إحباط مؤامرة لتفجير أهداف غربية في إسلام آباد

أعلنت الشرطة الباكستانية أمس أنها أحبطت مؤامرة لتفجير مطعم يتردد إليه أجانب في الحي الدبلوماسي بالعاصمة إسلام آباد ومبان حكومية. وقالت الشرطة انها اعتقلت متشددين تبين انهما شاركا في تفجير مقر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قرب مجمع سلاح البحرية الباكستانية في العاصمة العام الماضي. من جهة اخرى ، من المتوقع أن يمرر البرلمان الباكستاني مجموعة من الإصلاحات الدستورية هذا الشهر تجرد الرئيس آصف علي زرداري من سلطاته الواسعة. ومن المتوقع أن يلقي زرداري كلمة اليوم الثلاثاء بمناسبة يوم باكستان يتناول فيها هذه المسألة. وقال باني أمين خان القائم بأعمال رئيس شرطة العاصمة في مؤتمر صحفي إن متشددين مرتبطين بقاري حسين الملقب “بمرشد المفجرين الانتحاريين” اعتقلوا قبل أن يتمكنوا من مهاجمة فندق سيرينا ومطعم فرينش كلوب في الحي الدبلوماسي الذي يخضع لحراسة أمنية مشددة. ووقف مسلح مشتبه به يرتدي قلنسوة سوداء بجوار مسؤولي شرطة وأبلغ مؤتمراً صحفياً أنه ساعد في تنفيذ هجمات انتحارية استهدفت برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قرب مجمع سلاح البحرية الباكستانية في العاصمة العام الماضي. وأضاف الرجل ويدعى نور جاهان والذي قال إنه كان جندياً سابقاً “كنت جزءاً من الخطة وقد وفرت الدعم اللوجستي والسترات الانتحارية للمفجرين ودفعت لي طالبان في المقابل”. وقالت الشرطة إنها ألقت القبض على متشددين اثنين وهما جاهان ورجل آخر يدعى رحمة جول وإنها ضبطت بحوزتهما سترة انتحارية ومسدساً. وأضافت الشرطة أن المتشددين خططا لتنفيذ هجمات ضد مبان حكومية في 23 مارس الذي يوافق اليوم الوطني في باكستان. ومن بين الأهداف محاكم ومكتب للاتصالات. وفي هجوم استهدف برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في أكتوبر 2009 ارتدى مفجر انتحاري زياً عسكرياً وهاجم المقر الإداري للمنظمة مما أسفر عن مقتل خمسة من الموظفين. وفي يونيو من نفس العام قتل موظفان بالأمم المتحدة في هجوم انتحاري بسيارة ملغومة استهدف فندقاً في مدينة بيشاور بشمال غرب البلاد. من جهة أخرى ، أعلن مسؤولون أمنيون باكستانيون أن القصف الجوي الأميركي الذي وقع أمس الأول الأحد أوقع 20 قتيلا في صفوف المتمردين في شمال غرب باكستان، كما أوقع قصف قامت به طائرة أميركية من دون طيار خمسة قتلى اخرين في المنطقة نفسها. وقال المصدر نفسه إن خمسة متمردين قتلوا في قصف جوي استهدف قرية في إقليم أوراكزاي القبلي الذي كانوا فروا إليه إثر الهجوم الباكستاني على وزيرستان الجنوبيــة. وقال مسؤول عسكري كبير إن “طائرتين مقاتلتين قصفتا مخبأ للمتمردين في غيلجو ما أدى إلى مقتل خمسة متشددين”. وفي الغارة الثانية في إقليم خرام القبلي، قتل عشرة متمردين حسب المسؤول نفسه فاضل قادر الذي يتسلم الإدارة المحلية في هذه المنطقة. من جهة ثانية، قصفت طائرة أميركية من دون طيار موقعا للمتمردين في وزيرستان الشمالية مما أدى الى مقتل خمسة منهم على الأقل، حسبما أفاد مسؤولون أمنيون. وقال أحد هؤلاء المسؤولين “أطلقت طائرة أميركية من دون طيار صاروخين على موقعين للمتمردين قرب الحدود بين باكستان وأفغانستان مما أدى الى مقتل خمسة من المتمردين على الأقل”. وسيؤدي الحد من السلطات الكبيرة للرئيس آصف زرداري إلى جعله مجرد رئيس شرفي. وأهم السلطات التي ستؤخذ من زرداري سلطة حل الجمعية الوطنية وسلطة تعيين قادة الجيش والبحرية والقوات الجوية. كما أن التغييرات الدستورية المقترحة ستقيد دور الرئيس في تعيين القضاة ورئيس اللجنة الانتخابية وتشكيل حكومة انتقالية قبل الدعوة لانتخابات عامة. وستحد الإصلاحات المقترحة كذلك من سلطة زرداري فيما يتعلق بفرض حالة الطوارئ. وتدعو التغييرات المقترحة أيضا إلى رفع القيد المفروض على تولي رئاسة الوزراء لفترة ثالثة. وربما يتيح هذا لأكبر خصم لزرداري وهو نواز شريف الذي رأس الحكومة مرتين أن يعود إلى سدة السلطة بعد الانتخابات العامة المقررة بحلول 2013. وبعد أن يصبح رئيسا شرفيا ستقتصر قوة زرداري على حزب الشعب الباكستاني الحاكم الذي ينتمي له. وقد أصبح زرداري رئيسا لحزب الشعب بعد تفجير انتحاري قتلت فيه زوجته رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو في ديسمبر عام 2007. ورغم أن زرداري يفتقر إلى الشخصية القيادية التي كانت تتحلى بها زوجته ورغم ما لاحقه من اتهامات بالفساد سلم حزب الشعب الباكستاني من الأذى بصورة كبيرة.