الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

قمة أوروبية لإنقاذ الوظائف في القارة العجوز

قمة أوروبية لإنقاذ الوظائف في القارة العجوز
8 مايو 2009 01:03
التقى زعماء الاتحاد الأوروبي وأصحاب الأعمال والنقابات العمالية امس في براغ في محاولة لإنقاذ ملايين من الوظائف الأوروبية المهددة جراء الأزمة المالية العالمية. وقال رئيس وزراء التشيك ميريك توبولانيك الذي ترأس الاجتماع في آخر يوم له كزعيم للبلاد «لا يشك أحد بأن الوضع في سوق العمل بالاتحاد الأوروبي خطير للغاية. إننا نجتمع حتى يتسنى لنا دعم الإجراءات التي توفر وظائف جديدة وتهدئة مخاوف مواطني الاتحاد». وتشير توقعات المفوضية إلى أن نحو 5ر8 مليون أوروبي من المرجح أن ينضموا لطابور العاطلين في غضون العامين القادمين. وقال رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو إن هذا (فقدان الوظائف) يمثل «التأثير الأكثر ضرراً» للأزمة (المالية) واجتماع براغ الذي تستضيفه الحكومة التشيكية بوصفها الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي هو «رسالة هامة للقلق الأوروبي وأتمنى أن يكون هناك تحرك أوروبي». وفي هذه الأثناء أصدر الاتحاد العام للنقابات العمالية الأوروبية بيانا دعا فيه الاتحاد الأوروبي إلى إطلاق «تحرك أوروبي أقوى وأكثر تنسيقا لمعالجة الأزمة وتأثيرها على البطالة والعمال». وطالب البيان تحديداً بأن يلتزم الاتحاد الأوروبي بالمساهمة بنسبة 1% من الناتج الاقتصادي لخلق فرص عمل وللبحث والابتكار وضمان حقوق أكبر لفترات أطول للعمال وتحسين الأجور و«زيادة كبيرة» في الإنفاق الحكومي على الرعاية الاجتماعية. ويمثل الاتحاد الأوروبي في القمة بالإضافة إلى المفوضية الأوروبية وحكومة التشيك سياسيون كبار من السويد وإسبانيا الدولتان اللتان ستتوليان الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في الفترتين القادمتين وتستمر ستة أشهر لكل منهما. وغاب زعماء أربع دول من الدول الخمس التي تتمتع بثقل كبير في الاتحاد الأوروبي وهي بريطانيا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا عن قمة الاتحاد رفيعة المستوى التي تهدف إلى تعزيز العلاقات مع ست من دول الاتحاد السوفيتي السابق وهي المبادرة التي تمثل أهم عمل يتم إنجازه خلال رئاسة جمهورية التشيك للاتحاد الأوروبي. وأكد نائب رئيس وزراء التشيك للشؤون الأوروبية المنصرف ألكسندر فوندرا أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني جوردون براون ونظيريه الإيطالي سلفيو برلسكوني والإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو لن يحضروا القمة وهي إشارة حسبما يقول محللون إلى أن الحدث لا يمثل أهمية كبيرة بالنسبة لهم. وستحضر زعيمة خامس دولة كبرى في الاتحاد الأوروبي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل القمة مع أرمينيا وأذربيجان وبيلاروس وجورجيا ومولدوفا وأوكرانيا وأشار فوندرا إلى أن ميركل ستلعب دورا «مهما». وستمثل المفوضية الأوروبية الجناح التنفيذي للاتحاد الأوروبي في هذه القمة برئيسها خوسيه مانويل باروسو. وأضاف فوندرا أن هذه الغيابات للدول الكبرى بالاتحاد الأوروبي سترسل إشارة خاطئة للدول الأعضاء الجدد بشأن اتفاقية لشبونة وهي اتفاقية إصلاح الاتحاد التي تهدف إلى تسهيل عملية اتخاذ القرار من خلال الإصلاح المؤسساتي والتي يخشى منتقدون من أنها ستكون نعمة بالنسبة للدول ذات الثقل الكبير في الاتحاد الأوروبي. ولن يحضر رئيسا دولتين من الدول الأعضاء في الشراكة وهما رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو ورئيس مولدوفا فلاديمير فورونين القمة التي ستشهد انطلاق ما يسمى الشراكة الشرقية. وبالرغم من غيابهما إلا أن فوندرا وصف تمثيل الدول الست المشاركة بأنه «على أعلى مستوى ممكن». وقال إن «مستوى مشاركة مولدوفا وبيلاروس كاف وهذا ما توقعناه». إلى ذلك رحبت مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي بينيتا فيريرو فالدنر بقمة الدول المشاركة في برنامج «الشراكة الشرقية» التي عقدت امس في براغ واصفة إياها بـ»اليوم الكبير». وقالت النمساوية فيريرو فالدنر في تصريحات لإذاعة ألمانيا اليوم: «أشعر إلى حد ما أنني بمثابة أم لهذه الشراكة حتى إذا كان هناك العديد من الآباء». وأكدت فيريرو فالدنر أن تعاون الاتحاد الأوروبي مع ست دول من الاتحاد السوفيتي السابق «مهم جدا» لهذه الدول. وفي إشارة إلى العلاقة الصعبة مع روسيا البيضاء (بيلاروس) قالت فيريرو فالدنر إن مينسك تريد أن توازن سياستها الخارجية بين روسيا والاتحاد الأوروبي. ومن ناحية أخرى أعربت فيريرو فالدنر عن دهشتها من إلغاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني جوردون براون مشاركتهما في القمة, إلا أنها أشارت إلى أن كلا البلدين وافقا على الشراكة الشرقية «بتحمس». ومن جانبه اعتبر روبرشت بولينتس رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني (بوندستاج) برنامج الشراكة الشرقية إشارة لدول الاتحاد السوفيتي السابق. وأوضح بولينتس في تصريحات للقناة الثانية للتلفزيون الألماني (زد.دي.إف): «يمكنهم الارتباط بالاتحاد الأوروبي». وفي الوقت نفسه أكد بولينتس أن الشراكة الجديدة ليست موجهة ضد روسيا وأن الاتحاد الأوروبي يريد إقامة «علاقة جوار حسنة» مع موسكو. وينص برنامج الشراكة الشرقية على تقارب أرمينيا وأذربيجان وجورجيا ومولدوفيا وأوكرانيا وبيلاروس مع الاتحاد الأوروبي, بالإضافة إلى إقامة منطقة تجارة حرة وتسهيل إجراءات السفر. ويشترط برنامج الشراكة أن تتعهد الدول الشرقية الست بإجراء إصلاحات ديمقراطية والالتزام بمعايير الاتحاد الأوروبي.
المصدر: براغ
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©