شهدت المدن الباكستانية موجة من أعمال العنف بالرغم من حالة التأهب القصوى والانتشار الكثيف لقوات الأمن ، في وقت أصدرت الحكومة أوامرها الى قوات الأمن بإطلاق النار على مثيري أعمال الشغب·
وأسفرت أعمال العنف التي شهدتها أنحاء باكستان بعد اغتيال زعيمة حزب الشعب الباكستاني بينظير بوتو عن مقتل حوالي 32 شخصاً بينهم عدد من رجال الأمن·
وذكرت الأنباء أن الشرطة أطلقت النار على المحتجين في مدينة حيدرأباد مما أسفر عن جرح خمسة أشخاص ، وقد اضطرت الحكومة بعد الفوضى التي عمت جميع أنحاء باكستان الى نشر قوات شبه عسكرية في إقليمي السند والبنجاب، وقال المتحدث باسم الجيش الباكستاني إنه أرسلت تعزيزات عسكرية الى مدينتي سكهر ولاركانا في السند وقامت بتعطيل العمل بالمؤسسات الحكومية والتعليمية لمدة يومين كما أوقفت حركة القطارات والمواصلات ، وكان أنصار بوتو التابعين لحزب الشعب الباكستاني قد اندفعوا الى الشوارع في كافة الأقاليم الباكستانية ،وقالت الشرطة وشهود عيان إن المحتجين أضرموا النار في 25 بنكاً ومئة سيارة ومنافذ بيع وجبات سريعة أجنبية في حيدر أباد، وأحرقت عربات قطار كذلك، وخلت شوارع كراتشي أكبر مدينة في باكستان ومركزها التجاري من المارة الى حد كبير وقد أغلقت معظم المتاجر أبوابها وانتشرت قوات الأمن والشرطة في دوريات للحراسة· وفي شرق المدينة هاجم أكثر من ألفي شخص مركزاً للشرطة وأضرموا فيه النار، وقالت الشرطة إنهم سرقوا بعض الأسلحة وأحرقوا سيارات خارج المركز، وقال ازهار علي فاروقي المسؤول البارز بشرطة كراتشي ''الحقت أضرار كبيرة ، احرقت متاجر وسيارات ومبان حكومية''، واندلعت حرائق كذلك في داخل اقليم السند، وقال مراسل لرويترز سافر من كراتشي الى لاركانا في إقليم السند إنه شهد مئات من المركبات المحترقة والعديد من المتاجر التي تندلع بها النيران·
وأفادت مصادر رسمية باكستانية أمس أن أعمال العنف والشغب أوقعت 32 قتيلا بينهم ثلاثة من ضباط الشرطة ،وقال وزير داخلية إقليم السند غلام محمد محترم إن 23 شخصاً قضوا في أعمال عنف في معقل بوتو السياسي ،وأفادت الشرطة عن مقتل ثمانية أشخاص آخرين في انفجار قنبلة في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي بينهم عضو في حزب الرئيس برويز مشرف، فيما أعلن مسؤول أمني عن سقوط قتيل في ولاية بنجاب ·
وذكر مسؤولون محليون وتقارير تلفزيونية باكستانية أن مشاغبين مسلحين بالعصي وحتى الأسلحة النارية أحرقوا مئات المركبات وطافوا الشوارع الخاوية في مختلف أنحاء الإقليم متجاهلين النداءات بالهدوء من قبل الرئيس الباكستاني برويز مشرف ، وقال دين محمد أحد من السكان المحليين بمنطقة خيربور حيث قتل ستة أشخاص في أعمال عنف أن ''هؤلاء الأشخاص خرجوا عن نطاق السيطرة ويدمرون كل شيء يصادفونه، والمدينة بأكملها مغلقة وهم يحرقون إطارات السيارات في كل مكان في الشوارع''·
وأعلنت قوات الأمن تلقيها أوامر بإطلاق النار على المتورطين في أعمال العنف بالبلاد· وقال ضابط بالقوات الخاصة إن قواته التي تساعد الشرطة تلقت أوامر بإطلاق النار ''إذا رأت مشاغبين يعمدون إلى أنشطة تعرض أمن الدولة للخطر''·
وبالفعل فقد فتحت الشرطة النار على متظاهرين بمدينة حيدر آباد مما أدى إلى إصابة خمسة بجروح، وبرر أحد الضباط إطلاق النار بقوله: ''أصبح المحتجون أكثر عنفاً وفشلنا في تفريقهم''، وقد عززت القوات الحكومية أعدادها عقب اغتيال بوتو، فنشرت نحو 16 ألف جندي من القوات الخاصة بإقليم السند بينهم عشرة آلاف في عاصمة الإقليم كراتشي·
وقالت الشرطة إن أعمال عنف اندلعت في أقاليم باكستانية أخرى وقتل شخص في مدينة لاهور الشرقية، وقال شهود إنه في مدينة بيشاور تم إحراق مكتبين تابعين لحزبين سياسيين مواليين لمشرف، واضرم محتجون في إقليم بلوخستان النار في محطة قطارات وعدة بنوك ومركبات حكومية ومكاتب تابعة لحزب مشرف، وفي مدينة مولتان في إقليم البنجاب ألحق حشد أضراراً بسبعة بنوك وأحرق ثماني محطات بنزين، وخرج المحتجون إلى شوارع مظفر أباد في القطاع الباكستاني من كشمير·
عدد اليوم
