اليورو يثير قلق المستهلكين القبارصة

بعد أقل من أربعة أعوام على انضمامها الى الاتحاد الأوروبي، تنتظر قبرص بدء التداول بالعملة الاوروبية الواحدة (اليورو) في الاول من يناير بفارغ الصبر وسط قلق من زيادة الأسعار· وفي نيقوسيا، يتم الانتقال الى اليورو وسط اجراءات واضحة من بينها نقل الاوراق المالية الجديدة الى مصارف العاصمة في إطار قوافل ترافقها حراسة خاصة، وعلى الرغم من كل شيء، يعرب عدد كبير من سكان الجزيرة الذين يبلغ عددهم 850 الف نسمة عن قلقهم من الانتقال الى اليورو ويعبرون عن تمسكهم بالجنيه القبرصي· وأوضح كريستوفيس كريستوفي صاحب متجر ألبسة ''علينا أن نعيش مع اليورو لنرى كيف سيؤثر على كلفة الحياة· نفسياً، الناس يتوقعون الأسوأ'' بينما دخل الفرد في قبرص ادنى بنسبة 10% من معدله في اوروبا، وأضاف ''انني مستعد لليورو لكني أعتقد انه كان يجدر الإبقاء على الجنيه''، متسائلاً ''اذا كان اليورو جيدا، فلماذا لم تعتمده بريطانيا؟''· أما اناستازيا كولوكاسيدس، وهي ربة منزل فترى أن التخلي عن الجنيه القبرصي سيكون له أثر سلبي، وقالت ''اليورو قد يكون جيداً للشركات الكبرى لكن ماذا فعل لنا الاتحاد الاوروبي؟ إنني أرى فقط أن الحياة ستكون اكثر كلفة''· وتشير استطلاعات الرأي الاخيرة التي أجراها الاتحاد الاوروبي الى أن قرابة سبعين بالمئة من القبارصة يعتبرون أن اليورو سيؤدي الى زيادة التضخم الذي تبلغ نسبته حاليا ثلاثة بالمئة، وسيكون فرصة جيدة للمحتالين، ويرفض البنك المركزي القبرصي هذه الحجج مستندا الى تجربة الدول الاخرى في منطقة اليورو· وقال كيرياكوس زينغاس أحد مدراء البنك المركزي القبرصي إن ''ما يراه الناس شيء، وما يحصل في الواقع أمر آخر؛ هذا الرأي غير صحيح إحصائياً''، وأضاف ''ان الأسعار ستنخفض بشكل طفيف'' لأن المخازن الكبرى أعلنت قرارها تدوير الأسعار للرقم الأدنى· ويساوي الجنيه القبرصي 1,71 يورو، وقال محللون ماليون إن أسعار المواد ستبدو لذلك اكبر بينما سيصبح للشركات الكبرى هامش أضيق لزيادة الأسعار في أوج العملية الانتقالية في الاول من يناير، وأوضحوا أن اعتماد اليورو سيحفز النمو ويعزز الاستقرار النقدي، وأكد زينغاس ''قمنا بعمل جيد كما طلب منا''، بينما أشادت المفوضية الاوروبية بقبرص لخطتها الانتقالية الى اليورو، وقال ''اذا كانت هناك صعوبات، فسيكون ذلك في الايام الاولى عندما سيقف الناس في طوابير لسحب اموالهم''· ولمكافحة تبديل الأسعار، يراقب مسؤولو وزارة المالية الأسعار بينما دعي المستهلكون الى كشف أي زيادة مشبوهة، وأصبحت الزيادات غير القانونية جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن· وذكر افتيميوس ستروتوس الذي يدير كشكا لبيع الصحف ''لا أعتقد أن اليورو سيطرح مشكلة لمن هم دون الخمسين عاماً، لكن الأشخاص المسنين سيجدون ذلك صعباً، ولا يزال البعض من هؤلاء يحسب حتى الآن على اساس الشلنغ'' الذي كان متداولا في فترة الاستعمار، وأوضح ان ''اليورو جيد للاعمال على الأمد الطويل لأنه عملة قوية يستخدمها ملايين الاوروبيين واعتاد عليها الكثيرون من القبارصة الذين يسافرون او يدرسون في اليونان''· واعتاد القبارصة على عملتهم الجديدة منذ الاول من سبتمبر عندما بدأ العمل بالتسعير بالعملتين، المحلية واليورو، لكن سيكون عليهم التزام الحذر من القطع المعدنية لـ2 يورو التي تشبه الى حد كبير الجنيه القبرصي التركي المتداول في ''جمهورية شمال قبرص التركية'' ويكاد يساوي ستين سنتيما من اليورو