السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

تفوق الفجيرة ·· وصعد الشارقة

تفوق الفجيرة ·· وصعد الشارقة
30 ديسمبر 2007 00:19
بواقعية شديدة وعلى طريقة ''رحم الله امرءاً عرف قدر نفسه'' خاض الفجيرة غمار المواجهة التي جمعته أمس الأول مع الشارقة في ربع نهائي الكأس فحقق أفضلية تكتيكية واضحة وخانته الخبرة فخسر بهدف قبل ربع ساعة من النهاية وخرج بكبرياء من المسابقة فاستحق تحية وتقديراً خاصاً أكثر مما استحقه الملك الشرقاوي صاحب الإمكانات والخبرات والذي كان هدفه الوحيد هو أفضل ما قدمه في لقاء تخلى فيه عن السيطرة وحلاوة الأداء واكتفى بصعود صعب الى الدور قبل النهائي الذي يلاقي فيه الوصل· وبالقياس الى فريق يلعب في الدرجة الثانية وبفريق أغلب عناصره جديدة من شباب صغير السن فإن الفجيرة - نظرياً - قد حقق فوزاً ملحوظاً على الشارقة حيث تفوق في أكثر من جانب·· فقد استطاع الفريق أن يحقق تلاحماً بين الخطوط معتمداً على حشد أكبر عدد من لاعبيه في الوسط فسيطر أغلب الوقت على منطقة المناورات ومنها استطاع تأمين دفاعاته مبكراً مع الاحتفاظ بقدرة هجومية ملحوظة محققاً بذلك معادلة تكتيكية سليمة لم يغفل خلالها الجانب الهجومي بل إنه فعلياً لعب بثلاثة مهاجمين في شكل مثلث رأسه كريم بن وناس وقاعدته كريم كركار وعبيد ناصر مع مرونة تسمح للجناحين بالتقدم سواء يوسف خلفان على اليمين أو سهيل سالم في اليسار وبذلك لا يمكن القول إن هذا التكتيك اعتنى بالدفاع وحشد أكبر عدد ممكن في الخلف دون شق هجومي على طريقة ما عهدناه في صدام الدرجة الثانية بفرق الدرجة الأولى· أيضاً استطاع الفجيرة إيقاف مفاتيح الخطورة في الشارقة عن طريق رقابة فعالة لكل من مسعود شجاعي وأندرسون بواسطة مبارك حسن ومصطفى عبدالله مع تدخل سريع من سعيد راشد محور الارتكاز للمساندة وبقاء طارق يوسف الليبرو للتغطية خلف أي خطأ محتمل مع الاحتفاظ بحلقة وصل لربط الخطوط واتخاذ المبادرة الهجومية من الوسط عن طريق عبيد الهاشمي وبذلك تقاربت خطوط الفريق وأجاد التمركز الدفاعي والتحول الهجومي وتقاربت خطوطه بصورة واضحة وتفوق في معدل الجري نتيجة الجهد الكبير الذي بذله لاعبوه في كل المساحات ولم يترك أرضاً يناور عليها منافسه فصبغ المباراة باللون الذي أراده أغلب الوقت· على الطرف المقابل لم يتمكن الشارقة من الإفلات من سياج الرقابة اللصيقة على عناصره المؤثرة ورغم أنه لعب بثلاثة مهاجمين هم شجاعي ونواف مبارك وأندرسون ومن خلفهم مباشرة طارق أحمد الذي خرج في الدقيقة 68 وحل محله سعيد الكاس، إلا أن الفريق لم يستطع خلخلة دفاع الفجيرة وربما كان أفضل ما قدمه بخلاف الهدف الذي أحرزه الكاس بعد تسع دقائق من اشتراكه تلك الكرة القوية التي أرسلها أندرسون في الدقيقة 63 وارتدت من أسفل القائم· وركن الشارقة الى طريقة 4/3/3 وطبقها بصورة كلاسيكية معتمداً على محوري ارتكاز هما خليفة المنصوري وأحمد كاظم يتقدمهما طارق أحمد في انتشار يبدو هجومياً على الورق، غير ذي جدوى على أرض الملعب إلا عندما بذل اللاعبون جهداً أكبر في الشوط الثاني، ورغم ذلك أيضاً ظل التنظيم الدفاعي للفجيرة صلباً متماسكاً ولا يمكن القول إن الهدف كان نتيجة طبيعية لضغط متواصل استطاع خلخلة الدفاع· لقد كانت المباراة درساً في التواضع حيث لعبها الفجيرة مدركاً الفوارق الواسعة مع منافسه صاحب الخبرة والمهارات الفردية والعناصر الأجنبية المحترفة رفيعة المستوى، لذلك وجه دفة المباراة وتحكم في إيقاعها بعكس الشارقة الذي لعب مدركاً هذه الفوارق ولم يتواضع أمام منافسه فكاد يقع في المحظور لولا ''هدف الكاس'' والتوفيق الذي حالف سعيد· فاندرليم مدرب الشارقة بعد الفوز: لا يشغلني الوصل الآن·· الأهلي أهم! بينما ظل لاعبوه يتسربون سريعاً الى غرف تبديل الملابس عقب المباراة العصيبة بقي فاندرليم مدرب الشارقة على أرض الملعب وحيداً وكأنما يتأمل الموقعة وبقايا الميدان، وتتطاير خيالاته مع دخان سجائره المتعاقبة·· وعندما حاصرناه اعترف من دون مكابرة بأن المباراة كانت حقاً صعبة لكنه في النهاية استطاع أن يدرك الفوز، ولو كان بغير أداء شأن الطابع العام لمباريات الكؤوس التي لا خيار فيها للفرق إلا الفوز حيث لا مجال للتعويض، واعتقادي أن بوسعنا أن نقدم الأفضل في المباريات المقبلة· وعن لقاء الوصل في نصف نهائي المسابقة قال فاندرليم إن ما يشغلني الآن هو لقاء الأهلي في الأسبوع الثامن للدوري وهو لقاء لن يكون سهلاً على الإطلاق خاصة بعد فوز الأهلي وصعوده هو الآخر الى نصف نهائي الكأس على حساب فريق الوحدة، وهو فوز له قيمة كبيرة من دون شك ويجعل الأهلي في حالة من النشوة والتفاؤل والروح العالية تدفعه لتقديم أفضل ما عنده خلال المواجهة المقبلة مع فريقي·· هذا لا يعني أن اللقاء أصعب من مواجهة الوصل بعد ذلك في الكأس فكل المباريات صعبة خاصة مباريات الكؤوس· وعودة الى مباراة الفجيرة قال فاندرليم إن فريقي لم يقدم كرة قدم حقيقية في الشوط الأول ولم يكن أداؤه مقنعاً وبدا اللاعبون كما لو كانوا قد نسوا أو تناسوا كل التعليمات الفنية التي تلقوها أثناء فترة الإعداد للمباراة، ومن هنا كانت لي معهم وقفة مهمة ما بين الشوطين وقلت لهم عليكم أن تلعبوا كرة قدم حقيقية فقد كنتم الأدنى على الرغم من أنكم أصحاب القدرات والإمكانات الأفضل لأنكم لم تطبقوا التعليمات بصورة صحيحة وإذا لم تحرزوا هدفاً خلال أول 20 دقيقة من الشوط الثاني فسوف أكون مضطراً لإجراء تغييرات في الوسط وسيكون اللقاء أكثر صعوبة· وأضاف: إن هذا ما حدث بالفعل وتعمدت إجراء تغييرات متعاقبة في خط الوسط ودفعت باللاعب سعيد الكاس واستطاع الفريق أن يتحول الى هجوم أكثر فاعلية ووصل الى مرمى الفجيرة في عدة مناسبات أخطرها الكرة التي انطلقت بلمسة سريعة من شجاعي الى الكأس وانتهت بهدف الفوز· وقال: لقد كان فريقي الأفضل إجمالاً خاصة في الشوط الثاني الذي لعبنا فيه بثلاثة مهاجمين صرحاء على الرغم من سقوط شجاعي الى الخلف لأنه يصبح أكثر خطورة وتأثيراً عندما يتقدم من الخلف للأمام، واضطررت لسحبه في نهاية المباراة لأنه كان ينسى نفسه ويتقدم كرأس حربة فيما لم يكن الدور المحدد له كذلك، بل كانت التعليمات أن يبقى في الوسط مع كل كرة وأن يكون حلقة وصل مؤثرة مع الهجوم لكنه أفرط في التقدم وغادر مواقعه المتفق عليها فاضطررت لاستبداله باللاعب عبدالعزيز صنقور الذي أدى ذلك الدور بالتزام واضح وكان مؤثراً في منطقة المناورات وهذا ما كنا بحاجة إليه· واختتم فاندرليم بأن الهدف وإن كان قد تأخر إلا أن الفوز في الوقت الأصلي للمباراة أفضل كثيراً من الوصول الى وقت إضافي أو ضربات ترجيح لأن المباراة في هذه الحالات تصبح خارج نطاق السيطرة وتبقى مفتوحة لكل المخاطر والاحتمالات خاصة مع حالة الإرهاق والتعب التي تصيب اللاعبين· مكافأة إجادة للاعبي الفجيرة سيد عثمان: قرر مجلس إدارة نادي الفجيرة برئاسة ناصر اليماحي صرف مكافأة إجادة لفريق الفجيرة بعد أدائه القوي أمام الشارقة بمنافسات الكأس· وأكد ناصر اليماحي أن المكافأة تأتي كتقدير من الإدارة للأداء الرجولي لجميع اللاعبين وعدم تقصيرهم وأدائهم المشرف أمام الشارقة رغم الهزيمة· وأكد عبدالله بن قانون نائب رئيس مجلس الإدارة أننا رغم الهزيمة بهدف نظيف ووداعنا بالتالي منافسات الكأس إلا أننا هنأنا جهازنا الفني بقيادة ثائر جسام واللاعبين على الأداء الرائع خلال اللقاء، وكان جميع اللاعبين نجوماً بلا استثناء وكان من الممكن أن ننهي اللقاء لصالحنا وبخاصة عندما انفرد يوسف خلفان وجهاً لوجه بحارس فرقة النحل ولكننا لا نلوم بن خلفان فهو لاعب صاعد من فريق 18 سنة وننتظر له مستقبلاً كبيراً مع صقل خبراته· مدير فريق الشارقة: لم نقدم مستوانا المعروف أكد بدر أحمد مدير فريق الشارقة أنه راهن قبل المباراة على اللاعب سعيد الكاس وأكد للجميع أنه سيقود الفريق الى الفوز وسيحرز هدفاً مؤثراً·· وأشار الى أن رهانه قد نجح وقال: لقد باركنا للكأس عودته من الحج وهدفه الذي صعد به· واعترف بدر أحمد بأن فريقه لم يقدم عرضاً يوازي مستواه، وقال إننا لم نلعب كرة جيدة لكننا في النهاية خرجنا بالنتيجة التي نريدها وصعدنا الى قبل نهائي الكأس وهذا هو الأهم أما المستوى فسوف يتحسن في المباريات المقبلة·· وعن المهاجم البرازيلي أندرسون الذي لم يقدم شيئاً مهماً في اللقاء قال: إنه لم يقصر وحاول أن يؤدي ما عليه لكنه كان وحيداً في الأمام من دون دعم أو تمويل هجومي· ، ولذلك لم يبرز ولم يظهر مستواه، وفي المقابل لعب الفجيرة بستة لاعبين في الوسط كلهم أدوا الدور الدفاعي على نحو كبير وهذا ما أربك الحسابات وأدى الى تأخر الفوز حتى الربع ساعة الأخيرة من المباراة·· وأضاف أن هذا التكتيك لم يكن مفاجأة للشارقة فقد اعتدنا أن تلعب فرق الدرجة الثانية بهذه الصورة الدفاعية· وعن المواجهة المقبلة في الكأس أمام الوصل والإعداد للمباراة قال إنه سيكون إعداداً عادياً بالصورة نفسها التي يسير عليها الفريق ولا أستطيع أن أتنبأ بالنتيجة حيث إن الفريقين يمتلكان عناصر الفوز ولديهما نفس الحماس والرغبة لكن من يقدم الأداء الجيد على أرض الملعب خلال 90 دقيقة ولا يرتكب إلا أقل عدد من الأخطاء سنبارك له الفوز والصعود لنهائي الكأس· ثائر جسام مدرب الفجيرة: فريقي الصغير أحرج كبار الشارقة على الرغم من الخسارة والخروج من الكأس إلا أن حالة من الرضا كانت تبدو على المعسكر الآخر داخل أروقة فريق الفجيرة الذي قدم أفضل ما لديه ولم يحالفه التوفيق·· هذه الحقيقة عكستها تصريحات العراقي ثائر جسام عقب المباراة حيث قال إن فريقي أدى ما عليه وكان الأفضل في أغلب فترات المباراة لكن الشارقة حسمها بفارق الخبرة دون أفضلية فنية· وأضاف ثائر جسام: لعبت بفريق من الشباب صغير السن بعد أن ابتعد عن الفريق ثمانية من لاعبيه الكبار المخضرمين أصحاب الخبرة الذين انتقلوا الى أندية أخرى مطلع هذا الموسم وكانوا هم قوام الفريق الأساسي باستثناء مبارك حسن الذي لم يرحل واضطررنا لإعادة تشكيل وتأهيل فريق جديد من اللاعبين الصغار وهو فريق نعده للمستقبل وقد استطاع على الرغم من ذلك أن يقف نداً للشارقة وهو من الفرق الكبيرة التي بادرت بمستوى طيب هذا الموسم ولم ينهزم حتى الآن واستطاع فريقي أن يناطحه، بل ويحقق تفوقاً ملحوظاً خلال الشوط الأول على الأقل ثم كانت الفرصة الوحيدة التي استطاع منها الشارقة أن ينتزع هدف الفوز الوحيد قبل نهاية المباراة بربع ساعة· وعما إذا كان قد احتفظ باللاعب محمد ناصر على مقاعد البدلاء على الرغم من أنه من العناصر الرئيسية التي تمتلك الخبرة نظراً لما يتردد عن انتقاله لفريق الشباب قال ثائر جسام إن محمد ناصر لاعب جيد صغير السن، لكن الأمر كان يتعلق بخطة المباراة وبالجوانب التكتيكية التي يتم على أساسها اختيار التشكيل ونحن نريد أن نجهز محمد ناصر للمباريات المقبلة في الدوري وهي الأهم· أخيراً قال ثائر جسام: إنني أقدم الشكر للاعبي فريقي على ما قدموه وعلى التزامهم بتنفيذ التعليمات الفنية وتلك الروح العالية التي أظهروها وقد كانت المباراة بمثابة تجربة قوية قبل استئناف دوري الدرجة الثانية الذي نأمل أن ننافس على صدارته وعلى بطاقات الصعود· الكاس يتلقى تهنئة مزدوجة بالحج والهدف تلقى سعيد الكاس التهاني مرتين عقب مباراة أمس، الأولى نظراً لعودته مؤخراً بعد أداء مناسك الحج والثانية للهدف الذي أحرزه بعد دقائق من اشتراكه في اللقاء الصعب بدلاً من طارق أحمد وقاد به الفريق الى قبل نهائي الكأس· وفي تصريح سريع قدم سعيد الكاس في بدايته الشكر لله على ما أنعم عليه به من أداء فريضة الحج ومن النجاح الذي حققه لفريقه في المباراة، وقال: لم أكن أتوقع أن أحرز هدفاً، بل لم يكن من المؤكد اشتراكي في المباراة، وقد جاء الهدف بفضل تعاون اللاعبين جميعاً وعلينا أن نبذل جهداً أكبر في المرحلة المقبلة سواء في الدوري أو الكأس وأن نحتفظ بفرص المنافسة على لقب المسابقتين وهو ما يستحقه الفريق بعد أن بادر بأداء متميز هذا الموسم·· وقال الكاس: إن الفجيرة يستحق التقدير على العرض الجيد الذي قدمه وقد كافح لاعبوه على مدار الشوطين وبذلوا جهداً مشكوراً على الرغم من الخسارة ونتمنى لهم حظاً أفضل في دوري الدرجة الثانية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©