الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صوت مغربي أفرح الجمهور وأبكاه

صوت مغربي أفرح الجمهور وأبكاه
8 مايو 2009 01:10
انطلقت المطربة المغربية كريمة الصقلي صاحبة الصوت الشجي الدافئ والذوق الرفيع تصدح على خشبة مسرح المجمع الثقافي بأبوظبي ضمن ليلة من ليالي « أنغام من الشرق» الذي تقدمه هيئة أبوظبي للثقافة والثرات في دورته الثانية، أطلقت صوتها نحو أبراجه العالية فطاولت روعة المطربين الكبار وعبقريتهم، قطعت صلة الجمهور بالأرض وسافرت بهم ساعات إلى عالم السمو والرقي والإبداع، بنقاء صوتها، غنت بآدائها النابع من عمق الإحساس بالموسيقى والشعر، وبانسيابية وبهدوء استطاعت في هذه الليلة أن ترجع بجمهورها العريض إلى زمن الأغنية الرفيعة والطرب الأصيل، وسط حضور جماهيري كبير، وتحت سيل من التصفيقات وقفت كريمة الصقلي على خشبة المسرح على أنغام وصلة فرحة ورززات للجيلالي بالمهدي، ثم افتتحت الأمسية بأغنية دينية بآدائها الراقي «عليك صلاة الله وسلامو « وتعالت صيحات الإعجاب والتصفيق من الجمهور العاشق للغناء الأصيل، الذي تماهى مع ترنيمات صوتها الذي صدح وأفرح فأطرب القلوب والعقول، وكان من بين الحضور والجمهور المميز كل من القنصل المغربي والملحق الثقافي وأعضاء من السفارة المغربية، ومستشار السفارة الأميركية، ومستشار السفارة التونسية، والسفير الأوكراني وغيرهم من الشخصيات الوازنة، وما لفت الانتباه حضور مهم للأجانب الذين تماهوا مع آدائها وصفقوا لها بحرارة، وسجل حضور جالية مغاربية ضخمة، بالإضافة لجمهور متذوق للفن الراقي والأصيل من مختلف الجنسيات. بكم يتألق الطرب بحضورها الآسر غنت كريمة «يا ليلي طول» «أنا والعذاب» وتوقفت مرات تنثر عبارات حبها للجمهور وتبادلهم نفس الشعور بالفرحة إذ قالت « إننا نقتسم فرحة الليلة والمجمع، وبكم يتألق الطرب» كما وقفت كريمة وقفة إجلال وتكريم للقيمين على مهرجان «أنغام من الشرق» وقالت: « أحيي وأشد على أيادي هيئة أبوظبي للثقافة والتراث والقيمين على هذا المهرجان الناجح بكل المقاييس»، ووسط نشوة التفاعل والفرح صدحت بموال جعل الجمهور يقف وينحني لها تقديرا، وتوالت الأغاني التي قدمتها كريمة من مختلف مدارس الطرب الأصيل، فغنت للقصبجي، ولرياض السنباطي ولمحمد عبد الوهاب وزكريا أحمد، وفريد الأطرش، وللملحن المغربي عبد القادر الراشدي، وتنوع هذا الربيرتوار الغنائي من أغنية القصيدة والطقطوقة والدور والشعر حيث غنت من أشعار الأخطل الصغير، وبغنائها لكل هؤلاء العمالقة أظهرت قدرتها على تغيير ترنيمات صوتها حسب كل مدرسة فألهبت حماس الجمهور العريض وعطرت كريمة ليلة حالمة جميلة، فغنت « اسقنيها ، حقابله بكرة، امتى الهوى يجي سوا، ليالي الأنس، حبيبي يسعد أوقاته، ونزولا عند رغبة الجمهور أشدت وصلة أندلسية « وصلة قدام»، فتقاسم الجمهور والمطربة الكبيرة كريمة فرحة اللقاء وأستعدت الحضور بسمو الأغاني ورقيها وأغدقت تعاطفها وانحنت تواضعا للجمهور، وسكبت العشق والحب في جوف المسرح الذي شع نورا بحضورها، وعكست شاشة كبيرة مثبتة في صدر خشبة المسرح طرب وتفاعل الجمهور الكبير المتذوق للفن الراقي والأصيل، وتخللت المقاطع الغنائية تقاسيم وعزف فردي للفرقة المغربية المتألقة برئاسة المايسترو مصطفى الركراكي، فأمتع عازف العود جمال همراس، الحضور بتقاسيمه الرائعة، وعازف القانون تهامي بالحوات الفيلالي بعزفه الفردي على آلة القانون الذي شنف آذان الحضور، ووصلت كريمة أوجها في الغناء عندما صدحت بصوتها الأميري تغني للأميرة أسمهان « ليالي الأنس»، وانتهى الحفل بعبارات الحب وانحناء المطربة كريمة الصقلي للحضور، بل لم ينته واستمر ساعات طوال في الكواليس لتسعد عشاقها. كريمة الصقلي: أبوظبي ردت اعتبار الطرب الأصيل قالت المطربة كريمة الصقلي التي أهلها صوتها وثقافتها الموسيقية وتشبعها من وسطها الفني على الحصول على تأشيرة الدخول لعالم رواد الفن الأصيل، ويعتبرها الكثير من العشاق امتدادا للفنانة الكبيرة والأميرة أسمهان لـ « دنيا الاتحاد:» لا أعتبر نفسي امتدادا لها ولكني أتدرب في مدرستها الكبيرة، ونجحت بشكل كبير، وترجع بداياتي المبكرة إلى الصبا الأول حيث غنيت في سن التاسعة بالمدرسة كما غنيت في سن 16 سنة لأم كلثوم وتألقت بشكل ملفت، لكن المانع الكبير كان الخوف يغلف مشاعر والدي الذي كان يخاف عليّ من مغريات الحياة وكان محافظا، وبعد والدي تزوجت وأصبحت أوكل كل وقتي للاهتمام ببيتي وأولادي الثلاثة « الحبيب، ملاك ومريم»، ومع كل هذه المسؤوليات لم تحد من موهبتي بل اختمرت وتقوّت ونمت، في يوم دخلت المعهد الموسيقي ومن هنا بدأت تتفجر طاقتي من جديد، كان هناك تراكم في الظل يزودني بشحنة واندفاع نحو الغناء وكم مرة تمنيت الغناء لدرجة البكاء، عشقت الغناء فيما قبل وظل محصورا في الأنشطة المدرسية وداخل الأسرة، خضعت لرغبة والدي ولم أستطع مخالفة أوامره وقدرت خوفه علي وظللت أغني دون استراتيجية أو تخطيط، وعندما خرج أولادي من مرحلة الطفولة، حركني عشقي للغناء وقررت الغناء بصوت أعلى وانفجرت طاقتي التي كادت تخنقني، وانطلقت بشكل فعلي في سنة 1999 عندما أديت على مسرح الأبرا المصرية للمطربة الكبيرة اسمهان، حركني عشقي وقوة ما بداخلي، واستقبلتني الجماهير بكثير من الانبهار والمحبة والتصفيق الأمر الذي شجعني كثيرا، رجعت للغناء بعدما دخلت معهد الموسيقى لصقل موهبتي وإلى اليوم مازلت أدرس وأصقل مهاراتي وأهتم بقواعد الغناء لأنني أعتبر الغناء الأصيل الجيد مسؤوولية، وعندما يتحرك الإنسان نحو شيء بحب واندفاع وعشق فحتما سيتألق وسيبحث عن طرق النجاح الجيدة.» القمر الأحمر وتضيف كريمة الصقلي: «وصدفة التقيت الملحن وعازف العود سعيد الشرايبي والشاعر عبد اللطيف جواهري « صاحب رائعة القمر الأحمر»، حيث غنيت له ظلال والعشاق وخبئ الشمس، وطفولة الحجر، ومن ثم تعاملت مع الدكتور عبد العزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام السعودي وغنيت له « أغار» من ألحان نعمان الحلو، وأتوفر عل ربيرتوار من الأغاني الصوفية لكبار الشيوخ الصوفية كابن عربي ودي النون المصري وعائشة الباعونية، وغنيت ذلك في افتتاح مهرجان فاس للموسيقى الروحية، وشاركت بـ 14 أغنية للمطربة في افتتاح مهرجان بيت الدين في لبنان وكان ذلك بتنسيق كبير، حيث كنت أغني وفي نفس الوقت تعرض أفلام اسمهان على شاشات عرض ضخمة للجمهور يؤرخ لحياتها.” وتضيف كريمة الصقلي إن مثل هذه الأعمال تخدم الموسيقى العربية العريقة وترجعها للواجهة، كما شاركت في احتفاليات دمشق عاصمة للثقافة سنة 2008 وكنت الأولى في البرنامج وقدمت تحية للجمهور، وكان هناك 5 أصوات، وألح الجمهور لأكون في الليلة السادسة، وأيضا شاركت في الأردن في فعاليات المجمع العربي، وكذا في الدورة الثانية للغناء الصوفي، وأديت أغاني بجامعة كاليفورنيا وما أبهرني هو كون أوركسترا أجنبية تعزف الموسيقى الكلاسيكية العربية، وهي فرقة أمريكية اسمها «ميستو» . وما أود قوله هنا أن الموسيقى ليست لها هوية، وهي لغة العالم والشعوب، فعندما نرى فرقة أميركية تعزف لعمالقة الموسيقى الكلاسيكية بقيادة الدكتور نبيل عزام فهذا شيء رائع. كما أعتز بالمشاركة المغربية في كل المهرجانات المغربية، ولي تجربة كذلك في فلندى وسجل الحفل حضورا كبيرا من الأجانب وتفاعل كبير وقدمت خلال هذا الحفل ربيرتوارا من الأغاني الروحانية، وغيرها من المشاركات الكثيرة في جميع أنحاء العالم.” وتعتز كريمة بمشاركتها في أنغام الشرق وتقول:» وأعتز كثيرا بمشاركتي في «أنغام من الشرق» وأشكرهم جزيل الشكر على تقديم الدعوة لي، وما استضافة أبوظبي لهذا المهرجان الموسيقي المميز إلا تقديرا ووعيا بالدور الثقافي في النهوض بالشعوب وهذه رسالة بأن الفن الجميل والعريق له عشاقه ومحبوه وهذا الحدث العظيم هو رد الاعتبار للطرب العربي الأصيل، هذا شيء يثلج الصدر، وكون هناك ناس مخلصون للموسيقى الأصيلة دليل على الوعي ومواكبة العمل الصحيح وما يروج الآن في العالم العربي من موسيقى وصخب أعتبره مسألة إمكانيات ودعم وأغلب الأغاني ليست في المستوى المطلوب وتستخف بعقول الناس وتلاقي إقبالا نظرا لهالة الدعاية التي تحيط بها، وعصرنا عصر الصورة والدعاية، قد يحقق المغني من خلالها شهرة وانتشارا لكن يبقى سريع الذوبان، وأرفض أن أكون ضمن موجة الغناء هذه.»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©