الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

قطاع النفط الأميركي يتحول إلى مركز تكرير للعالم

قطاع النفط الأميركي يتحول إلى مركز تكرير للعالم
17 مارس 2017 21:00
ترجمة: حسونة الطيب عند استحواذ «بي بي أف إنيرجي» على مرفق للتكرير من أكسون موبيل في نهر المسيسبي في 2015، لم تهدر الشركة الكثير من الوقت لحشد طاقة المحطة، مع الوضع في الاعتبار مواصلة عمليات تصدير الوقود المربحة. وفي غضون ثلاثة أشهر فقط، استعدت بي بي أف، لتحميل أول ناقلة تتوجه للخارج. وفي نهاية السنة الماضية، تمكنت الشركة التي تتخذ من نيوجرسي مقراً لها، من تصدير 22 ألف برميل يومياً من الوقود، أي ما يساوي 16% من السعة الإنتاجية لمحطة التكرير، النسبة التي تخطط لرفعها إلى 25% في الوقت الحالي. وبي بي أف، ليست الشركة الوحيدة العاملة في هذا المجال. ومن شركات إنتاج النفط الكبيرة مثل شيفرون، إلى تلك المتخصصة في التكرير مثل فاليرو إنيرجي، حوّل قطاع التكرير الأميركي توجهاته خلال السنوات الخمس الماضية، مستفيداً من الفجوة التي خلفتها شركات التكرير المتعثرة في أميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا. وبذلك، تكون هذه الشركات، قد ساهمت في تحويل تجارة كانت ولفترة طويلة من الوقت حكراً على الصعيد المحلي، إلى الصعيد العالمي الرحب. ويقول إيفان ساندريا، مدير سييرا للغاز والنفط، الشركة التي تخطط لبناء مرفق بغرض استيراد الوقود من أميركا للمكسيك، :»أصبحت مرافق التكرير الأميركية اليوم، مرافق تكرير لأرجاء العالم كافة». وسجلت الشركات الأميركية في العام الماضي، رقماً قياسياً من المواد المكررة، ناهز 3 ملايين برميل يومياً، ما يزيد عن ضعف ما تم تصديره قبل عقد بنحو 1,3 مليون برميل يومياً، وفقاً لبيانات صادرة عن إدارة معلومات الطاقة. ويحل البنزين، في مقدمة أنواع الوقود المكررة، بصادرات حققت رقماً غير مسبوق، يقدر بنحو مليون برميل يومياً في ديسمبر، بزيادة عشرة أضعاف، مقارنة بعقد من الزمان. وعلاوة على انتعاش الصادرات، تتمتع مرافق التكرير الأميركية بالحصول على إمدادات جديدة من خام رخيص وعالي الجودة نسبياً من مناطق تشمل حوض بيرميان ومكونات باكين الصخرية وأحواض أخرى للنفط الصخري. ويشجع هذا المزيج الشركات الأميركية، على الاستثمار في إضافة سعات إنتاجية جديدة، خاصة على امتداد ساحل خليج المكسيك. ونتج عن طفرة الصادرات، مصحوبة بارتفاع معدلات إنتاج النفط الصخري المحلي، إعادة رسم خريطة الطاقة العالمية. وبلغت واردات أميركا من خام النفط والمنتجات المكررة، نحو 12,4 مليون برميل يومياً قبل عشر سنوات، بينما لم تزد على 4,8 مليون في السنة الماضية، في أدنى مستوى لها منذ 1985. وتجاوزت صادرات أميركا من خام النفط والمنتجات المكررة لأميركا الجنوبية نهاية السنة الماضية، وارداتها من تلك المنطقة، وذلك للمرة الأولى. وفي أحد اجتماعاتها الأخيرة، أعلنت أكسون لموظفيها عن خططها الرامية لتصدير المواد المكررة لكل من أوروبا وأميركا الجنوبية وآسيا، تأكيداً منها على أهمية سوق التصدير. وتمثل المكسيك، علامة فارقة في مشهد هذا التحول، حيث اعتمدت في السنة الماضية على البنزين الأميركي بنحو 50% من إجمالي استهلاكها، في الوقت الذي تعطلت مرافق التكرير التي تملكها شركة النفط العملاقة بتروليوس مكسيكانوز «بيمكس»، عن العمل. وسجلت واردات المكسيك في ديسمبر الماضي، رقماً قياسياً قدره 1,2 مليون برميل يومياً من الوقود الأميركي، خاصة البنزين. وفي حين تعتبر المكسيك، مثالاً لقوة الطلب الخارجي للوقود الأميركي، تشكل أيضاً مصدر الخطر الذي ظلت تواجهه مرافق التكرير الأميركي لفترة أطول. واتسم الطلب المكسيكي بعدم الانتعاش، ما يعني أن مرافق التكرير الأميركية تعمل فقط على ملْ الفراغ الذي نجم عن عدم الكفاءة المحلية في المكسيك. وفي حالة تعافي مرافق التكرير المكسيكية، ربما تتعثر نظيراتها الأميركية بالسرعة ذاتها التي نهضت بها. وينطبق ذات الأمر على دول من البرازيل إلى نيجيريا، حيث تستغل مرافق التكرير الأميركية، افتقار المرافق المحلية في هذه الدول للمقدرة على توفير السعة التي تفي بالطلب المحلي من الوقود. ويتوقع أكسشيل كاسترو، خبير سوق النفط من أميركا الجنوبية، في مؤسسة وود ماكينزي الاستشارية، انخفاض صادرات أميركا من البنزين للمكسيك بنسبة تصل إلى 15% خلال العام الجاري، خاصة إذا عاودت «بيمكس» نشاط التكرير. ربما لا تزال مرافق التكرير الأميركية، قادرة على فرض سيطرتها على معظم سوق التكرير في الوقت الراهن. ويبقى خليج المكسيك الأميركي، أقل المناطق تكلفة للحصول على الوقود لكل من المكسيك وفنزويلا والبرازيل ودول الكاريبي، نظراً لقربها من أميركا ومن ثم خفض تكاليف الترحيل. ومرافق التكرير في الشرق الأوسط وآسيا، تبحث هي الأخرى عن أسواق لتصدير فائض إنتاجها، ما يشكل تهديداً لأميركا. ومن الممكن لمرافق التكرير في آسيا، البدء في شحن الوقود لبلدان أميركا اللاتينية الواقعة على ساحل المحيط الهادئ مثل، شيلي، لتنافس المرافق الأميركية بشكل مباشر. كما شهدت صادرات الصين أيضاً، سنة قياسية للبنزين والديزل في 2016. وفي حين غمرت صادراتها الأسواق الآسيوية، تسعى مرافق التكرير الأميركية للحصول على أسواق أخرى لتنافس فيها مثل اليابان، التي بلغت وارداتها من الوقود الأميركي في ديسمبر الماضي، نحو 379 ألف برميل يومياً. وفي غضون ذلك، لا يزال مديرو شركات التكرير الأميركية الكبيرة، يقللون من مخاطر المنافسين الآخرين. ويقول تيموثي تيلر، مدير فيبلس 66، مخاطباً المستثمرين في فبراير الماضي حول مستقبل صادرات البنزين للمكسيك وبقية دول أميركا اللاتينية، :»ما زال يحدونا تفاؤل كبير، حيث تستمر مرافق التكرير في المنطقة في مواجهة المعاناة، ما يعني توفير الفرص بالنسبة لنا». نقلاً عن: بلومبيرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©