الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كرامة الإنسان أساس دعوة الإسلام

كرامة الإنسان أساس دعوة الإسلام
8 مايو 2009 01:15
تعتبر كرامة الإنسان الأساس الذي تقوم عليه دعوة الإسلام، وهذه الكرامة تتضمن الحرية وسائر حقوق الإنسان الأخرى في إطار مقاصد الدين الحنيف. وقد ساوى العلي القدير بين الناس جميعا في الكرامة الإنسانية، أي جميع البشر رجالا ونساء، مسلمين وغير مسلمين، «بيض أو سود – حمر أو صفر»، كلهم سواء في الكرامة الإنسانية ومعيار التفاضل بينهم هو التقوى كما علمنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. كلكم لآدم وآدم من تراب , لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى إن أكرمكم عند الله أتقاكم» وتوضح د. فوزية العشماوي أستاذة الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة جنيف، أن جميع الرسالات السماوية تدعو إلى الإسلام والتسليم لله سبحانه وتعالى ولإرادته، فالإسلام دين الفطرة والخير وكرامة الانسان، منذ بداية التوحيد بالله وهو الدين الذي جاء به إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وموسى وعيسى والأسباط وجميع الأنبياء والرسل أجمعين، وهو دين التوحيد والإيمان بالله الواحد الأحد، والخضوع له والإيمان بالقدر وبالملائكة والكتب السماوية كلها والزبر والبعث. وتضيف أن كل هؤلاء الأنبياء جاءوا ليبشرون بدين التوحيد وينشرونه، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم، جاء ليكمل رسالاتهم جميعا ويختمها ويبلغ الإنسانية جمعاء ما جاء في هذه الآية الكريمة:(قل آمنا بالله وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون). وتوضح أن جميع الأديان تدعو إلى الخير وإلى حب الآخر مثلما أوصانا خاتم الأنبياء والمرسلين (صلى الله عليه وسلم) بقوله «حب لأخيك ما تحبه لنفسك». كما أن كل هذه الأديان ترتكز على قيم أخلاقية تكاد تكون واحدة وهي: الكرامة الإنسانية، والحرية والعدل والحق والمساواة والإخاء والرحمة والإحسان والعفو والتسامح والتعاون على البر والتقوى. وكل هذه القيم مرتبطة ارتباطا وثيقا وتنادي بعضها بعضا. وتؤكد أن أول القيم الإنسانية التي ينفرد بها الإنسان وتميزه عن باقي المخلوقات، هي الكرامة الإنسانية، (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا). (سورة الإسراء، الآية 70) . وتربط الدكتورة فوزية بين الكرامة والحرية فتذكر أن كرامة الإنسان مرتبطة ارتباطا وثيقا بحريته فلا كرامة لإنسان بدون حرية، لأن منع الحرية عن الإنسان هو إهدار لكرامته فالحبس والسجن والاعتقال وتقييد حرية الكلمة والرأي والعقيدة والعبادة كل ذلك يحد من كرامة الإنسان ويحط من شأنه. وتشير الى أن الحرية من أهم القيم الإنسانية وخاصة حرية العقيدة والعبادة وممارسة شعائر الدين بحرية، ولقد كفل الإسلام للإنسان حرية العقيدة والإيمان (لا إكراه في الدين) وترك الله للإنسان حرية الإيمان أو الكفر..قال تعالى (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ .. ) الكهف: الآية 29 غير أن للحرية في المنظور الإسلامي ضوابط بحيث لا تمس المقدسات، أما في الدول الغربية فيقدسون الحرية، وخاصة حرية الرأي وحرية التعبير ويضعونها فوق كل القيم وحتى فوق المقدسات، ولعل أزمة الرسوم الدانماركية المسيئة للرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم-، خير دليل على ذلك، فعلى الرغم من كل محاولات المسلمين الأوروبيين لإفهامهم بأن حرية التعبير لها حدود، ويجب أن تحترم المقدسات، لم تنجح. وقد خسر المسلمون في جميع الدول الأوروبية القضايا التي رفعوها ضد الصحف والمجلات، التي نشرت أو أعادت نشر تلك الرسوم وكانت حيثيات الحكم جميعها تتفق على أن ذلك يدخل في نطاق حرية التعبير وهي حرية يكفلها القانون والدستور في جميع الدول الأوروبية. وتحدد لنا كثير من الآيات الكريمة في القرآن الكريم الأسلوب الذي ننفذ به تطبيق القيم الإسلامية وخاصة تلك التي أوصانا الله سبحانه وتعالى بها في كتابه الكريم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي ركيزة القيم والفضائل . وتقول الدكتورة فوزية إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إنما هي دعوة لكل المؤمنين والمؤمنات مثلما جاء في الآية الكريمة (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر). (سورة التوبة، الآية 71) . وانطلاقا من هذه الدعوة السامية فإن كل المؤمنين والمؤمنات عليهم واجب نحو الآخرين في المجتمع الذي يعيشون فيه، مشيرة الى أن الآية 90 من سورة النحل تحدد لنا معالم الطريق لتطبيق تلك القيم في قوله تعالى: « إن الله يأمر بالعدل والإحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ». وتضيف أن هذه القيم التي يحث عليها الإسلام ويأمر بها من شأنها أن تحدد ملامح كرامة الإنسان وشخصية المسلم في ظل الإسلام. رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ...) الكهف 29. الرسول ذكر عدد المفاصل في جسم الإنسان أحمد شعبان الإعجاز العلمي للقرآن والسنة هو إخبارهما بحقائق أثبتها العلم التجريبي، وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول الكريم «صلى الله عليه وسلم» مما يظهر صدقه « صلى الله عليه وسلم » فيما بلغ عن ربه سبحانه وتعالى. ومن ذلك ما رواه الرسول – صلى الله عليه وسلم – حول عدد المفاصل في جسم الإنسان. يوضح ذلك الدكتور عبدالباسط محمد أستاذ الطب البديل بالمركز القومي للبحوث ورئيس جمعية الإعجاز العلمي للقرآن الكريم والسنة النبوية بالقاهرة، أن في القرآن حقائق لا تتجلى إلا بعد حين مصداقاً لقوله تعالى «ولتعلمن نبأه بعد حين» سورة ص: 88 ، وشاء الله أن يجعل لكل منها زمناً خاصاً تتحقق فيه: «لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون» سورة الانعام:67 لذلك فإن القرآن الكريم والسنة النبوية يتضمنان إشارات إلـى حقائق علمية، على المسلمين توضيحها لتصحيح مسيرة العلم وجعله طريقاً الى الإيمان بالله. ويشير إلى أن رسول الله «صلى الله عليه وسلم » لم يكن طبيباً متخصصاً، وإنما الأنبياء يعلمهم الله من علمه المحيط، لقوله سبحانه وتعالى : «هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين» سورة الجمعة: الآية 2، مؤكداً أن هناك الكثير من العلم الإلهي الذي يفيض الله به على من يشاء من عباده خصوصا الأنبياء والمرسلين. ويقول إن العلم الطبي الذي آتاه الله رسوله «صلى الله عليه وسلم » انقسم إلى أربعة اقسام: وهي علاج الأمراض عن طريق الأعشاب، والطب الوقائي عند رسول الله « صلى الله عليه وسلم » والطب النفسي والطب التشريحي عند النبي «صلى الله عليه وسلم». وقد ذكرت لنا كتب السنة أربعة أحاديث شريفة في مجال الطب التشريحي منها حديث النبي «صلى الله عليه وسلم» الذي يقول فيه : «إن في الجسد ستين مفصلا بعد الثلاثمئة، فمن استطاع أن يعتق كل يوم مفصلا عن النار فليفعل، قيل: كيف يا رسول الله؟ قال يكبر تكبيرة ويسبح تسبيحة، أو يميط الأذى عن الطريق ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر». والحديث عظة لنا كي نتقي النار ونحمي أعضاءنا من لهيب جهنم وفي ثناياه علم كبير، وهي سمة أساسية من سمات الإعجاز العلمي للقرآن والسنة، فقد ظل العلم الحديث حتى عام 1996 رغم تقدم وسائل التشخيص والأشعة والتصوير وتعددها يؤكد أن عدد مفاصل الإنسان 340 مفصلاً وان هناك بعض المفاصل المركبة، لكن بعض علماء التشريح قاموا بدراسة المفاصل المركبة وتفكيكها فاكتشفوا انها 360 مفصلاً لا تزيد ولا تنقص كما ورد في حديث رسول الله « صلى الله عليه وسلم» النبي الأمي الذي شهد له ربه: «وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك اذا لارتاب المبطلون» العنكبوت 48. ولأن العظام تمثل الجهاز الهيكلي في الانسان فتجعله يقوم ويجلس ويتحرك وكل ذلك عن طريق المفاصل، وسيدنا ايوب عليه السلام، كان قعيداً بسبب مفاصله المصابة بالشلل والروماتويد، كما أن الانسان بنيان الله وهيكل الله فيجب علينا المحافظة على هذا الهيكل، ولذا قال النبي «صلى الله عليه وسلم» : «كسر عظام الميت مثل كسر عظام الحي» اي ان هناك قداسة لهيكل عظام الانسان، فهو الذي تنفخ فيه الروح التي لها طبيعة إلهية لا نبصرها ولا نعرفها. عصب الذنب وأكد الدكتور عبدالباسط أن الحديث النبوي في مجال التشريح تطرق الى العظمة الأولى، التي تسمى العصعصة، ولولا حديث عصب الذنب ما عرف الانسان كيف سيحيي الله الموتى يوم القيامة، فيقول رسول الله «صلى الله عليه وسلم»: «إن الله فرض على الارض أكل اجساد العباد إلا عظما واحدا هو عصب الذنب» وقد شبهها رسول الله » صلى الله عليه وسلم« فقال: «هي مثل حبة الخردل في العصعص» اي في حجم السمسمة في العظمة الأخيرة. وعصب الذنب لا يحرق ولا يكسر ولا يذوب في الماء أو في شيء آخر، ويقول رسول الله « صلى الله عليه وسلم » : «كل الانسان يبلى إلا عظما واحدا منه يخلق في بطن امه ومنه يركب يوم القيامة» فنحن نولد مرتين مرة من رحم امهاتنا ومرة من امنا الارض فهذه العظمة هي الصندوق أو الشريط الذي يحتوي على النسيج الخاص بكل صفات الانسان، ولقد أوضح الحديث ان عصب الذنب هو الشريط الأول وهو الذي يحفز الخلايا على الانقسام والتخصص، وعلى اثره مباشرة يظهر الجهاز العصبي في صورته الأولية، ويندثر هذا الشريط بعد ذلك إلا جزء يسير منه يبقى في المنطقة العصعصية والذي يعاد منه تركيب الانسان يوم القيامة. وقد أكمل رسول الله «صلى الله عليه وسلم » هذا الحديث: قائلاً «فاذا كان يوم القيامة انزل الله من السماء مطراً لزجاً مثل مني الرجل فينبت الناس من عصب اذنابهم» . فهذا هو الاستنساخ الحقيقي، حيث يعود الإنسان بنسخه من خلاياه وانسجته واعضائه، فعصب الذنب مسجل فيه كل ما فعلته أعضاء الانسان في حياته بالصوت والصورة كما قال تعالى : «ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا» الكهف 49.
المصدر: ابوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©