الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الانتخابات الحزبية في أميركا··· مرشحون يتنافسون وناخبون يترقبون

الانتخابات الحزبية في أميركا··· مرشحون يتنافسون وناخبون يترقبون
30 ديسمبر 2007 23:10
في الصباح الثلجي الذي يلى ليلة الكريسماس كان ''مايك هوكابي'' يخوض في الحشائش التي يصل ارتفاعها للركبة، قبل أن يصوب بندقية صيد من عيار 12 ملم نحو طائر من طيور التّدْرُج· ولم يلبث أن دوى انفجار عبر التلال المغطاة بالثلج، المشرفة على مزارع مدينة ''إيوا''· كان هذا الانفجار هو دوي الرصاصة التي اصطادت الطائر ولكنه أوحى لمرافقيه وكأنه إشارة بدء السباق الذي سيوصل إلى ليلة المؤتمر الحزبي· فنظرا لأنه لم يعد متبقيا سوى أقل من أسبوع فقط على موعد أول اختبار انتخابي تمهيدي كبير، فإن الطامحين من الحزبين للترشح لخوض الانتخاب الرئاسي، عادوا لمواصلة حملاتهم بعد الأجازة، بعضهم عاد وهو يحمل بندقيات صيد كهوكابي، وبعضهم الآخر عاد إلى خطاباته، أو دشن حملات إعلانات جديدة، أو تبنى لغة ذات لهجة صدامية أكثر وضوحا· كانت العودة إلى الحملة ساخنة، حيث شن حاكم ولاية ''ماساشوسيتس'' السابق ''ميت رومني'' هجوما لاذعا على السيناتور ''جون ماكين'' بسبب موقفه من الهجرة، مما اضطر الثاني إلى الرد باتهامه بالتذبذب في المواقف· في نفس الوقت أصدرت السيناتور ''هيلاري رودهام كلينتون'' منشورا يحوي قصة تحت عنوان: ''لقد تحولت إلى هيلاري'' تسرد كيف تحول مؤيد سابق لـ''باراك أوباما'' في ولاية إيوا إلى تأييد ''هيلاري''، وهو ما رد عليه ''أوباما'' بإصدار منشور مماثل يحوي قصة تحول مؤيد سابق لها إلى صفه· وبينما كان يقود نفرا من الصحفيين عبر بستان للصيد تهكم ''هوكابي'' تهكما لاذعا على ''رومني'' الذي عرض نفسه -كما قال- للنقد بعد أن بالغ في تقييم قدراته ومهاراته في الصيد، وادعى زورا أنه اُعتمد كرام ماهر بواسطة الاتحاد الأميركي للرماية بالبندقية؛ وعلق ''هوكابي'' بقوله: ''المهارة في الرماية تتعلق من جميع النواحي بالترشيح كرئيس، فهي تثبت أنك تستطيع أن تحدد هدفك، وأن ترسم الخطط لإصابته أو تحقيقه، كما أنها تساعدك على إجبار أحد خصومك في الحملة على تصحيح ما يقوله، إذا ما بالغ في ادعاء براعته· تبدو المرحلة الأخيرة التي تسبق المؤتمرات الحزبية في الثالث من يناير القادم محورية في إطار هذا السباق الانتخابي الذي يظل حتى الآن على الأقل مفتوحا، خصوصا بعد أن بينت استطلاعات الرأي الأخيرة التي أجريت بين الناخبين الديمقراطيين الذين سيشاركون في مؤتمر الحزب أن السيناتور ''هيلاري كلينتون'' و''باراك أوباما'' يتقدمان السباق عنقا بعنق كفرسي رهان، و يأتي وراءهما مباشرة السيناتور السابق ''جون إدواردز''، أما في صفوف الجمهوريين فيتفوق ''هوكابي'' بفارق ضئيل على ''رومني'' الذي تضاءل تفوقه المريح الذي كان يحظى به في الأسابيع الأخيرة· وقد شهدت بداية الأسبوع الأخير المرشحين وهم يزحمون جداولهم الزمنية بمناسبات تعقد في مختلف أنحاء الولاية، يحاولون من خلالها شرح الموضوعات الانتخابية، وتوصيلها إلى أذهان الناخبين، وقد وضع كل منهم نصب عينيه أن يضفي قدرا كافيا من الإثارة على حملتهم لاجتذاب الناخبين، ودفعهم إلى مواقع مؤتمر الحزب· ''هناك قول قديم مؤداه إن المفتاح للنجاح في المؤتمر الحزبي هو التنظيم، ثم التنظيم، ثم التنظيم، ثم التسخين في النهاية'' هذا ما يقوله الأستاذ ''دينيس جولد فورد'' -الأستاذ بجامعة ''دريك'' في ''دي موان''، مضيفا قوله: ''إنكم تقتربون الآن من النقطة التي يصبح فيها تسويق شيء جديد أقل أهمية من التأكد من أن الناس الذين تعهدوا بتأييدكم سوف يأتون للمشاركة في المؤتمر''· في الأيام الأخيرة لم يواجه المرشحون هجمات من منافسيهم فحسب، وإنما رأينا أيضا أن جهات أخرى قد دخلت على الخط مثل ''نادي برو بيزنس للنمو'' الذي أعلن أنه بصدد شراء فقرات إعلانية بقيمة 175 ألف دولار في تلفزيون ''إيوا'' لفضــح سجــل ''هوكابي'' الضريبي عندمــا كــان محافظــا لولايــة أركنساس، واتفاق 22 مقدم برنامج حواري إذاعي في''دي موان'' لتقديم برنامج إذاعي ماراثوني موحد يرعاه ''اتحاد إصلاح سياسات الهجرة الأميركي'' الذي ينتقد إجراءات الهجرة التي يمارسها الحزبان· وقد نظم العديد من المرشحين جولات بالحافلات يطوفون فيها مختلف أنحاء ولاية إيوا هذا الأسبوع، في حين استمر آخرون مثل حاكم نيويورك السابق ''رودلف جولياني'' و''ماكين'' في تركيز جهودهم على الولايات التي سيجري فيها التصويت المبكر والتي يتمتعون بأرقام تأييد عالية فيها حسبما تشير استطلاعات الآراء· وبالنسبة لناخبي ''إيوا'' فإن شعورهم خلال الأسابيع الأخيرة هو مزيج من الإثارة والتعب، حيث تقول ''جوان براون'' التي تمتلك صالونــا للتجميل إنها تتلقى ما بين ثلاث إلى أربــع محادثات تليفونية يوميا من مسؤولي الحملات للمرشحين يطلبون تأييدهـــا· تقول هذه السيدة: ''عندما يصل الأمر إلى اتصال هؤلاء بك في الساعة السادسة والنصف مساء، وانت في منتصف وجبة العشاء فإن ذلك يكون أمرا مزعجا حقا، وينطبق هذا أيضا عندما يتصلون بك في الساعة العاشرة والنصف مساء عندما لا تكون لك رغبة في الحديث'' ولكن السيدة ''براون'' وهي ديمقراطية تقول أيضا -في هذا الحوار الذي أجري معها أثناء انتظارها لتوقف ''هيلاري كلينتون'' في محطة انتخابية في ''كمنج- إيوا''-: في مثل هذه الحالة لا يكون لك أدنى رغبة في أن تسمع أي شيء ولكنك تعود وتقول لنفسك لا بأس من السماع لأن الأمر لا يحدث سوى مرة واحدة كل أربع سنوات''· ارييل سابار محرر الشؤون الخارجية ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©