الدجاج يبيض ألماسا !

من قال ''إن الدجاج لا يبيض ذهباً'' بالتأكيد كان مخطئاً، ولو كان حياً هذه الأيام لتغيّر تفكيره وألَّف مقولة سوف تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل ''الدجاج يبيض ألماساً''، لا بل سيتعدى ذلك إلى التفكير في مصنع لإنتاج الدواجن، ولو كان بمقدوره ''مصنع لإنتاج البيض على طول دون دواجن''· هل يعقل أننا نعيش في بلد حباه الله بثروات لا تحصى يتصارع فيه الفرد للحصول على بيض؟ مما اضطر بعض المحال لبيع البيض بالعدد للأشخاص، فكل مواطن له 12 بيضة فقط وبعضهم ''يا دووب'' حصل على ''نص درزن''، والبعض فضل أقل من ذلك· لاأدري عندما نتحدث عن أزمة البيض فإننا نقصد الإمارات أم جزر الواق واق؟ هل نعني الإمارات بإماراتها السبع أم جزر منداناو ''حتى ما أعرف كيف تنكتب''؟· هل هي الإمارات بتعداد سكانها الذي وصل حسب آخر إحصائية صدرت في 2005 إلى 4,320 مليون نسمة؟ أم نتحدث عن قرية فيما وراء النهرين -ولا أحد يسألني أيّ نهرين- يقطنها 2000 شخص؟ بالتأكيد أزمة البيض التي مرت بها البلاد تعطي مؤشراً خطيراً لمواد غذائية أولية ربما تختفي من السوق، فما العمل ساعتها؟ وإذا كان حظر استيراد البيض من إحدى الدول الخليجية سبّب أزمة وخلق بلبلة لدى الناس مما جعل البعض يسارع إلى الأسواق بحثاً عن بيضة، فإن الأمر يستدعي وقفة وبحثاً عن خفايا المشكلة خوفاً من حدوث ما لا يحمد عقباه ويصبح حالنا كحال دول العالم الثالث ''وليس نحن بالطبع''، حيث تتجمهر جموع الناس حول شاحنة ليلتقطوا كرتونة تحوي كام بيضة وإذا طلبت من العامل أن يزيدك يرد بصراخ: ''خلاص ما في زيادة''· Ibrahim_alahmed@emi.ae