الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

انتهت اللعبة ·· حيرة في الوصول إلى خاتمة مناسبة

انتهت اللعبة ·· حيرة في الوصول إلى خاتمة مناسبة
30 ديسمبر 2007 23:26
يذكر مرعي الحليان عند تقديمه لعرض (انتهت اللعبة) : '' أن الحياة تزخر بالفرح الطفولي، فهناك من أبقى الطفل الجميل بداخله، وهناك من فقده، وفي هذا العمل نسعى لطفولة أكثر سعادة'' هذا الوصف الذي قدمه مرعي الحليان (مؤلف ومخرج العرض) كان مليئا بالطموح والجهد والنية في تقديم عمل متكامل في نواحيه الموضوعية والفنية والأدائية، ولكن المط والتطويل والتشعبات التي دخلت في مفاصل العرض جعلته في حيرة للوصول إلى خاتمة مناسبة، وهذا الشدّ أصاب الممثلين والجمهور بنوع من الإرهاق الذهني والبصري·فالمسرحية التي قدمتها فرقة مسرح خورفكان للفنون ضمن عروض الدورة الثالثة لمهرجان الإمارات لمسرح الطفل ليلة أمس الأول بقصر الثقافة بالشارقة، أثبتت أن هذه الفرقة تعمل من خلال آليات عمل ناضجة، و تسعى لتوفير كافة المعدات التقنية والكوادر المميزة في أعمالها المسرحية، وكانت ملامح العمل الاحترافي واضحة في العمل، فعرض مثل (إنتهت اللعبة) شارف على تحقيق هذه المعادلة الصعبة في تقديم عمل للأطفال يوازن بين المتعة وجماليات الفرجة المسرحية، وبين الموضوع المبتكر والقوي والملازم لعوالم الطفل في هذا الزمن المشتت بين الأنا والآخر، وبين القضايا الداخلية والهجمة الخارجية الشرسة والمهيمنة للتكنولوجيا، ولكن مع مرور زمن العرض أصبح المشاهد يبحث عن عيوب العمل بدل من استمتاعه بالأحداث والنقلات والتنويع بين المشاهد والقصص· يتحدث العرض عن قصة خالد (يقوم بدوره الفنان جاسم الخراز) وصديقه عبود (يقوم بدوره الفنان ذيب داود) اللذين يدخلان في لعبة إلكترونية لا يستطيعان الخروج منها، ويجابهان صراعات وتحديات مع شخصيات اللعبة وهم الجنود والملك وحارس اللعبة، ويكتشفان الكثير من العبر والدروس من خلال قصة المرأة العجوز ومعاناة الفقراء والجوعى، ويحاولان في النهاية الخروج من اللعبة والعودة إلى الواقع، ولكن العالم الإفتراضي للعبة أخذ الجانب الأكبر من زمن العرض، وأدى إلى تشتيت المواضيع الرئيسية التي سعي المؤلف لتسليط الضوء عليها· الندوة التطبيقية وفي الندوة التطبيقية التي أقيمت بعد انتهاء العرض مباشرة دافع مرعي الحليان عن الملاحظات الكثيرة التي ساقها المتحدثون في الندوة، وأشار إلى أن هذا هو أول عرض (جنرال) يعرض على الجمهور وذلك بسبب ضيق الوقت، وأكد الحليان على أن طغيان حضور الكبار في عروض المهرجان أثر على ردات الفعل المتوقعة من الأطفال، والتي يمكن للمخرج أن يستشف منها رغبات الأطفال وملاحظاتهم ومدى تفاعلهم مع أهداف المسرحية، وعن الخطوط العامة للعرض أشار الحليان إلى أن الجيل الحالي من الأطفال أصبح مهووسا بفكرة الحروب والقتل والتدمير وذلك من خلال تعامله مباشره مع مواقع الألعاب الإلكترونية المليئة بصور التدمير والمعارك، وهذه النوعية من الألعاب يمكن أن تنشئ لدينا جيلا من الأطفال المتقبلين لفكرة العنف، والمعزولين عن قضايا عربية مهمة مثل الاحتلال والفقر والجوع وغياب الانتماء والحس الوطني· ومن الملاحظات المهمة التي سيقت في الندوة هي انعدام لحظات الصمت في عروض مسرح أطفال الإمارات، وهي اللحظات التي يمكن للمخرج أن يعبر عن طاقات دفينة في العرض تتمثل في التعامل مع العين والجسد، وهي ثيمات وموتيفات تذهب إلى جوهر العمل المسرحي· وأشار إلى ضرورة التلوين في أداء الممثلين والدخول في الفضاء الإيحائي للعرض تجنبا للمباشرة والنمطية في الحوارات وفي أداء الشخصيات، حيث إن المسرحين المحلي والعربي عموما لا يستثمران الأجواء النفسية والبصرية والحسية التي تنبعث من السيناريو أو النص المكتوب على الورق·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©