الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

السنيورة يحذر بري من فرض رؤيته في تفسير الدستور

السنيورة يحذر بري من فرض رؤيته في تفسير الدستور
30 ديسمبر 2007 01:49
اتجهت الأزمة السياسية في لبنان أمس إلى مزيد من الانقسام مع توقيع الحكومة على 700 مرسوم كان رئيس الجمهورية السابق إميل لحود رفض توقيعها خلال ولايته، ورد المعارضة باعتبار هذه المراسيم بلا قيمة، محذرة من أنها تزيد التعقيدات وتدل على ما وصفته بـ''الاستهتار''· في وقت ثار جدل بين رئاستي الحكومة والبرلمان بعد الإعلان عن تأجيل جلسة الانتخابات الرئاسية إلى 12 يناير المقبل على الرغم من أن الدورة الحالية للبرلمان تنتهي غداً الاثنين· فقد استغرب المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة بيان الأمانة العامة لمجلس النواب الذي قال إن البرلمان يملك صلاحية انتخاب رئيس الجمهورية من دون العودة إلى قرارات الحكومة بموجب أحكام المادة 74 من الدستور التي لا توجب تعديلاً ولا عقداً استثنائياً للمجلس، وقال ''إنه من حيث المبدأ وبغض النظر عن صحة هذا التفسير والاجتهاد الدستوري أو عدمه فإن ما يدعو للاستهجان هو اعتماد هذا الموقف وتبنيه من رئيس البرلمان نبيه بري، وهو ما ينم عن تفرد واستنساب خطيرين في تفسير الدستور من دون العودة إلى الجهة الصالحة لتفسيره، أي الهيئة العامة لمجلس النواب، كما أن بري عبر تفرده بهذا التفسير يعطي لنفسه دوراً لم يكلفه الدستور به، وهذا التصرف هو بمثابة مصادرة لصلاحيات مجلس النواب، وبالتالي يؤدي إلى الإطاحة بالنظام الديمقراطي وبهيبة المجلس ووجوده باعتباره السلطة المشترعة والمنتخبة من الشعب ويعني إعفاء مجلس النواب من صلاحياته ومسؤولياته ومصادرتهما ويؤدي إلى الحلول محل المجلس في اتخاذ القرارات· وأضاف أن من الواجب على رئيس البرلمان الملتزم بأحكام الدستور دعوة الهيئة العامة لمجلس النواب إلى مناقشة هذا التفسير وبته وليس المبادرة إلى فرض رؤية وتفسير خاص وشخصي للدستور على ممثلي الشعب، وإن المبادرة إلى تفسير الدستور بهذه الطريقة، هو تصرف يؤشر إلى اتجاه له مخاطر بالغة على مستقبل النظام البرلماني والديموقراطي، وعلى مفهوم دولة القانون والمؤسسات وكان مجلس الوزراء اللبناني بصفته ''يمارس صلاحيات رئيس الجمهورية وكالة'' منذ انتهاء ولاية لحود في 24 نوفمبر وقع في جلسة استثنائية مساء أمس الأول على 700 مرسوم تتعلق بالجيش وبأوضاع وظيفية وتربوية وقضائية ومالية· في وقت رأى النائب المعارض علي بزي عضو كتلة ''التنمية والتحرير'' التي يرأسها بري ''ألا قيمة ولا وزن لقرارات هذه الحكومة غير الشرعية''، وأضاف ''إن الحكومة تزيد من التعقيدات على حساب الاستقرار ونحذرها من الاستهتار بموقف المعارضة··إنهم يزيدون في إشعال النيران بدلا من العمل على إطفائها والتراجع عن هذه الممارسات''، مشيراً إلى أن الممارسات التصعيدية والاستفزازية تعني قطع الطريق أمام إمكانية التوصل إلى تسوية سياسية، ومؤكداً أن كل ما تطلبه المعارضة هو شراكة حقيقية وفعلية· وقال جبران باسيل المسؤول السياسي في ''التيار الوطني الحر'' الذي يتزعمه القيادي المعارض النائب ميشال عون إنه كان هناك تفاهم حول مراوحة سياسية تقضي بتخلي المعارضة عن مشروع الحكومة الثانية مقابل عدم مس الحكومة بصلاحيات رئيس الجمهورية، وأضاف ''اليوم أصبح هناك خرق وهذا انقلاب··إن إقرار المراسيم لن يمر''، محذراً من أن المعارضة ستتحضر للرد· ورأى أن رئيس الوزراء فؤاد السنيورة يتصرف كانه رئيس الدولة انتخب بالنصف زائد واحد، وأضاف ''بتجاوز الحدود، إنهم يأخذوننا تدريجيا الى خيارات الرد على النصف زائد واحد''، وتساءل ''هل من المسموح اختصار صلاحيات الرئيس بهذا الشكل؟''، وقال ''نحن بصدد البحث في كل الخيارات بعد الأعياد''، محملا السلطة المسؤولية في حال تفاقمت الأوضاع· واعتبر وزير الاتصالات مروان حمادة أن ما يجري في لبنان أبعد من مسألة الخلافات القائمة بين السياسيين، بل تتعلق بمصير هذا البلد· ووصف في تصريح امس قائد الجيش الجنرال ميشال سليمان بالرجل الهادئ الذي يريد جمع اللبنانيين، لافتاً إلى أنه ليس لحود او عون، وقال ان الاكثرية اختارت الحل الوفاقي عندما وجدت ان هناك ممانعة من البطريركية المارونية لاعتماد انتخاب رئيس الجمهورية بنصاب النصف زائد واحد من جهة، ولمخاطر ضرب السلم الأهلي من جهة ثانية، وكذلك امتناع المجتمع العربي والدولي للانتقال الى مغامرة في لبنان من دون غطاء من الكنيسة والجيش· ودعا المعارضة الى انتخاب الجنرال سليمان رئيسا، وقال ان من واجب الحكومة تسيير امور المواطنين وان الدولة يجب ان تستمر سواء أعجب ذلك ''حزب الله'' أو بري أو عون أم لا
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©