الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد عرفات: أصنع من جريد النخيل تحفاً فنية ومكافأتي فورية

محمد عرفات: أصنع من جريد النخيل تحفاً فنية ومكافأتي فورية
8 مايو 2009 01:11
يسكن الخير في النخلة المباركة، وتستقر الفائدة في كل مكوناتها وتهب الإنسان المنفعة في طعامه ومسكنه وهندامه حيث يستفاد من ثمرها وجذعها وسعفها وليفها. ثمة صناعات قائمة على جريد النخيل، من ضمنها مهنة يتقنها محمد عرفات الذي عاش مع هذه المهنة ولها. يعود محمد بذاكرته إلى الماضي البعيد عندما كان طفلا صغيرا في السادسة من عمره فيقول: «كان والدي -رحمه الله- معلماً في هذه المهنة «تشذيب سعف وجريد النخل» وكنت أراقبه وهو يحيل هذه القطع المهملة من جريد النخيل إلى أسرّة وصناديق وأبواب وخزائن وكل ما يخطر له ببال، وكنت أحب تلك المهنة منذ الصغر مع أنني لم أكن أعرف شيئاً عنها، وعندما وجد والدي أنه لدي اهتمام بها، بدأ بتعليمي هذه المهنة، حين عودتي من المدرسة، ويقول لي «هذه المهنة ثمينة يجب أن تتعلمها» وكأنه أراد أن يحتفظ بكل ما يعرفه عن هذه المهنة ويودعه لدي خوفا عليه من الضياع وبالفعل بدأت التعلم إلى أن أتقنتها وأنا الآن قمت بتعليمها لابني وهكذا ونتوارثها ويضيف عرفات يجب أن نحافظ عليها لأن هذه المهنة من الصناعات القديمة والتي ارتبطت منذ القدم بالحضارات لذا فهي من المهن التراثية لكثير من البلدان التي يكثر بها النخيل». ويخبرنا عرفات عن الأدوات المستخدمة في هذه المهنة فيقول: «نستخدم في هذه المهنة مجموعة من الأدوات البسيطة منها المثقاب كما تستخدم آلة أخرى تشبه المنجل من أجل تقشير الجريد كما يستخدم الساطور في إتمام ما تطلبه المهنة والجميل فيها هو جو العمل الذي نعمل فيه ضمن فريق حيث يقسم العمل على مجموعة وكل منا يقوم بمرحلة متممة للمرحلة الأخرى، فعندما ننتهي من صنع شيء ما نفرح به جميعا لأن جميعنا شاركنا فيه فضلا على أنها من الصناعات الراسخة التي على الرغم من قدمها أصيلة باقية لم يسدل الستار عليها على الرغم من مجابهتها من البضائع الحديثة إلا أنها لا تزال مطلوبة». ويشرح عرفات المراحل التي تمر بها القطعة التي ينجزها، فيقول: «تمر أي قطعة أشذبها وأنظفها بمراحل عديدة منها: تقطيع سعف النخيل المناسب، ومن ثم تقشيره، وتجميعه، ليكون جاهزا للتقطيع حسب الحاجة. وتختلف هذه المراحل باختلاف المادة المراد صناعتها، لكن الخطوة المشتركة هي عملية تثقيب قطع الجريد وتقطيعها وإدخال بعضها ببعض، كي تنتج الشكل المراد تصنيعه. فعلى الرغم من كونها من المهن الصعبة التي تحتاج إلى تركيز لئلا يؤذي العامل يده بالسكين أو المثقاب، إلا أنها ممتعة وجميلة في كل مرحلة من مراحلها، والجميل أن هذه المهنة لها جوانب فنية جمالية تعتمد على النظر والرسم في المخيلة، ثم عملية التطبيق عملياً باستخدام جريد النخيل». ويشير عرفات إلى عراقة هذه المهنة العربية التي تعتبر في الإمارات من أهم المهن التراثية، وتشكّل فناً بحد ذاته، كما أنها من الصناعات اليدوية العريقة ولا يمكن للآلة أن تحل محل اليد، فضلا عن أنها مهنة تكافئ العامل على تعبه فوريا، فعندما تصنع من سعف وجريد النخل تحفا فنية تشعر بالإبداع والروعة، فمن يحب المهنة كفيل بأن يبدع ويتفنن في كل مادة يصنعها مهما احتاجت إلى وقت وصبر لتصل إلى ما تريد، لذا أحب عملي ولي معه عشرة طويلة امتدت لأربعين سنة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©