الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

كيف تكون لطيفاً لا ضعيفاً؟

كيف تكون لطيفاً لا ضعيفاً؟
30 ديسمبر 2007 23:08
تعلم أن تكون لطيفاً ولكن ليس ضعيفاً، يجب ألا نخلط بين اللطف والضعف، فاللطف ليس ضعفاً، بل إنه نوع من القوة، ولكن يجب أن تكون لطيفاً بشكل كافٍ عندما تتحدث عن الحقيقة· يجب أن نكون لطفاء بشكل كاف ونراعي شعور الآخرين بما فيه الكفاية لتوجيههم على الخط المستقيم، ولكن هناك جملة من الأخطاء الكبرى يقع فيها بعض من يتسمون باللطف؛ فهل تحاول دائما أن تفعل ما يتوقعه منك الآخرون، وتحرص على ألا تؤذي مشاعرهم، تسارع إلى مساعدة الأصدقاء والأقارب كلما احتاجوا إليك وتتفادى مضايقاتهم حتى لو أثاروا غضبك، إذن أنت شخص لطيف وتحب وتحرص على أن يصفك الناس هكذا· ومع ذلك إذا أمعنت التفكير في سلوكياتك' اللطيفة' ستكتشف أنها في كثير من الأحيان سلوكيات' انهزامية' كأن تقول نعم حينما كان ينبغي أن تقول لا، أو تتظاهر بالهدوء عندما تكون غاضبا، أو تلجأ للكذب لأنك تخشى إيذاء مشاعر الآخرين، وقد تتحمل أعباء فوق طاقاتك حتى لا تحرج شخصا عزيزاً عليك، أي أنك في سبيل الحفاظ على التعامل مع الآخرين بلطافة ترتكب العديد من الأخطاء التي قد تؤثر بطريقة سلبية على عملك وعلاقاتك الاجتماعية· ومن هذه الأخطاء: النزعة إلى الكمال، مما يفرض ضغوطا كبيرة عليك، ويتطلب مجهودا مضنيا منك لإثبات الذات، والقيام بالمهام المختلفة على أكمل وجه، فضلا عن الإرضاء الدائم للآخرين· ويجب هنا توضيح أن محاولة الوصول للكمال في حد ذاتها ليست عيبا ولكنها تصبح خطأ عندما تدفعك لوضع معايير غير واقعية لنفسك، أو تكبدك ما لا تتحمل من مجهود أو وقت أو مال، أو عندما تصبح هاجسا لدرجة تعرقل أدائك لعملك، وأول خطوة لتصحيح هذا الخطأ هو الإيمان (وليس مجرد ترديد العبارة) بأنه لا يوجد أحد كامل وتقبل نواحي القصور لديك؛ يأتي بعد ذلك إدراك أن الكمال ليس هو الطريق الوحيد لحيازة قبول الآخرين، إن اللطف الزائد عن الحد يقيم ''حاجز معنوي'' بين الشخص اللطيف ومن حوله فيسبب صعوبة في التعامل بين الطرفين· ومن الأخطاء اليومية الأخرى التي يقع فيها من يتسم باللطف، القيام بالتزامات أكبر من طاقته حيث عادة دون أن نشعر يوقعنا اللطف في مأزق، إما أن نقول لا لشخص عزيز يطلب منا شيئا فنشعر بالأنانية والذنب، أو نحاول القيام بكل ما يطلب منا فنستنزف طاقتنا، والواقع أنه لو اعتاد الشخص اللطيف أو أي شخص على الصراحة اللبقة والشفافية الجميلة في التعامل مع من حوله لما تسبب لنفسه ولهم بالحرج· وهناك خطأ آخر يؤدي دون مبالغة إلى محو الشخصية ألا وهو عدم قول الشخص لما يريده وعدم التعبير بكل سهولة وراحة، اعتقاداً منه أنه قد يظهره بمظهر الضعيف أو الخشية من الرفض أو تجنب إحراج من يحب، والحقيقة أن عدم الإفصاح عن المشاعر والمتطلبات وكبت ما يريده المرء في سبيل الآخرين سيؤدي به إلى المرض النفسي والعضوي فضلا على طمس ملامح الشخصية· اكبت غضبك، والمقصود هنا هو الإبقاء على هدوء الأعصاب في حين أن داخلك يغلي نتيجة استغلال الآخرين لك أو إيذائهم لمشاعرك وهو ما يعتبر نوعا من التزييف والكذب على النفس وعلى الآخرين، والدعوة لعدم كبت غضبك لا تعني أبدا أن تثور كالبركان، فكل ما عليك أن تظهر للآخرين أن ذلك التصرف يضايقك حتى لا يكررها· والجدير بالذكر أن معظم الناس يعتقدون أن الرجال لا يملكون المستوى نفسه من لطف النساء، ولكن سواء كنت رجلاً لطيفاً، أو امرأة لطيفة فإن وقوع مثل تلك الأخطاء أمر وارد ويلحق بك الضرر· إن التخلص من الأخطاء البسيطة السابقة لا يعني إطلاقا التوقف عن أن نكون لطفاء بل فقط تساعدنا على ترشيد المجهود الإضافي المبذول للحفاظ علي التعامل بلطف في كل الأوقات والذي كثيرا ما يأتي علي حساب أعصابنا وراحتنا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©