توقيع اتفاقيات للتعاون التجاري بين الأردن وسوريا اليوم

توقع الأردن وسوريا اليوم في عمان عدداً من الاتفاقيات الاقتصادية المتوقع أن تعطي دفعة قوية للتعاون والتبادل التجاري بين البلدين· ويجري اليوم رئيس الوزراء الأردني نادر الذهبي مباحثات مع نظيره السوري محمد ناجي العطري الذي يترأس وفد بلاده في أعمال اللجنة العليا الأردنية - السورية العليا التي تلتئم في عمان على مدى يومين· إلى ذلك، يوقع الجانبان الأردني والسوري على 12 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامجاً تنفيذياً ستكون من شأنها إعطاء دفعة قوية للارتقاء بمستوى التعاون الاقتصادي بين البلدين في إطار اتفاقية منطقة التجارة الحرة الموقعة بين البلدين واتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، وذلك بالعمل على إزالة أي قيود جمركية أو إدارية تعيق حركة التبادل التجاري وانسياب السلع في الاتجاهين، فضلاً عن التوقيع على اتفاقية اعتراف متبادل بشهادات المطابقة بينهما، وذلك بحسب وزير الصناعة والتجارة عامر الحديدي· وأَضاف الحديدي في تصريح صحفي أن اللجنة المشتركة في دورتها الثانية عشرة ستبحث سبل توثيق العلاقات الثنائية في المجالات كافة، خاصة الاقتصادية منها بما يخدم المصالح المشتركة ويترجم توجيهات قيادتي البلدين الشقيقين الهادفة إلى تحقيق حالة متميزة من التكامل والاستفادة من الإمكانات المتاحة لدى البلدين· وأوضح أنه سيصار إلى تجديد بروتوكول التعاون في مجال الحبوب والذي بموجبه يشتري الأردن جزءاً كبيراً من استهلاكه السنوي من مادة القمح من سوريا ويحقق الفائدة لكلا البلدين· وأشار إلى أنه سيتم أيضاً بحث تعزيز التعاون في عدد من المجالات الأخرى مثل النقل والمياه والزراعة والطاقة والثروة المعدنية والتعليم العالي والبحث العلمي والأدوية والتدريب المهني والرياضة والشباب والجمارك والتعاون الأمني والقنصلي والتعاون بين فعاليات القطاع الخاص من الجانبين· وكان وزير المياه رائد أبوالسعود أجرى مباحثات مائية في دمشق مع نظيره السوري نادر البني، واتفق خلالها الجانبان على استمرار التعاون في القضايا المائية المشتركة خصوصاً في إزالة جميع المخالفات أسفل سد الوحدة والحد من استنزاف المصادر المائية في حوض نهر اليرموك وإعطاء مشروع سد الوحدة الأولوية في التخزين التجريبي خلال الموسم الشتوي الحالي· وتوقع الحديدي أن تشهد العلاقات الاقتصادية بين البلدين تطوراً واضحاً خلال الفترة المقبلة، وذلك في ضوء الجهود الكبيرة التي تبذلها قيادتا البلدين الشقيقين لتهيئة الظروف كافة أمام زيادة معدلات التجارة البينية التي أخذت فعلاً بالارتفاع بصورة لافتة منذ العام الماضي· وبلغ التبادل التجاري بين البلدين خلال العشرة أشهر الأولى من هذا العام 348 مليون دينار بزيادة نسبتها 43% لذات الفترة من عام 2006 والتي بلغت 243 مليون دينار، إضافة إلى تحفيز رجال الأعمال والمستثمرين على إقامة مشروعات إنتاجية وخدمية في كلا البلدين وتعظيم الاستفادة من الاتفاقيات الموقعة بينهما والاستفادة منها كما يجب· وأكد الحديدي متانة العلاقات والروابط التي تجمع البلدين والرغبة المشتركة في الوصول إلى درجة كبيرة من التكامل الاقتصادي بينهما والتعاون المشترك لمواجهة التحديات الناتجة عن العولمة وزيادة المقدرة على مجاراة التكتلات الاقتصادية الدولية· وكان الملك عبدالله الثاني زار سوريا في الثامن عشر من الشهر الماضي والتقى الرئيس السوري بشار الأسد، وتناولت محادثات الزعيمين حينها عدة قضايا خلافية بين البلدين وانتهت إلى الاتفاق على مجموعة خطوات ستعمل اللجـــــنة الأردنية السورية العليا على تأطيرها في اتفاقيات تستهدف ترجمتها إلى برامج عمل محكومة بجداول زمنية محددة· واتفق الزعيمان خلال زيارة عبدالله الثاني إلى دمشق التي استمرت عدة ساعات عاد بعدها إلى عمّان على اتخاذ ''الإجراءات الفورية'' لتنفيذ اتفاقيات موقعة بين البلدين حول حصصهما في مياه نهر اليرموك واستكمال ترسيم الحدود ضمن برنامج زمني محدد وبدء اللجان الأمنية المشتركة العمل لمعالجة قضايا عالقة تشمل أمن الحدود ومكافحة التهريب·