الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

أسرار صورة "عجوز حلب" الذي طاف دمشق مع عبد الناصر

أسرار صورة "عجوز حلب" الذي طاف دمشق مع عبد الناصر
17 مارس 2017 21:02
لم يكن محمد محي الدين أنيس، ذاك العجوز السبعيني القاطن في مدينة حلب السورية، يتوقع أن تُحدِث صورته بين أطلال منزله، كل هذا الدوي على مستوى العالم. لكن التقاط هذه الصورة لم يكن سهلاً من الأساس. فمصورها اللبناني جوزيف عيد، الذي يعمل لحساب وكالة الأنباء الفرنسية، بحث كثيرا عن أنيس - ابن حي الشعار في شرق حلب &ndash حتى وجده، بعدما كتب أحد صحفيي الوكالة قبل شهورٍ؛ عن بقائه في المدينة خلال المعارك الضارية التي دارت فيها أواخر العام الماضي. وعلى مدار الأيام القليلة الماضية، تداول آلافٌ من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، الصورة التي تُظهر العجوز المعروف باسم "أبو عمر"، وهو يدخن غليونه هادئاً وسط الأطلال، ويستمع في الوقت نفسه لأغنيات تنبعث من جهاز تشغيل أسطوانات عتيق. غير أن الهدوء الذي يكسو وجه العجوز السوري في الصورة، لا يشي بما حفلت به حياته من تقلبات. فرغم أنه درس الطب في إسبانيا خلال سبعينيات القرن الماضي، فإن عشقه للسيارات دفعه إلى الانتقال لمدينة تورينو الإيطالية، إذ عكف هناك على ترجمة أحد كتيبات تشغيل السيارات من طراز "فيات" إلى اللغة العربية، قبل أن يعود إلى حلب لينشئ مصنعاً لمستحضرات التجميل. لكن ذلك لم يحل دون أن يظل الرجل عاشقاً للسيارات خاصة عتيقة الطراز منها، وهي هواية ورثها عن والده الذي كان رجل أعمال ثرياً يعمل في صناعة الغزل والنسيج. واعتاد أبو عمر اقتناء ما يصل إلى 30 من هذه السيارات. لكن القصف العنيف الذي تعرض له الشطر الشرقي من حلب عندما كان في قبضة قوات المعارضة، أدى إلى تقليص العدد إلى 20 فحسب، بعدما دمرت المركبات الأخرى أو سُرقت. ومن بين أبرز ما يفخر به الرجل &ndash الذي لا تزال 13 من سياراته تصطف في حديقة منزله المهدم &ndash أنه قاد سيارته المفضلة الكاديلاك المكشوفة طراز عام 1947 لستة رؤساء جمهورية على الأقل. من أبرز هؤلاء الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، الذي جاب به "أبو عمر" شوارع دمشق عام 1958 بصفته رئيساً للجمهورية العربية المتحدة، التي كانت تجمع مصر وسوريا وقتذاك. وكان مع عبد الناصر في السيارة نفسها شكري القوتلي أخر رئيسٍ لسوريا قبل الوحدة.  المفارقة أن السيارة نفسها كادت قبل شهور أن تتحول إلى منصةٍ لإطلاق القذائف المضادة للطائرات من قبل المعارضين السوريين، لولا أن سكان المنطقة أقنعوا مقاتلي المعارضة بالتراجع عن ذلك. غير أن اشتداد القصف واحتدام المعارك أجبرا "أبو عمر" على مغادرة منزله وترك مجموعته الأثيرة من السيارات أواخر 2016، قبل أن يعود إليها في وقت لاحق من العام الجاري، ليجد المنزل وقد أصبح أطلالاً. ورغم كل هذه الظروف الصعبة لا يزال "عجوز حلب" يتشبث بالأمل؛ كما يقول موقع BuzzFeed News. ويشير إلى أنه سيترك مجموعة السيارات العتيقة هذه إلى أبنائه الثمانية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©