الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انتبهوا·· الأرض تحترق

29 ديسمبر 2007 23:50
فيضانات، أعاصير، زلازل، وذوبان جليد·· أخبار المناخ باتت تحتل الصفحات الأولى من الجرائد، وتشغل حيزا من نشرات الأخبار يزداد يوما بعد يوم · صارت الأرض تنتفض والبرد يزور أماكن لم يعرفها من قبل والمطر يهطل على صحارى لم تتذوق الماء وماتت منذ عقود·· الكل ينادي ويشجب ويستنكر ، فما يحصل في الأرض من تغيرات مناخية لم يعد في حدود المعقول·· لكن ما هو التغير المناخي؟ وكيف استطاع أن يكون الرعب القادم للكوكب الجميل؟ منذ القصة القديمة لثقب الأوزون التي لم تعد دارجة كثيرا اليوم وعلماء المناخ يحذرون من خطورة الاحتباس الحراري الذي يعيشه العالم، والغريب أن الكثيرين يجهلون لليوم ما هو الاحتباس الحراري وما هي أضراره· الاحتباس الحراري الاحتباس الحراري ظاهرة بيئية تضمن إدامة الحياة البشرية فوق كوكب الأرض، لأن احتباس الغازات الحراري يحول دون ضياع وتبدد الطاقة الحرارية التي تصل إلى الأرض من الشمس، ولولا ذلك لكان معدل درجات الحرارة فوق كوكبنا في حدود 18 درجة مئوية تحت الصفر بدلا من 15 درجة مئوية فوق الصفر· تحتبس الحرارة بفعل مجموعة من الغازات بنسب طبيعية متوازنة مما سيساعد على تهيئة أجواء مناخية على سطح الأرض ملائمة لمتطلبات الحياة· لكن النشاط البشري أصبح يؤثر بشكل كبير في هذه الظاهرة، ويتسبب في زيادة حجم الغازات التي تسهم في ظاهرة الاحتباس الحراري الذي يخل بالتوازن الطبيعي، ويهدد بمشاكل وتعقيدات بيئية وصحية بالغة الخطورة· ومن أبرز تلك الغازات الخطرة: ''بخار الماء، غاز ثاني أوكسيد الكربون، الميثان، غاز فلوريد الكلور''، وتنجم هذه الغازات عن احتراق المواد القابلة للالتهاب التي تستعمل كوقود (البترول، الغاز الطبيعي، الفحم) ما سيؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة فوق سطح الأرض، والتي أدت وستؤدي بدورها إلى ارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات بنحو (10-20 سم)، والى ازدياد العواصف البحرية والأعاصير والفيضانات، ولذا يتوقع خبراء الجيولوجيا والبيئة أن التغيرات التي طرأت على كوكب الأرض خلال 50 عاما المقبلة تعادل حجم التغيرات لمدة 4 ملايين سنة بفعل العامل الطبيعي· السبب كما يرى العلماء هو الاستنزاف غير المسبوق لموارد الأرض في العقدين الماضيين والذي ما زال مستمرا إلى اليوم، ولهذه الأسباب عصفت الحرائق الخطيرة بغابات الأرض نتيجة للحرارة، رغم أن العالم في قمة الأرض التي انعقدت في ''ريو دي جانيرو'' عام 1992استطاع أن يمضي خطوة للأمام فيمنع الغازات المنبعثة من المصانع وبعض الكهربائيات ومن عوادم السيارات أيضا عن طريق سن القوانين المختلفة، لكن هذه الخطوات لا تبدو كافية مع ازدياد ظواهر التغير المناخي الذي صار يؤكد أن حرارة الأرض ارتفعت ودقت ناقوس الخطر، خاصة أن الدول التي اتفقت على الورق لم تستطع الاتفاق فعليا على التغيير الذي بدا وكأنه يحتاج لقرار سياسي صعب· فالمجمعات الصناعية وشركات الطاقة في العالم خاصة في الدول الصناعية الكبرى تستثمر أرقاما فلكية من الدولارات في مشاريع عملاقة· ولا يزال الوقود الأحفوري ''النفط'' هو المصدر الأساسي للطاقة، وسيظل مصدرا أساسيا لها لزمن طويل قادم، لأنه يشكل ما قيمته 80% من إجمالي مصادر الطاقة· أي أن الاعتماد الأكبر سيظل على النفط والغاز والفحم، بينما لا تزيد مساهمة مصادر الطاقة البديلة من الوقود العضوي والطاقة الشمسية والريح على نسبة ضئيلة من الطلب· لذلك فإن انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون سيستمر، وسيستمر معه ارتفاع حرارة الأرض والتغيرات البيئية· من جهة أخرى، يرتبط كل ما سبق بالزيادة الكبيرة لسكان الأرض، لأن إجمالي عدد سكان الكوكب كما ذكرت آخر الإحصائيات يصل إلى 6,6 مليون نسمة أي أن عدد سكان العالم زاد بنسبة 35 % منذ منتصف الثمانينات· لكن الرقم سيصل بحلول عام 2050 إلى تسعة مليارات حسب التقديرات· الوجه القبيح هذه الأسباب جميعا بدأت تشكل الوجه القبيح من تغير المناخ، فقد ذكرت منظمة الإغاثة البريطانية ''اوكسفام'' أن عدد الكوارث الطبيعية المرتبطة بالمناخ ارتفع أربعة أضعاف منذ الثمانينيات، وان على البشرية الاستعداد أكثر لمواجهتها· ويقول جون ماكجراث، احد مسؤولي ''اوكسفام''، إن الناس صاروا يعيشون في الغابات والأدغال والجبال، وهي المناطق الأكثر عرضة للأمطار الطوفانية التي تدفع بدورها السكان للنزوح، وهي حلقة مفرغة تزيد البؤس والفقر· وتقول ''اوكسفام'' إن الاحتباس الحراري مسؤول عن أعداد متزايدة من الكوارث الطبيعية، حيث تشهد الأرض حوالي 500 منها كل عام، بالمقارنة مع حوالي 120 قبل 20 عاما· وفيما يخص الفيضانات تحديدا، تقول المنظمة إن عددها تزايد ستة أضعاف خلال نفس الفترة، مضيفة أن احتمال حدوثها يزيد بسبب فترات الجفاف الطويلة التي تتلوها أمطار طوفانية· اعتراف دولي في نوفمبر الماضي أصدر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي- مون تقريرا رسميا عن التغيرات المناخية يحذر من احتمالات زيادة مفاجئة في درجات حرارة الأرض، ويقول بيل هاري عالم المناخ الاسترالي وأحد معدي التقرير: إن هذا التقرير هو الأقوى الذي تصدره اللجنة الدولية للتغير المناخي، لكنه يوضح أنه ''لا يزال هناك وقت لتدارك الوضع''· ومن بين الاستنتاجات الرئيسة التي توصل إليها التقرير أن التغير المناخي بات ''مؤكدا ولا مجال للتشكيك فيه''، وأنه من المرجح بنسبة تزيد على 90 % أن يكون انبعاث غازات الاحتباس الحراري بفعل البشر السبب الرئيس في تغير المناخ، وأن تداعيات ذلك يمكن تقليصها بتكلفة معقولة''· وخلص التقرير إلى انه ''يحتمل أن تكون نسبة من 20 إلى 30 % من الكائنات التي شملتها الدراسة حتى الآن أكثر عرضة للفناء إذا تجاوز متوسط زيادة درجة حرارة الأرض 1,5 إلى 2,5 درجة مئوية مقارنة مع متوسط الفترة 1980-·''1999
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©