الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المسلمون ينتظرون برعب مغادرة بوسانجوا في أفريقيا الوسطى

المسلمون ينتظرون برعب مغادرة بوسانجوا في أفريقيا الوسطى
22 فبراير 2014 00:47
بوسانجوا، أفريقيا الوسطى (أ ف ب)- لم يبق منهم سوى المئات تجمعوا فعليا في مخيم أُقيم على عجل يفتقرون فيه لكل شيء ويخافون من الجميع. لم يعد المسلمون القلائل الذين ما زالوا في بوسانجوا ينتظرون بخوف شديد الفرار من أفريقيا الوسطى. ويبدو منجو جيمي بتجاعيد وجهه، أكبر من سنه (58 سنة) وقد طغى الشيب على لحيته الصغيرة. ولمنجو زوجتان و12 ابنا وبنتا فر معظمهم من بوسانجوا (250 كلم شمال غرب بانجي) قبل أسبوعين في شاحنات رافقها جنود تشاديون أرسلتهم نجامينا لحماية مواطنيها وغيرهم من المسلمين. وقد توجهوا إلى مخيم المفوضية العليا للاجئين في «غور» بتشاد على مسافة 225 كلم من هناك، على الجانب الآخر من الحدود. وقال الرجل الذي ولد في بوسانجوا ولم يغادرها يوما إن عناصر «الانتي بالاكا (المليشيا المسيحية) دمروا كل شيء، يأتون كل يوم يهددوننا، إنهم مسلحون». وأضاف «لو توفرت شاحنة لرحلت أُريد شاحنة نحو تشاد أو الكاميرون، نحو الأمان». وقد قَسَّمت أعمال العنف التي تهز بوسانجوا منذ أشهر هذه المدينة إلى قسمين دافعة بآلاف المدنيين إلى مخيمات النازحين. وفي ديسمبر كان عدد المسيحيين المقيمين من حول الأسقفية أربعين ألفا، بعدما فروا من تجاوزات حركة «سيليكا» التي تضم غالبية من المسلمين الذين استولوا على السلطة في بانجي في مارس 2013. وعلى مسافة كيلومتر من هناك وعلى الجانب الآخر من الطريق لجأ سبعة آلاف مسلم إلى مدرسة «ليبيرتيه» فرارا من انتقام الميليشيات المسيحية. لكن من حينها عاد العديد من المسيحيين إلى المدينة وانخفض عدد النازحين في مخيم الأسقفية غير أن 15 ألفا ما زالوا يقيمون فيه تحت خيام نصبت على عجل. ومن جانب المسلمين، فقد فر العديد منهم من البلاد ولم يبق منهم سوى ألف كلهم نازحون ويشعرون برعب. وبلغ التوتر بين المجموعتين أقصاه وأصبح «الرعب شاملا» كما قال مسؤول الأسقفية فريديريك تونفيو. ويقول المسلمون إن منازلهم نُهبت وأُحرقت ودُمر جامعهم ويقولون إن «الانتي بالاكا» يمنعونهم من العمل في السوق المركزية التي استأنفت نشاطها هذا الأسبوع بعد انقطاع دام أشهرا. وأوضح إمام المخيم لمسؤولة المفوضية العليا للاجئين فاليري أموس التي زارت الموقع أمس الأول «نحن عالقون ومهددون في كل مكان، لا يمكن لأي مسلم أن يتنقل في الأحياء أو يذهب إلى المستشفى». وأضاف الإمام المسن أن «الوضع صعب، لم يبق لدينا طعام ولا يمكننا أن نعمل، نطلب منكم أن تنقلونا إلى تشاد». وقالت خديجة رئيسة المخيم إلى المسؤولة الأممية «اليوم حالوا دون وصول بضائع إلى المخيم، لم يبق لنا سكر ولا طعام». وفي المعسكر المقابل تحدث مسؤول الأسقفية عن مسيحيين «من دون منازل» «مرعوبين»، خائفين من الجنود التشاديين المعروفين بقربهم من المسلمين ومن «الانتي بالاكا» الذين يفترض أن يحموهم. وقال إن مربيي المواشي المسلمين «من قبائل البول مسلحون في الأدغال». وقال سيدو كامارا منسق صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في المدينة «خلال الأيام الأخيرة انتشرت حالة رعب كبيرة في بوسانجوا». وأضاف «منذ أن قدمت شاحنات تشادية يعيش المسلمون في حالة من الهلع وبدأ المسيحيون يعودون إلى ديارهم، وكأنه تطهير ديني، هذه هي الحقيقة». وروى كامارا بتأثر أن «المسلمين يتعرضون إلى الرعب والتهديد. لقد منعوا من التنقل حتى أدركوا أنه يتعين عليهم الرحيل». وقال إنه في 13 فبراير وصلت آلية مكشوفة مليئة بـ«الانتي بالاكا» المدججين بالسلاح إلى المدينة وبدأوا يقومون بدوريات «وبقوا هناك من حينها، وليس واضحا ما يفعلون لكن لديهم قاذفات صواريخ». من جانبها قالت فاليري اموس إنها خرجت من زيارتها إلى بوسانجوا «مصدومة.. بالمنازل المحروقة والسكان المرعوبين والمدنيين الأبرياء الذين يتعرضون إلى أعمال العنف بكل قسوة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©