الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

2008 هل تحقق الآمال المؤجلة؟

2008 هل تحقق الآمال المؤجلة؟
29 ديسمبر 2007 23:29
سنة تمضي وأخرى تقبل، ومع كل نهاية نراجع حساباتنا ونقلب أوراقنا لعل البداية الجديدة تحمل معها تباشير الخير· والشعور نفسه يتجدد مع قرب رحيل العام ،2007 الذي مهما كان إيقاع أيامه على البعض إلا أنه وبلا أدنى شك ترك ذكريات لا بد أن نستفيد منها، بحلوها ومرها، ونحملها معنا عبرة مع استقبال العام الجديد· 2008 تطل علينا صفحة بيضاء، فبأي نفسية نستقبلها؟ وهل التوقعات للأيام الـ 365 المقبلة بحجم الآمال؟ يذكر وليد ناصر (موظف حكومي بدرجة خاصة) أن سنة 2007 بالنسبة له كانت مزدحمة بالأعمال لدرجة أنه لم يستمتع بها كما كان يأمل· وأكثر ما أزعجه في الأشهر المنصرمة هو التضخم الذي يفوق القدرة الشرائية ويؤثر على نفسية الناس· يقول: ''بالإمكان مشاهدة الهم والتعب على الوجوه، فالجميع مشغولون بتحصيل الرزق ويفكرون في كيفية تحمل أعباء الحياة مع ارتفاع الأسعار· وها أنا أجلس بمفردي في المقهى لأن الأصحاب باتوا مشغولين بأعمال إضافية''· ويأمل وليد من السنة الجديدة أن تحمل معها الخير، معتبرا أن الوقفة مع النفس يجب ألا تكون فقط في نهاية العام وإنما بين الفينة والأخرى· مرّت على عجل الأمر نفسه بالنسبة لمحمد رضا الذي يعمل في شركة للتجارة العامة، وبسبب الأشغال المتواصلة لم يشعر بمرور الأشهر الماضية التي مضت على عجل، وهذا ما لم يكن يتمناه لأنه يحب الاستمتاع بالحياة لحظة بلحظة· وأقصى طموحه مع بداية السنة المقبلة أن ترتفع الرواتب لجميع العاملين وتتوقف الصراعات في الشرق الأوسط· ونسأله ما اذا كان يشعر بالخيبة كلما انتهت سنة من عمره فيجيب مبتسما: ''العمر واحد، وأنا لا أتحسر على شيء وأعيش حياتي كما قسمها الله لي· ومع أنني أخطط على المدى البعيد لنفسي ولأسرتي، لكنني في الوقت نفسه لا أطلب أكثر من الحد الأدنى للحياة الكريمة''· بسعادة كبيرة يتحدث ربيع العياش، مسؤول في إحدى الشركات الطبية، فقد جلبت له سنة 2007 الكثير من الحظ سواء على المستوى العاطفي حيث عقد خطوبته أو على المستوى المهني حيث نال ترقية وزاد راتبه· وهو متفائل بأن يبقى الحظ حليفه لأشهر عديدة، فقد سمع أن سنة 2008 ستحمل المفاجآت السارة لأصحاب برج الثور وهو منهم· وشعار ربيع الدائم: تفاءلوا بالخير تجدوه، لذلك فهو يكره التشاؤم لأنه يجلب النكد ويطرد الأمل· أما صديقه بهاء عيد، فلا يتفق معه أبدا فيما يتعلق بسنة 2007 التي جلبت له الضيق منذ بدايتها وحتى ما قبل شهرين حين ترك وظيفته· ولعل الأمر الوحيد الذي أسعده أنه ارتبط عاطفيا، ومع ذلك فإن فرحته لم تكتمل لأن الخطوبة الرسمية أرجئت الى حين حصوله على وظيفة مناسبة تؤمن له الاستقرار المادي· وقد علمته التجارب ألا يفرط في خططه المستقبلية لان الظروف تحول أحيانا دون تحقيق الآمال، تماما كما حدث معه حين ترك وظيفته واضطر بدلا من توفير المال، إلى الإنفاق بدون مدخول· سنة المشاكل بامتياز الحالة المحبطة نفسها، يعبر عنها علي عبد الله الذي يذكر أن سنة 2007 كانت بالنسبة له سنة المشاكل بامتياز· وهو ينتظر نهايتها بفارغ الصبر لأنها ثقيلة ولم تجلب معها سوى الضيق للناس والغلاء الفاحش، ناهيك عن الأزمات السياسية التي تفاقمت في فلسطين والعراق ولبنان· ولا شيء يريح نفسه مع العام المقبل إلا أن تزداد الرواتب حتى تخف عن كاهله بعض الأعباء المتراكمة· وبشكل موضوعي يورد سعيد الزعابي، موظف في مطار أبوظبي، أنه مع وجود السلبيات في سنة 2007 والتي ضربت الرقم القياسي في غلاء الأسعار، الا أنه لا يمكن إنكار بعض الايجابيات على الصعيد الشخصي· والأهم أن يستغل الفرد هذه المناسبة لتقويم النفس والنظر في سلوكه وأسلوب عيشه، وبدلا من أن نمضي الوقت في التأفف والحسرة نعمل على تطوير الذات· منبه اذا كانت إحباطات الرجال مع نهاية الـ 2007 في معظمها مادية، وأقصى ما يتمنونه تحسين الرواتب، فماذا عن النساء؟ وهل لديهن آمال مغايرة مع بداية الـ 2008؟ فاطمة العيسى التي تعمل في إحدى شركات التجميل، راضية عن سنة 2007 لأنها حققت خلالها الكثير مما كانت تسعى إليه· والأمر الوحيد الذي أحزنها مرض والدها الذي تأمل أن يتحسن صحيا مع بداية السنة المقبلة· كما تدعو الله أن يرزقها مولودا وأن تنال علاوة على راتبها وتخف إيجارات الشقق كي تتمكن من الانتقال الى شقة أوسع· وهي في مثل هذه الفترة من السنة، تتطلع دائما الى الأفضل من الناحية الاجتماعية والمهنية· بابتسامة مشرقة تقول طبيبة الأسنان الدكتورة وسن طه أن أجمل ما حققته في ،2007 زيارتها إلى أبوظبي· فهي مقيمة في مصر وكانت دائما تطمح لتمضية إجازة الأعياد في الإمارات، وهكذا كان· وبالنسبة لها لا تكون الأيام سعيدة الا اذا طبعنا فيها أجمل الذكريات، لذلك تحرص سنويا على تجديد نمط حياتها· وتعتبر أن الأيام الأخيرة من كل عام تشبه المنبه الذي ينذرنا بضرورة البدء من جديد في حال كنا مقصرين في جانب ما من حياتنا العائلية أو المهنية أو الدينية· 2007 أول سنة تشعر فيها سهيلة محمد بالراحة النفسية، وذلك بانتقالها للعيش في أبوظبي مع أخيها· فالإمارات عموما تشكل بالنسبة لها الأمان والرقي والاستقرار، وهذا ما حرمت منه في بلدها العراق الذي ترتجي أن تحمل له السنة الجديدة الفرج المنتظر والاستقلال· وهي مع كل نهاية سنة تراجع أفكارها وتسأل نفسها ما الجديد الذي حققته، وكان أهم ما أنجزته تخرجها من كلية الهندسة· أما منى علي هليِّل فتعلن بالفم الملآن أن سنة 2007 كانت شؤما لأنها عانت خلالها صحيا واضطرت الى دخول المستشفى· والعبرة التي تعلمتها ألا تخطط لشيء قبل أوانه وأن تترك الأيام تمضي كما هو مكتوب· والسبب أنها كانت تنوي القيام بالكثير من الإنجازات والتحضيرات قبل فترة عيد الأضحى، وكانت النتيجة أن دخلت الى المستشفى وذهبت أحلامها هباء· وهذا ما تؤكده ابنتها ميس وليد الطالبة في جامعة أبوظبي، والتي تكره أن تتذكر الأيام المرة، لذلك تتطلع الى إشراقة جديدة مع بزوغ العام المقبل· وأمنيتها الوحيدة أن تتمكن من إيجاد وظيفة بنصف دوام لمتابعة دراستها وتحقيق استقلاليتها المادية في آن· أحلام صغيرة حتى وان كانت أحلام الأطفال صغيرة مثلهم، لكنها في غاية الأهمية بالنسبة لسنهم· ويجب ألا تؤخذ بالهزل لأنها بحجم اهتماماتهم· تقول الطفلة غادة عبدالله وعمرها 10 سنوات أن أجمل ما تحقق لها في 2007 أنها نالت الدرجة الأولى في كافة الفصول· وتعتبر أن التلميذ الذي يجتهد ويجد طوال السنة الدراسية لا بد أن يفرح بالنتيجة· وهذا ما تنوي المضي قدما فيه السنة المقبلة، مع انتظارها بفارغ الصبر للهدية الكبيرة التي وعدت بها· وفي حين لم تنل منال محسن (7 سنوات) الدرجة نفسها، إلا أنها سعيدة· فقد تمكنت سنة 2007 من شراء المجموعة الكاملة للعبة ''باربي''، وقد طلبت من أمها أن تشتري لها أول شهر في السنة الجديدة فستانا مطرزا بالكشائش والورود· أما حسن خالد الذي أتم الـ 13 من عمره، فهو غير راض عن الـ 2007 لأنه لم يسافر مع أهله في الصيف· وأمله الوحيد في العام المقبل أن يشتري له الوالد جهازكمبيوتر محمولا ليتمكن من التعرف على أصدقاء جدد عن طريق المنتديات·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©