ترجمة: حسونة الطيب
تجاوزت عمليات الدفع عبر الهواتف المحمولة في الصين، نظيرتها الأميركية بنحو 50% خلال السنة الماضية، ما يؤكد الوضع القوي الذي تتميز به شركات التقنية الصينية، في سوق توصف بأنها بوابة النظام الاقتصادي للتقنية المالية في العالم. وأسهم النمو الكبير في التسوق الإلكتروني في الصين، في الدفع بعجلة الدفع عبر الهواتف المحمولة، فضلاً عن خدمات الإنترنت المالية مثل، الإقراض المباشر بين الأفراد وصناديق سوق المال. ويتم بيع ما يزيد على نصف صناديق الاستثمار المشترك الآن عبر الإنترنت، من واقع نسبة ضئيلة لم تتعد سوى 5% في 2012.
وشكلت السنة الماضية، نقطة تحول في استخدام تقنيات الدفع عبر الشبكة الإلكترونية في محال التجزئة من مطاعم وسوبر ماركت وبيع الملبوسات. وأعلنت ستار بكس في يناير الماضي، قبول نظام «وي شات»، خدمة الدفع التابعة لتطبيق رسائل الهاتف المحمول من شركة تن سنت.
ويقول زينون كابرون، المدير في مؤسسة كابروناسيا لاستشارات التقنية المالية في شنجهاي،:«تظل عمليات الدفع الرقمية جزءاً أساسياً من البنية التحتية للتقنية المالية في الصين، لكنها أيضاً مصدر مهم للصفقات والبيانات المالية التي ظلت تستفيد منها شركات الدفع في منصات التقنية المالية الجديدة والمنتجات والخدمات».
وارتفعت قيمة دفعيات الهواتف المحمولة للطرف الثالث في الصين، بأكثر من ثلاثة أضعاف إلى 38 تريليون يوان (5.5 تريليون دولار) في العام الماضي، وفقاً لبيانات مؤسسة آي ريسيرش في الصين.
وتهيمن على السوق الصينية شركات مثل، وي شات باي وعلي باي، خدمات الدفع التي تتولى تشغيلها آنت فاينانشيال، وهي خدمة دفع تابعة لشركة على بابا. وارتفعت خدمة الدفع عبر الهواتف المحمولة في أميركا بنسبة قدرها 39% إلى 112 مليار دولار، في وقت تتقاسم فيه حصص السوق شركات تضمنت، آبل وجوجل وسامسونج وباي بال.
وتتضافر أسباب أخرى لتفوق الصين على أميركا في عمليات الدفع عبر الهواتف المحمولة، من بينها عدم انتشار بطاقات الائتمان في الصين، بالمقارنة مع أميركا، في حين يتسم الدفع ببطاقات الصراف الآلي بالبطء، خاصة وأنه يتطلب سلسلة من عمليات التحقق من بينها رسائل نصية. وفي المقابل، يتميز الدفع عبر تطبيقات علي باي أو وي شات، بالمرونة، ويتطلب فقط التعرف إلى رمز الاستجابة السريعة «كيو آر» من أي نقطة خدمة لبيع التجزئة أو هاتف ذكي. وبالإضافة للعائدات التي يتم الحصول عليها مباشرة كرسوم معاملة، تمكنت آنت فاينانشيال وتن سنت، من الوصول لبيانات المستخدم، التي يمكن استغلالها في كل شيء من، التصنيف الائتماني إلى توجيه الإعلانات وتطوير المنتج.
ومع ذلك، تعكس هذه القيمة الضخمة الناتجة عن الدفع عبر الهواتف المحمولة في الصين، عمليات لا تتوافق بالضرورة مع النشاط الاقتصادي الحقيقي للبلاد. ونحو 60% من عمليات الدفع عبر الهواتف المحمولة في الصين، تمت في شكل تحويلات بين شخص وآخر خلال الربع الثالث من العام الماضي، رغم أن جزءا منها يعود لنشاطات تجارية صغيرة لا تملك حسابات تجارية في البنوك.
وبينما كان الناس في الماضي، يستخدمون كروت البنوك لتحويل الأموال فيما بينهم، تحولت هذه العمليات بشكل شبه تام للهواتف المحمولة. وفيما يتعلق بمستقبل نمو الدفع عبرها، فبينما من المتوقع ارتفاع القيمة التي حققتها أميركا في 2015، بنحو 2.6 مرة بحلول 2019، ترتفع بنحو 7.4 مرة في الصين في ذات الفترة، حسبما جاء عن آي ريسيرش.
وفي أميركا، من المرجح أن تشكل عمليات الدفع الشخصية التي تتم خارج الشبكة في محال التجزئة، أكبر عامل دفع للنمو. ويفضل العملاء في أميركا وأوروبا، الدفع عبر تقنية التواصل القريب المدى «أن أف سي»، وهي تقنية لاسلكية تتم في نطاق ضيق بين الهاتف وجهاز آخر، بدلاً من تقنية رمز الاستجابة السريعة.
وفي غضون ذلك، تخطط ما يقارب نصف محال تجارة التجزئة في أميركا، لتركيب نظام «أن أف سي» في بداية العام الجاري، بيد أن تغيير نمط سلوك المستهلك يظل واحداً من التحديات الكبيرة.
نقلاً عن: فاينانشيال تايمز
عدد اليوم
