الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العسل يتأثر بمصدر الرحيق.. وأفضله المأخوذ من زهرة الشنداب

العسل يتأثر بمصدر الرحيق.. وأفضله المأخوذ من زهرة الشنداب
8 مايو 2009 01:13
خرجت تربية النحل من خانة الهواية، لتدخل عالم الصناعة الاحترافية، وباتت تشكل مورد رزق أساسيا لشريحة واسعة من اللبنانيين، لكنها مهنة تعاني من ظروف صعبة، نتيجة لتفشي الأمراض من جهة، وارتفاع أسعار الأدوية والمستلزمات من ثانية، في ظل غياب الدعم الرسمي. وتنشط حركة النحالين في المواسم لقطاف العسل الربيعي، الذي تشكل زهرة الليمون مادة أساسية في تكوينه، لكن هذا القطاع يمر بظروف صعبة نتيجة عدوان يوليو وما نتج عنه من سموم لوثت الهواء والمراعي وأدت إلى نفوق مئات الخلايا في مناطق الجنوب والبقاع وسببت بالتالي في تدني نسبة انتاج العسل. يقول المزارع محمد درويش إن تربية النحل، شهدت طفرة خلال السنوات الماضية، وكان لطبيعة المنطقة الجبلية تأثير كبير على ازدهارها. فنوعية العسل الذي ينتج والذي يكون نتاج أعشاب برية وجبلية غير متوفرة في المناطق الساحلية، التي يعتمد نحلها على زهر الليمون بشكل كبير، وبالتالي فإن العسل الجبلي برأي المزارع الجنوبي أكثر غنى وفائدة من الناحية الطبية كما انه أطيب مذاقاً. وعن هذه الزراعة يقول درويش: «نقوم بقطاف العسل مرتين سنوياً، الأولى خلال شهر أبريل، والثانية عند نهاية الصيف، حيث يحتوي كل قفير من النحل على 20 قرصاً من الشمع، فيما ينتج كل قرص في المواسم الجيدة حوالي 10 كيلوجرامات من العسل، وبالتالي فإن مردود هذه الزراعة يمكن ان يكون جيداً في حال توفر أسواق تصريف له. ويعدد إبراهيم خليل استعمالات هذا النتاج الذي لا يقتصر على طعمه فقط، بل إن له في الطب العربي الكثير من الفوائد، فهو يستعمل منفرداً او ممزوجاً مع أعشاب اخرى، في علاج «الإسهال»، عدا عن أن العسل مهدئ ومقاوم للأرق، كذلك لعلاج الجروح، والسعال المتكرر، والتهاب الحلق وألمه، ومقاومة أعراض الشيخوخة والعديد من الحالات الأخرى. ويشرح خليل واكيم أحد قدامى مربي النحل آلية العمل، فيقول: «مع مطلع كل خريف ينقل النحال اللبناني خلايا النحل الى الساحل، بسبب البرد وانعدام المراعي في الشتاء، وتمتد فترة الإقامة هناك حتى أواخر أبريل، يتخللها فترة تغذية حتى منتصف مارس، تتوقف مع بدء تفتح زهر الليمون الغني برحيقه، ويكون بذلك قد أنتج موسماً لا يستهان به اذا كانت الخلايا مؤهلة وفي جهوزية تامة». واستعداداً لموسم الصيف، تنقل المناحل، وفقه، إلى المناطق الجبلية حتى أواخر شهر سبتمبر، وبذلك يكون العسل اللبناني، نوعين: العسل الربيعي أو «عسل الليمون» كما يعرفه العامة، نسبة الى شجرة الليمون، ولونه فاتح مائل إلى الاصفرار، خفيف، طيب المذاق وغني بالفيتامين. أما العسل الصيفي فهو نتاج مجموعة ازهار واشواك برية، هذا العسل لونه قاتم ويصعب تناوله بكميات كبيرة. سلالات النحل ينحدر النحل العاسل من سلالات عدة، منها القبرصي، وهي برأي باحثين من أهم السلالات النشيطة في جمع الرحيق، تعمل في ظروف جوية سيئة، وتعطي إنتاجاً وفيراً، وتمتاز بنظافتها ومقاومتها للأمراض، وتكثر من بناء البيوت الملكية، وتشتهر بشراستها، لذا يصعب التعامل معها دون دخان كثيف. والسلالة السورية وهي شائعة، تأقلمت على حالتها البرية في شقوق الصخور وفجوات الاشجار، دجنها الإنسان وأقام المناحل قرب المنازل، تعيش في سوريا ولبنان وفلسطين. ويتألف قفير النحل من صندوق خشبي، تضاف فوقه طبقة اخرى في موسم الجني، تقيم بداخله مملكة مســــتقلة قائمة بحد ذاتها، على رأسها الملكة ثم العاملات اللواتي يقمن بجميع أعمال الخلية من تغذية اليرقات وبناء الأقراص الشمعية، وتحويل الرحيق إلى عسل وتخزينه وأعمال الحراسة، أما الذكور فيكثر وجودها في الربيع والصيف، وتموت في الشـــتاء، مهمتها تلقيـح الملكة أثناء الطيران. ويوجد في لبنان ما بين 125 و150 ألف خلية (قفير)، منها 25 ألفاً في الجنوب وحدها التي تنتج نحو خمس العسل اللبناني. ولا يقتصر إنتاج النحل على العسل وحده بل هو ينتج ايضاً حبوب اللقاح وغذاء الملكة، عدا مادة صمغية يجنيها النحل من براعم الأشجار، ليسد بها الشقوق داخل قفيره. أما أفضل العسل فهو المأخوذ من زهرة الشنداب، والزهر الجردي والعسل يفرز على أساس نوعية الزهر المأخوذ منه، ولكل زهر طعمه ولونه ورائحته وميزاته.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©