الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصائغون العرب يعيدون بيع المجوهرات في المنطقة عن طريق أوروبا

الصائغون العرب يعيدون بيع المجوهرات في المنطقة عن طريق أوروبا
30 ديسمبر 2007 00:12
قبل بضع سنوات، حققت الفنانة التشكيلية عزّة فهمي شهرة واسعة في مصر كلها كأفضل مصممة للحلي والمجوهرات· وعندما دفعها طموحها إلى اجتياح السوق الخليجية العربية بنتاجها الفني المتميز، اصطدمت بواقع لم يكن في حسبانها عندما استنتجت أنه لا بدّ لإبداعاتها من القطع الفنية النادرة أن تمرّ عبر أوروبا أولاً· ونشرت صحيفة (ذي وول ستريت جورنال) في عددها الصادر يوم أمس السبت تقريراً بقلم المحللة مريم فام تناولت فيه الصعوبات التي تحول دون انتشار الفن العربي لصياغة المجوهرات بين البلدان العربية المختلفة؛ ونقلت عن فاطمة غالي، ابنة عزّة فهمي والمديرة الإدارية لشركة (مجوهرات عزة فهمي)، حديثها عن تجربتها في هذه الصناعة المربحة حين قالت: (لقد لاحظت أن هناك شرطاً لابد من الامتثال له حتى تتمكن قطعنا الفنية من الدخول إلى اسواق دول الخليج العربي، وهو أنه ينبغي لها أن تنضوي تحت شعار إحدى العلامات التجارية العالمية المعروفة· وهذا يفرض علينا افتتاح فرع لنا في أوروبا أو الولايات المتحدة)· وهناك ظاهرة اقتصادية واضحة بقوة الآن وتكمن في أن اكتساب السمعة القوية والمصداقية في مراكز التسوق العالمية كباريس ولندن ونيويورك أصبح شرطاً أساسياً بالنسبة للمصممين العرب لإطلاق أعمالهم وإبداعاتهم في الأسواق العربية المجاورة لهم؛ وهذا ما يعرف عند العرب باسم ''عقدة الأجنبي''· وتوحي هذه العقدة للغالبية العظمى من الناس بالشعور الظاهري من أن العلامات والماركات الغربية وخاصة فيما يتعلق بالسلع والأشياء الثمينة، مضمونة وتتميز بالمصداقية والاعتمادية· والآن، يبدو أن بعض كبار المصممين البارعين في العالم العربي بدأوا يسجلون نجاحاً في فكّ هذه العقدة· وعبرت عزّة فهمي عن اقتناعها بحدوث هذا التحوّل الإيجابي في الرؤى من خلال إشارتها إلى أن صيت العديد من المصممين العرب بدأ في الذيوع والانتشار في الأسواق التي بقيت تعدّ معاقل للمبدعين الغربيين منذ عقود وأجيال· وينقل التقرير عن السيدة فهمي أيضاً قولها إن بيع منتوجاتها الإبداعية من العقود والخواتم والأقراط المصاغة بكل دقة بأيد خبيرة في أسواق الدول الغربية الشهيرة، أصبح يمثل (تكتيكاً) جديداً لأنه يعدّ خطوة وسيطة لإعادة بيع هذه القطع تحت أسماء وعلامات شهيرة في بلدان الخليج التي تنعم بوفرة مالية لم يشهدها بلد في العالم من قبل بسبب الطفرة التي تشهدها أسعار النفط· وبسبب هذه التطورات المهمة، أصبح منتجو كافة أنواع السلع والخدمات ذات السعر الباهظ في العالم أجمع يبحثون في تبني الاستراتيجيات والخطط التي تضمن لهم التسلل إلى الأسواق الخليجية لتصريف منتجاتهم· وتعلق فهمي على هذه الظاهرة بالقول: (لابد لنا من استهداف طبقات النخبة الخليجية التي اعتادت على شراء ماركات عالمية شهيرة مثل بلجاري وكارتييه وغيرهما)· وبالطبع، لم تكتف عزّة فهمي التي بلغت عامها الثاني والستين بتقديم طروحاتها النظرية لهذه المسألة التسويقية الحساسة، بل قررت الظهور والتألق في قلب السوق اللندنية· وتمكنت من الاتفاق مع المصمم الإنجليزي الشهير جوليان ماكدونالد لعرض منتجاتها إلى جانب إبداعاته من القطع الفنية ضمن فعاليات (أسبوع الموضة) الذي نظم في لندن مؤخراً، وهي تفكر الآن في عرض مجوهراتها في بعض الأفلام التي تنتجها هوليوود· وما ينطبق على فن صناعة المجوهرات في مصر، ينسحب أيضاً على بقية الدول العربية· ومن ذلك مثلاً أن الفنانة الأردنية لما حوراني المتخصصة في تصميم المجوهرات، فضلت بيع منتجاتها المتميزة في أسواق بيع الملابس الشهيرة بمدينة ميلانو الإيطالية بعد أن باعت بعض أهم هذه القطع للمتاحف الأميركية وعرضت بعضها الآخر في اشهر محال بيع المجوهرات الباريسية· وما هذه الظاهرة إلا دليل على ضرورة تشكيل حسّ ناقد موضوعي وغير متحيّز عند المستهلكين العرب حتى يتمكن من إنصاف المبدعين العرب والأجانب والتحلل من (عقدة الأجنبي)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©