الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الإسكان المتوسط·· حاضر في الطلب ·· غائب في العرض

الإسكان المتوسط·· حاضر في الطلب ·· غائب في العرض
30 ديسمبر 2007 00:09
ندرة مشاريع الإسكان المتوسط ومحدود الدخل أبرز معالم أزمة السكن وارتفاع الإيجارات السكنية في أبوظبي خاصة والإمارات عامة· وعلى الرغم من أن الطبقة الوسطى من مهنيين وفنيين وعمالة أجنبية تمثل الشريحة الأكبر في المجتمع، وكذلك في هيكل الطلب على الإسكان، إلا أن المعروض من الإسكان الذي يلبي احتياجاتها نادراً، وفي الوقت الذي تنهمر فيه الاعلانات عن المشاريع السكنية الفاخرة يوميا، يندر الإعلان عن مشاريع للإسكان المتوسط، الأمر الذي يمكن القول معه إن الإسكان المتوسط يلعب بجدارة دور ''الحاضر الغائب'' في سوق الإيجارات والإسكان في الدولة· وفي ظل هذه الصورة لعل التساؤل المطروح يدور حول أسباب غياب الإسكان المتوسط خلال السنوات الماضية من عمر الطفرة العقارية في الدولة، وإلي أي مدى يؤثر هذا الغياب على قضية الإيجارات، وكيف يؤثر التركز الكبير في مجال الاسكان الفاخر على التنمية العمرانية·· التحقيق التالي يجيب عن هذه الأسئلة وغيرها· للسكن المتوسط في الإمارات شكلان أولهما سكن تمليك لمدة تصل إلى 99 سنة ويصل سعر الوحدة السكنية أو الفيلا منه ما بين 200 ألف درهم إلى 700 ألف درهم، وتقود هذا النوع من الاسكان شركة ''منازل'' العقارية في أبوظبي والتي تتبنى تنفيذ مشاريع داخل الدولة وخارجها بقيمة 40 مليار درهم خلال السنوات الخمس المقبلة· أما الشكل الثاني فهو سكن متوسط للإيجار، وتكلفت حكومة أبوظبي خلال السنوات الماضية ببناء هذا النوع من السكن عن طريق دائرة المباني التجارية، وشهدت الأعوام الثلاثة الماضية تراجعاً كبيراً في هذا النوع، حيث لم يزد عدد المباني الجديدة عن 23 مبنى، وقامت لجنة التمويل في أبوظبي مؤخراً بتمويل 250 بناية جديدة يتم الانتهاء منها خلال عامين، وتضم بنايات للسكن المتوسط لكن أغلبها سكن فاخر، وبدأت دائرة العقارات في دبي خلال الفترة القليلة الماضية توفير هذا النوع من السكن، حيث أنجزت نحو 2000 وحدة سكنية بقيمة إيجارية تتراوح بين 30 ألفا و47 ألف درهم، وأنجزت شركة ''نخيل'' مشروعاً في المدينة العالمية ''انترناشيونال سيتي'' يتضمن 6500 وحدة سكنية متوسطة بقيمة إيجارية بلغت نحو 31 ألف درهم، وتم رفعها لاحقا إلى أكثر من 45 ألف درهم، وانتهت مراحل من هذا المشروع ومازالت هناك مراحل تنجز· وتكشف الإحصائيات التي تم التوصل إليها أن عدد الوحدات السكنية التي تنتمي إلى فئة الإسكان المتوسط المعلن عنها خلال العامين 2006 و2007 لا يزيد عن 11 ألف وحدة سكنية في أبوظبي ودبي، بينما الطلب على هذا النوع يتضاعف خاصة أن غالبية المقيمين في الدولة يتجهون لهذا النوع من السكن حيث يتلاءم مع رواتبهم، وتقدر دراسة علمية فجوة الطلب خلال هذين العامين بنحو 157 ألفا و569 وحدة سكنية· وإذا أضفنا إلى ذلك أن وزارة العمل أصدرت خلال الفترة من يناير 2006 إلى سبتمبر 2007 مليونا و735 تصريح عمل لعمالة جديدة منها 900 ألف تصريح خلال العام الماضي، فإن الطلب على السكن المتوسط يتضاعف بصورة كبيرة، خاصة أنه من بين 107 مشروعات عقارية جديدة تم إطلاقها في الإمارات خلال عام 2007 بتكلفة إجمالية بلغت 342مليار درهم لم يزد عدد مشاريع الإسكان المتوسط عن مشروعين في أبوظبي ودبي أطلقتهما شركة ''منازل'' العقارية· ومن المتوقع أن تتزايد فجوة الطلب خلال السنوات الخمس المقبلة لتصل إلى 726 ألفا و816 وحدة سكنية· ووفقاً لدراسات أجرتها شركات عقارية وتسويقية، فإن حجم مشاريع الإسكان المتوسط تتراوح بين 1% إلى 5% على أحسن تقدير، بينما أكثر من 95% من المشاريع المعلن عنها تنتمي للإسكان الفاخر الذي أدخل مفاهيم وتقاليد جديدة للحياة في الإمارات، وتروج الشركات العقارية لهذا النوع من السكن بدعايات ضخمة تؤكد كلها على الحياة المرفهة والخيالية وطرحت أشكالاً ونوعيات جديدة من الوحدات مثل ''الشقة الدوارة'' و''الوحدات الذكية''، التي تدار عبر الإنترنت، والشقة ذات المساحة الكبيرة التي تغطي مساحتها طابقاً كاملاً، وانتهاءً بالشقة المزودة بمصعد خاص تتعرف على الساكن لتسمح له بالصعود، ويتراوح سعر الوحدة السكنية من هذا النوع من 3 ملايين إلى 30 مليون درهم· ولاحظ تقرير لشركة ''دايموند ديفلوبرز'' للتسويق العقاري أن 95% من المشاريع الجديدة التي تم عرضها في معرض ''سيتي سكيب دبي'' الماضي تندرج تحت عنوان ''العقارات الفاخرة''، بينما كان حضور مشاريع الإسكان المتوسط خجولاً للغاية، وكما هيمنت مشاريع الإسكان الفاخر على معرض ''سيتي سكيب دبي'' فقد سيطرت أيضا على معرض ''سيتي سكيب أبوظبي'' الأول خلال مايو الماضي، حيث عرضت كل الشركات باستثناء ''منازل'' مشاريع أبراج فاخرة جداً في مناطق الجزر بإماراتي أبوظبي ودبي· ويرجع خبراء العقارات وشركات التسويق العقاري سيطرة مشاريع الإسكان الفاخر على جانب العرض في سوق الإسكان إلى أن المستثمرين في القطاع الخاص يسرعون في إطلاق المشاريع الفاخرة عندما تسنح لهم فرصة لتطوير قطعة أرض في مختلف إمارات الدولة خاصة أبوظبي ودبي، لأن المستثمر يسعى الى الحصول على أعلى عائد لاستثماره· وتختلف وجهات نظر مسؤولي شركات التطوير العقاري حول الطلب على مشاريع الإسكان الفاخر، حيث يري البعض أن هذه المشاريع تعيش حاليا مرحلة كساد وسوف تتفاقم حالة كسادها خلال السنوات الخمس المقبلة، وأن الطلب على هذا النوع من السكن يشهد تراجعاً بسبب زيادة أعداد وحداته إلى جانب طرح مشاريع جديدة بين الحين والآخر تتمتع بمواصفات أفضل، بينما يرى آخرون أن هناك طلباً متزايداً على هذه النوعية من السكن وأنها لا تشهد كساداً على الإطلاق، وأن الطلب عليها مستمر في ظل توافر سوق خصبة لها، كما أن عائد الاستثمار في العقار الفاخر أعلى من المتوسط· غياب إحصائيات الطلب أثنى سعادة ضاحي السويدي، الوكيل المساعد للشؤون الإدارية والمالية في إدارة المباني التجارية، على توجه شركات التطوير العقاري الجديدة في أبوظبي إلى مشاريع الإسكان المتوسط، مشيراً إلى وجود طلب كبير على هذا النوع من السكن في أبوظبي لكن لا توجد إحصائيات دقيقة عن حجم الطلب ونوعيته، إلا أنه يؤكد أن أبوظبي بصفة خاصة والإمارات بصفة عامة تحتاج إلى الإسكان الفاخر والمتوسط معاً· قائلاً: ''كما أن هناك أبناء الطبقة الوسطى من مهندسين وأطباء وغيرهم تنشد الإسكان المتوسط، فهناك فئة المديرين والقيادات الكبيرة في الدوائر المحلية والاتحادية والخبرات الأجنبية التي تفد إلى أبوظبي وهي تفضل السكن الفاخر، لكن الواضح أن الإقبال على السكن المتوسط كبير للغاية، ولا يتوفر لدينا حالياً في إدارة المباني التجارية أي وحدات سكنية غرفة أو غرفتين والطلب حاليا أكبر من العرض بكثير''· وأشاد باستمرار حكومة أبوظبي في تمويل المباني التجارية، موضحاً أن المشاريع التي تم إطلاقها أخيرا وعددها 250 بناية سكنية جديدة في أبوظبي والمصفح والعين والمقرر إنجازها خلال عامين تضم بنايات للسكن المتوسط وبعضها للسكن الفاخر أيضا، والمهم أن تجري الجهات المعنية دراسات مستفيضة حول احتياجات الطبقة الوسطى من السكن بدقة ويتم توفير احتياجاتها، حيث إن الإمارة تطبق حالياً خطة تنموية غير مسبوقة تجذب الكفاءات البشرية في مختلف المجالات سواء مواطنة أو وافدة· مشروعات لـ صروح قريباً أكد منير حيدر، الرئيس التنفيذي لشركة ''صروح'' العقارية، التي تطور مشروع ''شمس أبوظبي'' الفاخر، أن سوق السكن الفاخر لايشهد كساداً على الإطلاق، بل العكس هناك إقبال كبير على هذا النوع من السكن، حيث يتم حجز الوحدات السكنية الفاخرة بسرعة، كما حدث في مشروع ''شمس أبوظبي''، وأن الدراسات التي أجرتها الشركة تؤكد أن سوق أبوظبي فقط يحتاج إلى 100 ألف وحدة سكنية من هذا النوع، فضلاً عن أن الأسعار التي تطرحها ليست مرتفعة· قائلا: ''لا يجوز أن نبني إسكانا متوسطا في واجهات بحرية خلابة، وبلاشك فإن موقع المشروع هو الذي يحدد نوعيته هل هو إسكان فاخر أو متوسط''· وأوضح منير أنه لم يغب عن بال الشركة الإسكان المتوسط خاصة وأن له شريحة كبيرة من السكان، كاشفاً النقاب عن أن ''صروح'' تدرس إطلاق مشاريع من هذه النوعية قريباً، وأضاف: ''المهم أن نطرح مشاريعنا سواء كانت فاخرة أو متوسطة بأسعار جيدة''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©