبين، بصفائح الفولاذ المقسّى· ونسختها الهجين مجهزة بمحرك مثبت تحت مقدمة المقصورة· وتستغرق عملية شحن بطاريات هذه النسخة الكهربائية ما بين 4 و6 ساعات، ويمكن إنجازها في الفترات التي لا تستخدم فيها السيارة· ويتم شحن النسخة الهجين إما من المحرك البنزيني أو من مفتاح كهربائي منزلي· ويخلص التقرير إلى القول إن من المتوقع أن تسجل هذه السيارة نجاحاً كبيراً بسبب نظافتها وصداقتها مع البيئة على الرغم من أن سعرها في بداية الإنتاج لن يكون أقل بكثير من سعر السيارات العادية·