السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الساخرون

29 ديسمبر 2007 23:50
القاضيات·· قادمات! بداية·· شئنا أم أبينا فالمرأة قاضية، قاضية بالفطرة·· وقاضية بالخبرة·· وقاضية بالممارسة اليومية، وقد تكون بحكم ذلك كله أجدر من الرجل بالجلوس على منصة القضاء والحكم بين عباد الله·· وعلى عباد الله أيضاً! ؟ المرأة - ومنذ بدء الخليقة - تمارس كل وظائف التحقيق·· والنيابة·· والإدعاء·· واسألوا الأزواج الذين يجلسون دائماً في قفص الاتهام، وهي أدرى الناس بمدى القدرات القضائية التي تملكها، صحيح أنها من هذا الموقع تقوم بدور الخصم والحكم معاً، ولكن هذا هو قدرها·· وهذه هي قدراتها·· واللهم لا اعتراض··! ؟ في مرحلة التحقيق المبدئي·· أليست هي صاحبة أول وأقدم (س) و(ج) في التاريخ؟ أليست هي صاحبة المدرسة الأولى التي يتعلم فيها المحققون كيف يصوغون الأسئلة التي توقع أذكى المتهمين في شر أعماله؟ أليست هي خير من يلف ويدور بالسؤال تلو السؤال وبالدليل تلو الدليل حتى (يطبّ) الزوج ويعترف تحت ضغط الحصار - ولو كان بريئاً - بما فعل وبما لم يفعل؟ أليست المرأة - أقصد الزوجة - هي أفضل مخبر سري عرفه التاريخ منذ عهد الشرطة الحجرية في عصور التاريخ الأولى·· وحتى عصر الـ (سي آي إيه) الأميركاني؟ أليست هي أول من اخترع (التنصت) ونظم (الاستشعار) عن بعد وعن قرب، وهي أول (رادار) بشري يستطيع أن يكشف بدقة أي تحول في سلوك زوجها نحو امرأة أخرى ليكون حكمها بعد ذلك غير قابل للطعن أو النقض أو الاعتراض! هل هناك بعد ذلك من يشكك في قدرات المرأة القضائية؟ وهل هناك من يكابر مدعياً أنها لا تملك صلاحيات (القضاء)·· بل و(القدر) أيضاً! أما تهمة انحياز المرأة (حال كونها قاضية) لبنات جنسها فهي مرفوضة بحكم الفطرة الأنثوية التي تجعلها لا يسعدها شيء قدر أن تتشفى في امرأة أخرى وأن تحكم بايداعها السجن إن لم يكن بالإعدام·· خاصة إذا كانت هذه المتهمة أجمل منها أو أكثر رشاقة وأنضر شباباً، وبالتالي فإنها - وبنفس المنطق - لن يطاوعها قلبها عند الحكم على رجل وسيم كل جريمته أنه قتل أو اغتصب أو قطع الطريق·· وبس!· ؟ وتعالوا بنا نفكر فيما سيبدو عليه حال المحاكم عندما تتولى المرأة منصة الحكم كقاضية فيها، هل ستتدخل طبيعة المرأة القاضية في فرض زي (مودرن) للقاضيات يجمع بين الموضة والوقار·· أم سيترك الباب مفتوحاً للاجتهاد والذوق الشخصي، فنرى من تحكم بالجيب والبلوزة·· ومن تحكم بالبنطلون·· ومن تحكم بالفستان طويلاً كان أم قصيراً حسب الموضة القضائية العالمية السائدة! ؟ وتخيلوا معي قضية·· القاضي فيها امرأة·· والمتهمون فيها نساء، والدفاع فيها تتولاه محامية، وتكتمل المتعة بشهود كلهم من صنف الحريم، أما الرجال فيها فضيوف ثقلاء· الحوار قد يبدأ وقوراً·· ملتزماً بالقانون وبالأصول، ولكن سخونة القضية قد تتطور وقد يصل إلى حد (الردح) وشد الشعر·· وما قد لا تحمد عقباه! ؟ أيها الرجال·· افسحوا الطريق فالقاضيات قادمات، ولن تكون أحكامهن ناعمة كما يقال عن جنسهن، فقد جربتم أحكامهن كزوجات·· وأدركتم أن أحكامهن لا ينفع معها دفاع·· ولا يجدي حيالها نقض ولا استئناف، وأهلاً بالمرأة قاضية·· أو بـ (المرأة القاضية)! كُلي يا ثيابي فاجأني سؤاله عن ثمن النعال الذي انتعله وهو يسلّك ماكينة سيارتي من الأسفل، ولحسن حظي أنه لم يكن يرى وجهي حينئذ، فالتملّص من قول الحقيقة أسهل حين يكون التلقي من نبرة الصوت فقط· وفي ثانية فكّرت: لو ذكرت الرقم الحقيقي، سيشعر بالفجوة الهائلة التي بيني وبينه، ولا أحب خلق الفجوات مع الناس، وفوق هذا فإنه سيسلخ جلدي حين يجيء وقت دفع الحساب· لكن في المقابل لو ذكرت رقماً صغيراً، عشرة دراهم مثلاً، فإنه لن يأكل بالمعروف، وسيقف من فوره ويخرج مائة وعشرين درهماً ويكلفني شراء دستة نعالات له ولأسرته، فاضطر إلى بسط يدي كل البسط ثم أقعد ملوماً محسوراً· الصدق يُنجي أحياناً ويُهوي في أكثر الأحيان، قلتها وأنا أعلن عن قيمة النعال بعد خصم 50%، وعلى الرغم من هذا التخفيض، فقد رمى المفتاح الميكانيكي من يده وأخرج رأسه وقال: هذا المبلغ يساوي ما أرسله شهرياً لأسرتي المكوّنة من ركاب حافلة تترنّح من ثقل حمولتها وهي تزحف في شوارع بومباي· ندمت على فتح الحوار من أساسه، كان يفترض أن أجاوبه عندما سألني عن النعال بأنني أشعر باهتزازات كثيرة في مقود السيارة أو أن السيارة ترجع للخلف فجأة بسرعة 200 كلم/ ساعة، لكن طالما أن الحوار بدأ ليس بوسعي كبح الكلام، خصوصاً أنه قد يقطع سلك المكابح إذا لم يكن البساط بيننا أحمدياً ثم أموت كما في الأفلام المصرية حتف ''خشمي''· قلت له: يا صاحبي من ينتعل ''شبشب'' مولانا جحا أو خف المصارع حسن عرب فإنه سيلاقي الاستهجان حتى من الكلاب الضّالة، وسيلحقه الأولاد الصغار ويرمونه بما تيسّر لهم من حصى، ولن يذكر أحد اسمك إلا ويردف قائلاً: وأنت بكرامة أو أعزك الله فلان، لأن مجتمعنا هكذا ومستوى العيش عندنا كما ترى، ونحن أصحاب المثل القائل: ''كُل على ذوقك والبس على ذوق الناس''· والذي يمتلك سيارة قديمة تمشي قليلاً وتتعرّج في الغالب، يُنظر إليه من فوق إلى تحت: يتجاوزه الكل وينحرف عليه ويستخدم البوق ومصابيح الإنارة العالية لإزاحته وقذفه خارج الطريق، وما أن يجد نفسه خلف الخط الأصفر، يجد أيضاً الشرطي يكرمه بمخالفة مرورية· وإذا كانت وظيفتك تسعفك لتخصيص موقف لسيارتك، فكلما وصل أحدهم قبلك، أوقف سيارته مكانك من دون أن يخالجه أدنى شعور بالخجل أو الحياء، فسيارتك لا تستحق موقفاً طويلاً عريضاً، وبمظلّة أيضاً، بل قد تبادر بنفسك وتركن تحفتك بعيداً عن الأنظار مراعاة لشعور الآخرين· قال: والله كلامك يذكرني بقصة ذلك الذي حضر وليمة لكن أحداً لم يحفل به، وخرج من عندهم خاوي البطن عطشان· في اليوم التالي لبس أفخر ما عنده وذهب إليهم، فأكرموه ورفعوا من شأنه، وعندما وضعوا الطعام بين يديه، راح يضع الطعام في كُمِّ ثيابه مخاطباً الثياب: هذا يقدّم لكِ وليس لي، فكُلي واشربي وقرّي عيناً· سيمـــــــا ·· سيمـــــــا قررت لفترة أن أتابع الأفلام العربية الحديثة التي تقدم على الفضائيات، على الأقل لأرى ما يراه أولادي طيلة اليوم· لسبب ما شعرت للحظة بأنني أرى الفيلم ذاته ألف مرة، فدائما هناك مجموعة من الشباب·· عادل يحب منى، ومها تحب سمير، ومنى تشعر أن مصطفى يحبها، لكنه في الحقيقة يحب مها، وسلوى تخدع مصطفى وتقنعه أن كوثر لا تحبه، بينما سمير يحب معتز· المهم أن هناك حشدا من كل أنواع وألوان الفتية والفتيات بحيث يضمن الفيلم ألا يفلت منه مشاهد واحد· ثم يظهر مطرب شبابي ما من مكان ما ليغني أغنية شبابية ما، بصوت رخيم مسروق·· يعني ليس صوته وإنما هو يصطنعه اصطناعًا· ويذهب الجميع إلى شرم الشيخ ليرقصوا بالمايوهات على الشط، ثم يظهر (حسن حسني) الممثل المصري الذي صار جزءا من تقنيات السينما كالتصوير والمونتاج والموسيقا التصويرية وحسن حسني· هناك البيه الشرير الذي يريد تهريب المخدرات أو غسل الأموال وهو غالبا سامي العدل· رأيت ألف مرة إرهابيين عالميين ملثمين ينوون اغتيال شخصية سياسية مهمة، ورأيت مليون مرة البطل يقفز قفزة جانبية واسعة ليطلق الرصاص بمسدسين نحونا وهو مستمر في السقوط بالسرعة البطيئة· لو كنت لا تعرف كيف تسقط بالسرعة البطيئة فأنت لا تصلح بطلاً لأفلام الأكشن· كما رأيت فريقًا من الرجال الأشداء يتقدمون صفًا بالعرض نحو الكاميرا بذات السرعة البطيئة بينما انفجار مروع - بطيء هو الآخر - يدوي خلفهم· ولا واحد منهم يلتفت للخلف لأنهم أشداء كما تعلم· من ير هذه الأفلام يعتقد أننا نعيش في شيكاغو في عصر تحريم الخمور· لابد من قصيدة لأحمد فؤاد نجم ومظاهرة وحرق العلم الاسرائيلي·· هذه أشياء قد لا يكون لها أي دور في الفيلم لكنهم يطلقون عليها (التوابل السياسية)· وكما قلت هي توابل لهذا لا يكثرون منها حتى لا يفسد طعم الطبخة· فقط كدت أصاب بانهيار عصبي عندما عرفت أن هذا كله ليس فيلما واحدا بل عدة أفلام· والأسوأ أن هذا كله استنساخ للسينما الأميركية حتى لقطة الرجال الذين يتقدمون صفا بالسرعة البطيئة ليخربوا بيتك· هذه الأشياء فعلتها السينما الأميركية وما زالت تفعلها، لكنها بالطبع فعلتها أولاً وفعلتها أفضل بحكم الإمكانيات· عندما قدمت ساندرا نشأت فيلم (ملاكي اسكندرية) تفاءلت بهذه التقنيات الجديدة وألعاب الكاميرا، لأنها جددت بعض دماء السينما المصرية المتجمدة· المشكلة بعد هذه الأعوام أن الجميع قلد ساندرا نشأت إلى درجة أن الدماء الجديدة تجمدت بدورها! في الماضي كان الموظف هو الذي يفرض السينما التي يريد أن يراها، لهذا كان بطل الفيلم موظفا أو معلما أو محاميا· ثم بدأ نجم الحرفيين يعلو في مصر هكذا فرضوا السينما الخاصة بهم، وهي المرحلة التي اشتهرت بـ (سينما البدنجان)، ثم جاء الشباب من جمهور (المولات) الذي يريد أن يرى فيلما خفيفا يناسبه هو وفتاته، وهو مستعد لدفع التذكرة الغالية نسبيا· هكذا تكيفت صناعة السينما بالكامل لإرضاء هذا الشاب الذي يريد أن: 1- يرى بعض حكايات أصحابه في الكلية على الشاشة· 2 - يرى عدة فتيات جميلات يلبسن آخر موضة· 3- يسمع أغنية من ألبوم المطرب (شادي زبادي) الجديد· 4- يرى عدة مطاردات وسيارات تنقلب وتحترق على سبيل إخراج طاقة التخريب الدفينة فيه· 5- بعض الحوار اللاذع (الروش) والنكات اللفظية· 6- لا بأس بجزء سياسي يشعره بأنه ثائر وليس تافها إلى الحد الذي يعتقده أبوه· وهكذا تحولت صناعة السينما المصرية بالكامل ويبدو أنها ستبقى كذلك لفترة طويلة جدًا· بعض الأفلام الجادة العميقة تخرج رأسها من الحجر من فترة لأخرى مثل (ملك وكتابة) و(شقة في مصر الجديدة) و(خال من الكولسترول) و(بوابة الشمس)، لكن رأسها يقطع فورًا باعتبارها تجديفا صريحا· وبما أن أولادي لا يكفون عن مشاهدة هذه الأفلام والاستمتاع بها للمرة الألف، فليس عندي تفسير سوى أنني غبي أنجب عباقرة، أو عبقري أنجب أغبياء· الاحتمال المخيف أن نكون جميعا أغبياء ونحن لا ندرك ذلك، ويكون العبقري الوحيد هو جاري الذي أقلع نهائيا عن فتح جهاز التلفزيون· لا لم يبعه لأنه ما زال يجده مفيدا كمنضدة يضع عليها النظارة والساعة عندما ينام! زوجة أنتيكا عندما سئلت الكاتبة الإنجليزية ''اجاثا كريستي''، لماذا تزوجت واحداً من رجال الآثار؟ قالت: لأني كلما كبرت ازددت قيمة عنده· ؟؟؟ ماضٍ ومستقبل تقدم برنارد شو في حفل ارستقراطي الى سيدة جميلة، وطلب منها مراقصته لكنها رفضت، فسألها شو عن السبب، فقالت ساخرة وبترفع: ''لا أرقص إلا مع رجل له مستقبل''· وبعد قليل عادت المرأة إلى شو تسأله بدافع الفضول عن سبب اختياره لها بالذات·· فقال: ''لأني لا أرقص إلا مع امرأة لها ماضٍ''· ؟؟؟ عناد العلماء كان أديسون يقوم بأبحاثه وتجاربه الخاصة بأحد اختراعاته، فلاحظ معاونوه في المعمل أنه أجرى أكثر من مئة تجربة انتهت كلها بالفشل، ومع ذلك يصر على الاستمرار·· وسألوه ما فائدة هذه المحاولات فقال: ''فائدتها أننا عرفنا أكثر من مئة طريقة·· لا تؤدي إلى الغرض المنشود'' · ؟؟؟ في عيون الناشر أحس أحد الروائيين بقرب منيته، وكان لا يملك شيئا لأن أحد الناشرين اختار بيع مؤلفاته، ولما سألته زوجته عما يحب أن يوصي به قال لها: أرجو أن يحرق جسدي بعد مماتي وأن تحتفظي بالرماد المتخلف من ذلك لذره في عيون الناشر· ؟؟؟ دعابة ميت! كان الشاعر الإنجليزي الكبير رديارد كبلنج يطالع الصحف ذات صباح، فاذا به يجد خبر وفاته منشوراً في احدى الصحف! وفي الحال أسرع بتحرير الخطاب التالي الى صاحب الجريدة: سيدي·· لقد نشرت جريدتك اليوم خبر وفاتي، ولما كانت الجريدة من الصحف التي لا تنشر الأخبار إلا بعد التحقق من صحتها، فلا شك إذن في أن خبر موتي صحيح، ولهذا أرجو شطب اسمي من قائمة المشتركين لأن جريدتك لن تفيدني بعد اليوم ما دمت قد انتقلت إلى عالم الأموات!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©