الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفوضى في باكستان··· وتدشين مرحلة جديدة

الفوضى في باكستان··· وتدشين مرحلة جديدة
29 ديسمبر 2007 23:25
عقد الرئيس ''بوش'' أمس اجتماعا طارئا لكبار مساعديه في مجال السياسة الخارجية لمناقشة الأزمة المتفاقمة في باكستان، في الوقت نفسه يحاول مسؤولو الإدارة وآخرون اكتشاف ما إذا كان اغتيال زعيمة المعارضة الباكستانية ''بينظير بوتو'' يمثل بداية لهجمة جديدة للمتطرفين الإسلاميين قد تنتشر فيما وراء باكستان وتقوض جهود الولايات المتحدة الحربية في أفغانستان المجاورة· ويخشى المسؤولون الأميركيون أن يؤدي تجدد حملة المقاتلين الإسلاميين التي تستهدف الحكومة الباكستانية والتي تتخذ من المنطقة الممتدة على طول الحدود مع أفغانستان قاعدة لها، إلى تعقيد سياسة الولايات المتحدة في المنطقة، وذلك من خلال الدمج فعليا بين الحرب في أفغانستان المستمرة منذ 6 سنوات وبين اضطرابات باكستان المتصاعدة· ''إن مصيري أفغانستان وباكستان قد أصبحا مربوطين برباط لا ينفصم'' هذا ما يقوله ''جيه· اليكسندر تيير'' -موظف الأمم المتحدة السابق في أفغانستان والذي يعمل حاليا في معهد الأمم المتحدة للسلام-؛ ولا يتوقع كبار الضباط العسكريين الأميركيين وغيرهم من خبراء الدفاع حدوث تأثير فوري على العمليات في أفغانستان، غير أنهم يشعرون بالقلق من أن يؤدي انتقال حالة عدم الاستقرار المستمرة في باكستان إلى أفغانستان إلى مفاقمة الصراع القائم في الأخيرة والذي ازداد حدة في الشهور الأخيرة بعد أن شددت حركة طالبان من هجماتها ووسعت نطاق عملياتها· كان انتشار القلاقل في باكستان والتزايد المتصاعد في أسعار النفط قد أديا إلى زيادات كبيرة في تكلفة الحصول على الطعام في أفغانستان، زادت بدورها من احتمالات وقوع الأفغان الجائعين فريسة لإغراءات الأموال التي تدفعها لهم طالبان للتعاون معها ومشاركتها في شن الهجمات على القوات الأميركية بحسب ضابط أميركي في أفغانستان· ففي مؤتمر عقد - عبر الدوائر التلفزيونية بين المسؤولين في واشنطن وإسلام أباد وكروفورد بتكساس-، تلقى الرئيس الأميركي بحسب ''جوردون جوندرو'' -المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي- ملخصات من مدير السي·آي·إيه ''مايكل فيه هايدن'' و''آن دبليو باترسون'' السفيرة الأميركية لدى باكستان؛ ثم ناقش بعدها موضوع اغتيال ''بوتو'' وجهود الولايات المتحدة لإحلال الاستقرار في باكستان، مع كبار مستشاريه في شؤون السياسة الخارجية· وقالت مصادر الاستخبارات ووزارة الدفاع الأميركية إن هناك أدلة متزايدة على أن اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة ''بوتو'' على أيدي تنظيم القاعدة أو حلفائه داخل باكستان، وقال مسؤولو الاستخبارات المركزية الأميركية إن زملاءهم قد أرسلوا في الأسابيع الأخيرة إنذارات إلى الحكومة الباكستانية مفادها، أن هناك مجموعات ذات ارتباط بالقاعدة كانت تخطط لشن هجمات انتحارية على الساسة الباكستانيين· وتركز الولايات المتحدة والحكومة الباكستانية على ''بيت الله محسود'' زعيم حركة طالبان في باكستان باعتباره مشتبها به محتملا، ويقول مسؤول أميركي كبير إن إدارة ''بوش'' تهتم بشكل خاص بقائمة مقدمة من وزارة الداخلية الباكستانية تبين أن أهداف ''محسود'' هي رئيس الوزراء السابق نواز شريف ووزير الداخلية السابق ''افتاب خان شيرباو'' وعدد آخر من الوزراء والقادة الإسلاميين المعتدلين· وعلق المسؤول الأميركي على تلك القائمة بقوله'' لن أذهب إلى تسميتها بقائمة مستهدفين بالقتل، ولكننا نأخذها على محمل الجدية الشديدة، ويمكن لي أن أقول إن جميع المعتدلين في باكستان هم الآن تحت التهديد من جانب الإرهاب''، يذكر أن ''محسود'' قد قال لـ''البي·بي·سي'' في بدايات هذا الشهر، إن أفعال الحكومة الباكستانية قد أجبرته على اللجوء إلى ''الجهاد الدفاعي''· وأدلت وزيرة الخارجية ''كوندوليزا رايس'' -عقب توقيعها في سجل التعازي بالسفارة الباكستانية في واشنطن- بتصريح قالت: فيه إن الولايات المتحدة على اتصال بجميع الأحزاب في باكستان، وشددت على ضرورة عدم تأجيل الانتخابات المقررة في الثامن من يناير المقبل، مضيفة قولها: ''من الواضح لنا أنه من الأهمية بمكان أن تمضي العملية الديمقراطية في باكستان قدما إلى الأمام''· وعلق الكولونيل (عقيد) ''توماس إف· لينش'' الذي خدم في أفغانستان والقيادة المركزية والقيادة الأميركية لباكستان والشرق الأوسط على اغتيال ''بوتو'' بقوله: ''إن الاغتيال يدشن مرحلة حرجة جديدة في العمليات الجهادية في باكستان''، وتنبأ بأن الشهور القادمة سوف تشهد هجمات مركزة على مسؤولين باكستانيين بارزين آخرين· وتتوقف الطريقة التي ستجيب بها الولايات المتحدة على تصرفات الرئيس الباكستاني ''برويز مشرف'' الذي تتعامل معه الولايات المتحدة بمزيج من الثقة والشك في ذات الوقت؛ وإذا ما كان هناك حقا تهديد يتمثل في بروز الجهادية الإسلامية في باكستان فإن الولايات المتحدة سوف تفعل كل ما في وسعها لدعم الجنرال مشرف بحسب مسؤول أميركي عسكري في أفغانستان· وقال هذا المسؤول: ''يجب على باكستان أن تتخذ إجراءات جذرية ضد حركة طالبان التي تعيش في أراضيها، وإلا واجهت احتمال سقوط الترسانة النووية الباكستانية في أيدي القاعدة، وهي ترسانة أكثر حقيقية وأكثر خطورة مما كانت تمثله ترسانة صدام حسين''· غير أن المشكلة التي تواجهها الولايات المتحدة في التعامل مع ''مشرف'' أنه قد اعتاد في تعاملاته معها على أن يقدم الكثير من الوعود فيما يتعلق بمواجهة المقاتلين الإسلاميين ولا ينجز سوى القليل، وهو ما يعلق عليه ''جون ماكريري'' -قائد قوة الحملة التابعة لوكالة استخبارات الدفاع عام 2001 في أفغانستان- بقوله: ''يمكنني أن أتنبأ بأن مشرف سوف يلجأ إلى العمل بذهنية المحاصر، ويحاول تلطيف علاقاته مع الإسلاميين فما نلاحظه هو أنه يلجأ إلى التظاهر بشن حملات دهم ضدهم، ولكنه لا يواصل تلك الحملات إلى نهايتها''· والمأزق الذي يواجهه مشرف في هذا الصدد، أنه إذا لم يستجيب بفعالية للحملة الجهادية ضد حكومته، فإنه يواجه احتمال السقوط من سدة الحكم لأن الجيش الباكستاني كما تقول ''تيرسيتا سي· شافر'' -الموظفة السابقة في وزارة الخارجية الأميركية والمتخصصة في الشؤون الهندية والباكستانية- سوف يعترف في لحظة معينة إلى أن ''مشرف'' أصبح يشكل عبئا· توماس ريكس وروبن رايت محررا الشؤون الخارجية في الواشنطن بوست ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست ·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©