الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشلل الدماغي عند الأطفال·· يجمد الحياة

29 ديسمبر 2007 23:49
في وجوههم نظرة تفاؤل، أمل، وابتسامة مشرقة، حباهم الله بقوة الإرادة للتغلب على المرض مع رغبة أكيدة لاكتساب المهارات الحركية التي يفتقدونها بسبب إصابتهم بالشلل الدماغي، الذي يعد من أكثر الإعاقات شيوعاً· يقول البروفيسور البلجيكي في جراحة وتقويم العظام عند الأطفال جي مولينارس: ''الشلل الدماغي يسبب الإعاقة عند الأطفال طوال حياتهم، وهو ينتج عن تلف يصيب خلايا الدماغ في مراحل النمو الأولى بالضمور، فيسبب عجزاً وظيفياً لعضو أو أكثر في الجسم، فيصعب ابعاد الفخذين عن بعضهما مثلاً؛ أو قد يعاني الطفل من ليونة في العضلات، فلا يستطيع الجلوس، الوقوف، المشي، ومسك الأشياء كما يجب، كما يؤدي أحياناً إلى صعوبة في الرؤية، السمع، التواصل، والتعلم''· أسباب المرض أما أسباب إصابة الأطفال بهذا المرض فيرجعها مولينارس إلى إصابة الأم بعدوى الحصبة الألمانية خلال أسابيع الحمل الأولى، أو مرض السكري غير المسيطر عليه، أو ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، وقد ينتج الشلل الدماغي عن الولادة المتعثرة بإصابة رأس المولود أو إصابته باليرقان أو بالتهاب السحايا أو ارتفاع الحرارة الشديدة أو فقدان الجسم للماء بسبب الإٍسهال''· وربما يصاحب الشلل الدماغي مشاكل صحية كالتخلف العقلي، الصرع، اضطرابات السلوك، اختلال الرؤية والسمع وتأخر الكلام والمضغ والبلع وسوء التغذية ونقص النمو، إلا أن خطورة المرض حسب مولينارس تكمن في مضاعفاته التي تكون طويلة المدى أو صعوبة اعتماد الطفل على نفسه، وبسبب تخلفه العقلي قد يعاني من صعوبات في التعلم ومن مشاكل نفسية بسبب الإحباط، والإعاقة الجسدية، واختلال في الطباع والسلوك، وصعوبة تكوين علاقات سوية مع المحيطين به؛ لأنه يقارن بين نفسه والآخرين، وبالطبع تعاني أسرة المريض من قلق نفسي على مستقبل الطفل أو شعور بالذنب أو الألم لعدم توفر المال لعلاجه ورعايته· إمكانية الوقاية يرى البروفيسور مولينارس أن من الممكن خفض أعداد الإصابات بالشلل الدماغي من خلال محافظة الأم الحامل على صحتها عبر التغذية الصحية الجيدة، والمتابعة الطبية، التطعيمات الوقائية من الأمراض الشائعة التي تصيب الجنين داخل الرحم، وتجنب زواج الأقارب الذي يزيد نسبة الإعاقة خصوصا إذا كان في الأسرة معاق لمرض وراثي، وتجنب تناول الأدوية أثناء الحمل، أو التعرض للإشعاعات التي تشوه الجنين دون استشارة الطبيب، والولادة في المستشفيات المجهزة بأسباب الرعاية الطبية· برنامج العلاج علاج الطفل المصاب بالشلل الدماغي يعتمد على برنامج مكثف ومنتظم أساسه العلاج الطبيعي، ويقول مولينارس: ''يجب تحديد مشاكل الإعاقة لدى الطفل من قبل أخصائي العلاج الطبيعي الذي يعتمد على المعلومات الواردة من الأبوين عن نشاطات الطفل، طبيعة حركته، وسلوكه داخل المنزل، ثم تحدد الأوضاع المناسبة التي تحفز الحركات الطبيعية وتحبط الحركات غير الطبيعية، ثم تنقل هذه المعلومات بصورة مبسطة إلى الأبوين بدقة أما الطبيب فيتابع أيضا المشاكل الصحية المصاحبة للشلل الدماغي مثل الصرع، فقر الدم، الالتهابات التنفسية، أمراض الفم والأسنان، كما يتم تدريب الطفل لكي يعتمد على نفسه في أداء نشاطاته الحياتية اليومية كاللبس،الأكل،الشرب،والنظافة، وبالتالي تكون فترة العلاج طويلة نسبياً، لذلك يجب أن تتحقق الأم من توازن الطفل عند الوقوف قبل أن يستعد للمشي، حيث يدل وقوفه وقفةً متيبسة على أطراف أصابع رجليه عند الإمساك بها، أن استعداده للمشي لم يكتمل بعد
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©