السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

من ينصح الشحرورة

29 ديسمبر 2007 23:44
تصفيق ''الإعجاب''·· تصفيق ''التقدير''·· تصفيق ''جبر الخواطر'' ثلاث نغمات تستطيع أذن الفنان الحساسة أن تلتقط الفوارق بينها· الإعجاب تبدأ نغمته في التصاعد بلغة الموسيقى ''كريشندو'' مع ذروة عطاء الفنان، أما نغمة التقدير، فإنها على العكس تلمح فيها هبوط ''الشحنة'' ''ديمنوندو'' وتأتي مع اقتراب الغروب ونهاية المشوار، وأخيراً تصفيق ''جبر الخواطر'' وما أقساها من نغمة حيث يختلط فيها التقدير مع الحسرة على ما آل إليه حال الفنان·· إنه نوع من مصمصة الشفاه يعبر عنها بالأيدي! والنجوم الكبار في العادة يغادرون المسرح قبل أن يستمعوا إلى نغمة تصفيق الشفاه·· إلا أن بعض النجوم يتحول عندهم الضوء إلى أوكسجين، وما داموا يتنفسون أوكسجين الحياة، فهم أيضاً يتنفسون ضوء الحياة ويمارسون الفن حتى الضوء الأخير مثلما يتنفسون الحياة حتى النفس الأخير· يخيل إلي أن الفنانة الكبيرة ''صباح'' تعيش تلك الحالة، حيث تعتقد أن الجمهور لا يزال يصفق لها إعجاباً·· إعجاباً بالصوت وبصاحبة الصوت·· أتابع صباح في العديد من البرامج وهي تتحدث قليلاً وتغني كثيراً وأتساءل هل هذه هي صباح التي قالت بدلال يوماً ''مال الهوى يا ما مال''·· أليست هي التي حذرت ''من سحر عيونك ياه'' وهي التي توعدت ''أكلك منين يا بطة'' تغيرت كثيراً صباح·· الزمن خصم الكثير من جمال الصوت وجمال الصورة· وصباح منذ أن بدأت مشوارها الفني في مطلع الأربعينيات بالقاهرة وهي تعقد هذا التوازن بين جمال الصوت وجاذبية المرأة· وصعدت صباح إلى القمة في الغناء مع جيل فايزة أحمد ونجاة وشادية ووردة رغم أنها تسبقهن في العمر الزمني إلا أن ''شحرورة الوادي'' من البداية وهي تتحدى بطاقتها الشخصية وتاريخ ميلادها لأنها حافظت دائماً على الأنثى الأسطورة التي تهزم سنوات العمر، ولهذا صدقناها وهي تحب في أفلام فريد الأطرش ومحمد فوزي وعبد الحليم حافظ وسعد عبد الوهاب وحسين فهمي! كما صدقناها وهي تتزوج في الواقع من عازف الكمان الاستثنائي ''أنور منسي'' والنجم ''الاستثنائي'' ''رشدي أباظة'' رغم أن زواجها من ''رشدي'' لم يتجاوز 24 ساعة، بينما مع الملحن الاستثنائي بليغ حمدي فلقد حطمت الرقم القياسي وكان زمنه - أقصد زمن الزواج - أقل من 24 ساعة· وقبل ''رشدي'' و ''بليغ'' كان زواجها من مقدم البرامج الدينية الاستثنائي ''أحمد فراج''! لكن الحب الحقيقي لصباح والذي أفصحت عنه هو حبها للكاتب الراحل الكبير موسى صبري والذي غنت له ''آه يا معلم يا معلم''، وإن كان هذا الحب لم يفض إلى زواج لأسباب ليس الآن مجال الحديث عنها·· صباح دائماً هي المرأة التي يتهافت عليها الرجال وهي الصوت الذي لا يكف الجمهور عن سماعه· ولهذا لم تكتف بالغناء في بعض البرامج لكنها تطمح في أن تغني من خلال الحفلات، وأن تعيد تقديم مسرحيتها ''الأسطورة'' على أحد مسارح القاهرة· وتستند صباح إلى أن رصيدها لم ينفد عند الجمهور وهكذا استثمرت المطربة ''رولا سعد'' رغبة ''صباح'' في التواجد و''تشعبطت'' على أكتافها في أكثر من ''دويتو'' مثل ''يانا يانا''··· ولأن صباح لا تريد أن تغادر المسرح فإن الكثيرين لن يتوقفوا عن استغلالها!! أتمنى أن تراجع صباح مع نفسها ومع أصدقائها المخلصين قرارها بالعودة·· إن ''شحرورة'' الخمسينيات لا يمكن أن تظل ''غندورة وسنيورة'' حتى عام ·2008 أنا أعلم أن أشقّ قرار يتخذه الفنان هو الاعتزال·· حتى سيدة الغناء العربي ''أم كلثوم'' لم تجرؤ أن تتخذ هذا القرار وقبل رحيلها لم تكن تستطيع الغناء في حفل غنائي، ورغم ذلك سجلت أغنية ''حكم علينا الهوى'' كلمات ''عبد الوهاب محمد'' وألحان ''بليغ حمدي'' وامتد التسجيل عدة أسابيع، ولم تسعفها مخارج الألفاظ ولم تتمكن من السيطرة على حبالها الصوتية التي أصابها الوهن، ولم ينصحها أحد في تلك السنوات - مطلع السبعينيات- أو ربما لم يجرؤ أن يقول لها صديق أن للزمن قانونه ولا يملك أحد أن يقول للزمان ''ارجع يا زمان''!! لكن ''أم كلثوم'' أدركت ذلك، ولهذا لم تكرر الخطأ وغفر الجمهور لأم كلثوم هذه الهفوة الغنائية!! لا أريد أن أرى الأسطورة الشحرورة مجرد ''فقرة'' يتم استضافتها في بعض البرامج وتغني في بعض الحفلات، ويتحسر بعدها الجمهور على نجاح زمان وصوت زمان وجمال زمان·· ومع الأسف وتصفيق زمان أيضاً·· إنه تصفيق ''جبر الخواطر''·· من يجرؤ على أن ينصح ''الصبوحة''!!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©