الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«حديقة العين».. مواطنون يقودون «رحلات السفاري»

«حديقة العين».. مواطنون يقودون «رحلات السفاري»
22 ابريل 2016 23:32
محسن البوشي (العين) نجحت المؤسسة العامة لحديقة الحيوان بالعين في تدريب وتأهيل 67 من المرشدين السياحيين المواطنين ضمن برنامج تدريبي تتبناه منذ عامين في مبادرة تعد الأولى من نوعها تحظي بدعم واهتمام القيادة الرشيدة لما لها من دلالات تعبر عن الهوية الوطنية وتعكس العادات والتقاليد الأصيلة للمجتمع. وتخطط المؤسسة لافتتاح أول أكاديمية من نوعها في الدولة لتخريج المرشدين السياحيين وفقاً لمديرها العام غانم مبارك الهاجري الذي توقع ارتفاع عدد زوار الحديقة من مليون زائر خلال العام الماضي 2015 إلى مليوني زائر بحلول عام 2020. الهوية الوطنية وأكد الهاجري أن وجود مرشدين سياحيين مواطنين يرافقون الزوار في جولاتهم في سفاري العين التي تعد الأكبر من نوعها من صنع الإنسان عالمياً ، له العديد من الدلالات الإيجابية لعل من أهمها أنهم يعبرون عن الهوية الوطنية ليس من خلال زيهم الوطني المتمثل في العباية والشيلة بالنسبة للمرشدات أو الكندورة والعقال بالنسبة للمرشدين، بل من خلال حسن الاستقبال والضيافة ورعاية الحيوان والرفق به باعتبارها تمثل جزءاً من ثقافة المجتمع. وأضاف في تصريحات لـ«الاتحاد» بمناسبة افتتاح مشروعي مركز الشيخ زايد لعلوم الصحراء وسفاري العين أمام عامة الجمهور: « أن تجربة المرشدين السياحيين وغيرهم من الفنيين والأخصائيين المواطنين في المؤسسة تستمد خصوصيتها كونها تتعلق بوظائف غير تقليدية تتطلب استعداداً خاصاً للعمل في عطلة نهاية الأسبوع وأيام العطلات والإجازات والأعياد التي تشهد فيها هذه المشاريع والمرافق الترفيهية والسياحية ذروة الإقبال من الجمهور». بناء الإنسان وأكد المدير العام للمؤسسة العامة لحديقة الحيوان والأحياء المائية في العين أن إعداد وتأهيل كادر وطني يمتلك الخبرة والمهارة كان يمثل التحدي الأكبر للمؤسسة ضمن جهودها الرامية إلى تحقيق الاستدامة تمشياً مع نهج القيادة الرشيدة التي تولي عملية بناء الإنسان اهتماماً كبيراً باعتباره الركيزة الأساسية للتنمية والثروة الحقيقية للوطن. ولفت إلى أن وجود هذه المجموعة من المرشدين السياحيين المواطنين يعد مكوناً رئيسياً لمنتجات مشروع «متنزه العين للحياة البرية»، موضحاً أن هناك أول مواطنة تعمل كمدربة للطيور الجارحة وأخرى تعمل ملاحظة حيوانات وثالثة تقود سيارات السفاري، وهناك كذلك مدربون مواطنون بمجال الإرشاد السياحي يحملون إجازات معتمدة من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ومن جهات أخرى دولية معنية. وتطرق الهاجري بالمناسبة إلى المعايير التي يجري في ضوئها تقييم واختيار المرشدين السياحيين ويأتي على رأسها الاستعداد والرغبة والموهبة وإجادة اللغات لافتاً إلى أن هناك من بين المرشدين ما يجيد اللغة الأوردية بالإضافة إلى اللغتين العربية والإنجليزية ما يضاعف من قدراتهم على خدمة الزوار وتوصيل الرسالة إلى الجمهور. الطيور الجارحة وكشف الهاجري عن أن المؤسسة العامة لحديقة الحيوان والأحياء المائية في العين، تخطط حالياً من خلال إدارة التدريب والتطوير لإنشاء أول أكاديمية في الدولة لتدريب وتأهيل وتخريج المرشدين السياحين لمواكبة طموحات وتطلعات حكومة أبوظبي في توفير الكوادر الوطنية المؤهلة لتلبية احتياجات المشروع، ولفت في هذا الصدد إلى أن المرشدين السياحين الذين يتوزعون بالتساوي بين المواطنين والمواطنات تقريباً خضعوا لبرنامج تدريبي محكم يتضمن عدداً من الدورات التدريبية قام عليها خبراء أجانب متخصصون في البداية، أما الآن فهناك مدربون مواطنون محترفون. وأكد أن المؤسسة نجحت وفي غضون سنوات قليلة في تحقيق نقلة نوعية كبيرة بمجال التوطين حيث ارتفعت نسبة المواطنين العاملين في المؤسسة بعد إنجاز المرحلة الأولى من مشاريع التطوير إلى نحو 72% لافتاً إلى أن المؤسسة بصدد تقييم هذه المرحلة التي تم افتتاحها من مشاريع التطوير وفقاً لمعطيات الأداء ومؤشرات رضا الزوار سعياً منها للوصول إلى العالمية. رغبة صادقة وفي لقاءات سريعة معهم، أكد عدد من المرشدين والمرشدات السياحيين المواطنين أن اختيارهم العمل في هذه المهنة الجديدة على أبناء الإمارات لم يأتِ بمحض الصدفة، بل نتيجة رغبة صادقة لخدمة الوطن بعمل غير تقليدي يعبرون من خلاله عن الهوية الوطنية ويبرهنون على قدرتهم وجدارتهم بتحمل المسؤولية يعكسون الصورة المشرقة لوطنهم ومجتمعهم. وذكرت المرشدة السياحية شيخة صغير الظاهري الحاصلة على بكالوريوس إدارة الأعمال أنها تخوض تجربة ثرية جداً من خلال عمل غير تقليدي يوفر لها فرصة للاحتكاك مع أناس يمثلون نماذج وثقافات مختلفة تعبر من خلالها عن الهوية الوطنية والقيم الأصيلة للمجتمع الإماراتي. أما المرشد السياحي محمد خليفة المرر، فأشار إلى أنه التحق بالعمل في المؤسسة قبل نحو 4 سنوات تقريباً معبراً عن فخره واعتزازه بهذه التجربة الجديدة المتفردة التي ستفتح معها آفاقاً واعدة لأبناء الوطن لخدمة وطنهم في مجالات جديدة عليهم. معارف وخبرات ولفت المرشد السياحي خالد العرياني إلى أنه التحق بالعمل في المؤسسة العامة لحديقة الحيوان والأحياء المائية في العين بعد تخرجه في كلية التقنية العليا ليحقق طموحه في الالتحاق بعمل غير تقليدي يوفر له معارف وخبرات ومهارات جديدة من خلال احتكاكه بخليط متنوع من الزوار وإلمامه بطبيعة الحيوانات وخصائصها وبيئاتها وسلوكياتها، وكذلك أنواع النباتات المحلية والإفريقية إضافة إلى بعض المهارات الأخرى كالإسعافات الأولية. وقال حمدان محمد الحوسني قائد فريق السفاري: « إنه التحق بالعمل في المؤسسة العامة لحديقة الحيوان والأحياء المائية في العين، بعد عام تقريباً من حصوله على شهادة البكالوريوس من كلية الأغذية والزراعة بجامعة الإمارات عام 2014 نظراً لوجود علاقة مباشرة بين التخصص والعمل الذي يقوم على صون الطبيعة والتفاعل معها». وقال المرشد السياحي طلال العامري إنه التحق بالعمل في المؤسسة قبل نحو عامين ونصف تقريباً تعلم خلالها الكثير من الخبرات والمهارات ذات الصلة بمفهوم وظيفة المرشد السياحي ودوره المهم في تعريف الزوار بالحيوانات المختلفة وبيئاتها وسلوكياتها بطريقة سهلة مشوقة. مهنة مهمة أشار أحمد عبد الله المحيربي، ضابط السفاري الذي يعد أول مدرب معتمد بمجال الإرشاد السياحي في الدولة مرخص من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ، وحائز على إجازة تدريب دولية، إلى أنه التحق ومنذ حصوله على بكالوريوس إدارة الأعمال من أميركا، بالعمل في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة قبل أن يلتحق بالعمل في المؤسسة قبل نحو 3 سنوات من الآن لقناعته بأهمية وظيفة الإرشاد السياحي، باعتبارها تعكس الهوية الوطنية والقيم والعادات الأصيلة للمجتمع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©