الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

كيف هي الخواتم ؟

16 فبراير 2011 23:01
قطعاً لا نختلف على أن مباراة الإنتر الإيطالي وبايرن ميونيخ الألماني هي الأكثر جاذبية بين كل المواجهات المثيرة للمنافسة الأغلى والأجمل بين كل البطولات القارية.. دوري أبطال أوروبا التي تعود بعد عطلة الجليد والصقيع لتبشر بمطلع ربيع الاحتفالية. في مباراة الإنتر وبايرن ما يقول إن هناك رائحة ثأر، فالبافاريون إلى الآن لم يبتلعوا المرارة التي جرعهم إياها الإنتريون وهم يهزمونهم بهدفي مليتو في نهائي استحضر كل توابل الفرجة العالية، فمن ينسى ما شهدناه على أرضية ملعب “سانتياجو برنابو” بمدريد من مبارزة تكتيكية ولا أرقى بين الداهية البرتغالي جوزي مورينيو والهولندي الثائر فان جال، ارتقى بعدها مورينيو درجاً في سلم الكفاءة الكونية، ليس لأنه أحرز ثاني لقب لأبطال أوروبا بعد الأول الذي ناله وكان وقتها في عداد المغمورين مع نادي بورتو البرتغالي، ولكن وهذا هو الأهم، لأنه قطع بالإنتر صحارى الانتظار، ورفعهم إلى عنان السماء وألبسهم معطف المجد الأوروبي الذي خلعوه عنهم منذ 55 سنة، إذ كان آخر عهد لهم باللقب الأوروبي الأثمن والأغلى سنة 1965 عندما هزموا في نهائي تاريخي نادي بنفيكا البرتغالي بهدف للاشيء. غير أن المبارزة الثأرية بين الإنتر وبايرن، هناك عنوان آخر للإثارة، مواجهة من طقوس وأحجام مختلفة، تجمع ريال مدريد الإسباني بأولمبيك ليون الفرنسي، وقد كان في تقديرنا جميعاً أن لا تمثل هذه المباراة على الورق قيمة في ذاتها إذا ما احترمت التراتبية، لولا أن ريال مدريد الأكثر تتويجا بلقب عصبة أبطال أوروبا يشكو في السنوات الأخيرة حالة من الاحتباس التي تصل إلى درجة الإجهاز على طاقة الصبر، ولولا أن ريال مدريد أخرج السنة الماضية من هذا الدور تحديداً على يد أولمبيك ليون الفرنسي، ولولا أن الفريق الأغلى في العالم أصبح اليوم موضوعاً بالكامل بين يدي الداهية مورينيو. لا يعرف المدريديون تحديداً هذا الذي أجهز على كثير من آمالهم في مراكمة الألقاب، حتى بدا لهم الأمر صورة من التصحر الذي يمنع عن الإنسان الماء والهواء، فقد هالهم أن يكون غريمهم التقليدي برشلونة وهو في ذروة العطاء قد حجب عنهم شمس “الليجا” منذ سنتين، وقد يمتد الأمر لهذه السنة، وأزعجهم أن يتخلف فريقهم عن التتويج بكأس الملك اللقب الأقرب لقلوبهم بحكم الانتماء والصفة، إذ يعود آخر لقب لهم إلى 1993. وأذهلهم إلى الحد الذي يصيب بالتقرح أن يعجز فريقهم منذ 2004 عن تخطي حاجز الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا التي وضعتهم بحكم الألقاب التسعة التي تحصلوا عليها في مصاف الأندية الفلكية. ولئن كان ريال مدريد قد أكره على الخروج صاغراً من الدور الثمن النهائي على يد أندية كبيرة من قيمة ليفربول الأنجليزي، روما الإيطالي، بايرن ميونيخ الألماني ويوفنتوس الإيطالي، فإن الصاعقة كانت كبيرة بالخروج السنة الماضية على يد ليون الفرنسي الذي يبدي استعداداً كبيراً لفعل الشيء ذاته مع فريق يعيش حالة من العسر الرهيب. إلا أنني من هؤلاء الذين يقولون إن الأمر سيكون مختلفا هذه السنة، لأن ريال مدريد مع الداهية جوزي مورينيو شيء آخر، إنه فريق بهمة مختلفة، بترتيب مختلف وبعقلية جماعية تنزع إلى الواقعية في الأداء، وإذا ما كان علينا الانتظار قليلا لنرى ما إذا كان مورينيو بمقدوره أن يستعيد بالقوة لقب الليجا من البارسا، فإن التباشير الأولى التي لاحت في الأفق تقول بأن مورينيو أنجز الشق الأول من الملحمة عندما أوصل ريال مدريد إلى نهائي كأس الملك لأول مرة منذ ست سنوات ليقارع غريمه التقليدي البارسا في نزال من عيار آخر، وسيكون تخطي عقبة ليون في الدور ثمن النهائي لأبطال أوروبا الشق الثاني للإنجاز، ولو أن المدريديين لا يعتبرون إلا بالخواتم.. والخواتم لا تقاس روعتها إلا بحجم الألقاب. بدرالدين الإدريسي |
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©