الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصين تعزز وضعها كقوة اقتصادية صاعدة

الصين تعزز وضعها كقوة اقتصادية صاعدة
29 ديسمبر 2007 00:20
عززت الصين خلال العام 2007 موقعها على الساحة الدولية بعدما باتت على وشك الارتقاء رسمياً الى المرتبة الثالثة بين القوى الاقتصادية العالمية استعداداً لاستضافة دورة الألعاب الاولمبية المقبلة· وتشير التوقعات الى أن هذا البلد الاكبر عددا سكانيا في العالم سيتخطى هذه السنة ألمانيا بفضل معدل نمو مرتفع، ليصبح القوة الاقتصادية الثالثة بعد الولايات المتحدة واليابان· ويشهد الاقتصاد الصيني نموا مفرطا يشكل خطرا على البلد نفسه وعلى شركائه التجاريين، إلا أن هذا النجاح يعطي الصين ثقة بنفسها ويثير احترام الدول الاخرى، ويثير هذا الوضع مخاوف في الخارج من تأثير هذا النمو الهائل على احتياطي الطاقة في العالم ومن انعكاسه بصورة خاصة على البيئة، إذ أن الصين هي مع الولايات المتحدة المسبب الاول لانبعاثات الغازات المثيرة للاحتباس الحراري· ويترافق هذا النمو الاقتصادي مع نشاط دبلوماسي محموم ظهر جليا على مدى السنة المنصرمة، وقال هو تشينغدو الخبير الاقتصادي والاستاذ في معهد التكنولوجيا في بكين ان ''الصين باتت اكثر ثقة بنفسها على الصعيد الدبلوماسي، ولعبت دورا اساسيا في تسوية ازمة كوريا الشمالية، وقاومت ضغوط الولايات المتحدة في ملفات مثل ايران والسودان وبورما''· وكثفت الصين المؤيدة لمبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الاخرى، تعاونها الدولي وحرصت على مراعاة البلدان التي تستفيد منها اقتصاديا مثل البلدان الافريقية الغنية بالمواد الاولية، وواصل قادة بكين في اعقاب القمة الصينية الافريقية في نهاية 2006 زياراتهم الى القارة السوداء خلال السنة وزادت الشركات الصينية من هيمنتها على الاقتصاد الافريقي· وتثير ''الحملة الافريقية'' التي تخوضها الصين مخاوف القوى الغربية، غير ان التوتر مع الولايات المتحدة وأوروبا يتركز بصورة خاصة على المسائل التجارية والنقدية وعلى نوعية الصادرات، وتمتنع الصين التي تشير توقعات الى أن الفائض في ميزانها التجاري سيبلغ اكثر من مئتي مليار دولار في 2007 عن اعادة تقويم سعر عملتها كما تطالبها واشنطن· وقال نائب وزير التجارة الصيني تشين ديمينغ اخيرا خلال اجتماع اقتصادي صيني اميركي على مستوى عال ''اننا لا نؤيد رفع سعر العملة بشكل متسرع''، أما مع عدد من الدول الاخرى ومن بينها المانيا، فالموضوع الخلافي الاساسي هو حقوق الانسان وكذلك الدالاي لاما الذي أثار استقباله وتكريمه في عواصم كبرى منها واشنطن، استياء بكين· ويدرك النظام الصيني الذي جدد ولاية هو جينتاو الرئاسية عام 2007 انه سيواجه ضغوطا متزايدة في مسألة الحريات مع اقتراب موعد الألعاب الاولمبية في الثامن من اغسطس المقبل، ورأى براين بريدجز الخبير السياسي في هونج كونج أن ''الألعاب الاولمبية تمثل فرصة امام الصين لإظهار قدرتها على أن تصبح لاعبا عالميا قادرا على تنظيم حدث عالمي''· ونشطت حركة عمرانية واسعة في الصين استعداداً للألعاب الاولمبية ومن ضمنها مبانٍ ذات تصميمات مبتكرة مثل مبنى التلفزيون الجديد بقلب بكين· وبعدما تعهدت الصين بتحسين وضع حقوق الانسان لدى فوزها عام 2001 بتنظيم الدورة التاسعة والعشرين للالعاب الاولمبية، ترى المنظمات الدولية المدافعة عن الحريات أن التقدم الذي حققته على هذا الصعيد ليس مرضيا، غير أن الصين تقاوم الدعوات الى نشر الليبرالية السياسية مؤكدة انها تبني دولة قانون بشكل تدريجي· وتزايدت المشاعر القومية في الصين عام 2007 وغذتها انجازات مثل فوز ليو كسيانغ ببطولة العالم في سباق 110 امتار حواجز وإرسال اول مسبار صيني الى القمر في محطة جديدة من برنامج فضائي طموح اقرب الى برنامج قوة عظمى·
المصدر: بكين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©