الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جزيرة أبوظبي.. مشاهد حيـة لمــــفــــردات الــزمن الجميـــل

جزيرة أبوظبي.. مشاهد حيـة لمــــفــــردات الــزمن الجميـــل
15 فبراير 2015 00:55
أشرف جمعة ـ (أبوظبي) تشكل الحياة القديمة أبرز مظاهر جزيرة أبوظبي التي اتخذت لها موقعاً مميزاً في ساحة قصر الحصن، إذ التف زوار المهرجان حول الحرف القديمة، والمباني ببيئاتها المتعارف عليها في الماضي، وكذلك أقدم بناء لمؤسسة تعليمية يجاورها مسجد بني من الطين، إذ تقام فيه الصلوات الخمس بشكله المعهود في زمن الآباء والأجداد، بالإضافة إلى الشرطة بمظهرها القديم.. لكن احتفالية زهبة العروس بين جنبات الجزيرة كان لها إيقاع خاص، حيث حضر مراسيم هذا الحفل المهيب الزوار على اختلاف جنسياتهم، وهو ما جعل جزيرة أبوظبي، التي مثلت ألوان الحياة كافة في رحاب قصر الحصن، أقدم بناء تاريخي في الإماراة المتألقة. مكونات النخلة ورشة بناء العريش كانت مميزة بين جنبات جزيرة أبوظبي، إذ استقبلت الزوار الذين احتفوا بأقدم صرح تاريخي يؤرخ لطبيعة الحياة في إمارة أبوظبي، حيث كان يقف محمد راشد الظاهري، الذي تطوع للتعريف بطريقة بناء البيوت القديمة، واضعاً جزع نخلة مقطوعاً على الأرض، وفي وسطه تم تثبيت قطعة من الخشب، بحيث يأتي الزائر ليتعلم كيفية تقطيع هذا النوع من الخشب الذي يعد من مكونات بناء البيوت القديمة. ويلفت الظاهري إلى أن ورشة بناء البيوت القديمة جذبت الزوار، وأوضحت كيف كان المواطن قديماً يصنع بيته من مكونات النخلة، مشيراً إلى أن هذه الورشة تقام بشكل يومي ضمن فعاليات مهرجان قصر الحصن. توثيق بالصورة من الذين جذبهم بناء قصر الحصن الباذخ ومكانته التاريخية المصور الفوتوغرافي عبدالله الحمادي، الذي يذكر أنه يواظب منذ ثلاث سنوات، على حضور المهرجان ليلتقط بكاميرته الخاصة صوراً يضعها في أرشيفه الخاص، لافتاً إلى أن والده الئي ينظر إلى قصر الحصن على أنه رمز الحياة في إمارة أبوظبي، هو الذي شجعه على أن يذهب إلى هذا المكان، حيث نسائم التاريخ، وطبيعة الحياة في الماضي. ويؤكد الحمادي أنه يحتفظ بعدد كبير من الصور ينشرها حالياً على مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصاً أنستجرام، تويتر، وفيسبوك، موضحاً أنه من الهواة الذين يعشقون تصوير مفردات التراث الإماراتي الأصيل الذي يستعيد الأزمنة الماضية ويصوّر أدق تفاصيل الماضي، ويُظهر كيف كان الناس يعيشون في هذه الجزيرة المهمة التي أضحت قبلة للزوار من كل مكان، ويذكر أن مهرجان قصر الحصن أضحى اليوم منارة تعرِّف العالم بماضي الإمارات التليد. غترة وعقال في مشهد آخر معبر كانت إحدى البائعات تعرض للزوار مجموعة من الغتر والعقالات القديمة، التي كانت مستخدمة في الزمن الماضي وتبيعها إياهم في أحد الدكاكين بجزيرة أبوظبي، وهو ما أغرى المواطن مزهر بخيت الذي جاء خصيصاً من منطقة الشامخة لحضور فعاليات قصر الحصن، لشراء بعض من هذه المنتوجات التي يحاول اقتناءها على سبيل الذكرى، إذ إنها تعبر عن مظهر حقيقي للزي الإماراتي الأصيل في الماضي. ويشير بخيت إلى أنه شعر بسعادة بالغة لكونه حظي بمشاهدة قصر الحصن من الداخل، ووجد كل هذه المظاهر التي تحتفل بالحياة، وتحتفي بأدق تفاصيل الحياة في مدينة أبوظبي التي أصبحت المستقبل الزاهر وسط العواصم العالمية، إذ أخذت بكل أسباب الحضارة. صناعة الفخار المحافظة على واحدة من أقدم الصناعات التي عرفت في زمن الآباء والأجداد مقصد إنساني وتاريخي وحاجة ملحة للاحتفاء بالحرف اليدوية، إذ تشكل الأواني الفخارية بأنواعها المختلفة على نمط الماضي، من هنا استطاع مانع الشحي أن يشكلها بأنامله أمام زوار قصر الحصن في مشهد حي وطبيعي، إذ يستخدم من الطين والماء ومادة «الرزك» عناصره التي يشكل منها الجرة الكبيرة التي كان يوضع بها الماء والمداخن كافة، وبعض الأواني الفخارية، وكذلك أدوات المائدة والفناجين، وهو ما أبهر الزوار، وكان يساعده في هذه الحرفة التي تعلمها من أسرته التي لا تزال تحافظ على شكلها القديم أحمد راشد الشبلي، ويؤكد الشحي أن الركن الخاص بصناعة الفخار حظي بزيارات عدة من قبل السياح الأجانب والمقيمين، وأهل الإمارات لكون الفخار من الصناعات التي تحتاج إلى الصبر والعزم وتعتمد على المهارة في تشكيلات فنية مبهرة. مسجد قديم في ساحة قصر الحصن يحضر المسجد بشكله القديم وبنائه الذي شيد من الطين والحجارة وسقفه المصنوع من جريد النخل يستقبل الزوار الذين يؤدون فيه بعض الصلوات أثناء الزيارة، ومن بين الذين احتفوا بهذا البناء القديم وأهميته التاريخية ضمن مكونات الجزيرة سلطان خميس الذي عبّر عن دهشته من تشييد هذا البناء بشكل مطابق لما كان عليه في زمن الآباء والأجداد، إذ إنه كان يحلم أن يرى مثل هذه الأبنية من الزمن الماضي، مشيراً إلى أن صديقه سلطان خميس ظلّ يتحاور معه حول المواد التي شيد منها هذا البناء في الماضي، وكيف تم البناء بهذا الشكل المتقن. استخراج الجوازات داخل بناء قديم ظهرت عليه معالم الزمن دلف العديد من الزوار إلى داخله للتعرف إلى بعض مهام أقدم بناء لدائرة الشرطة في شمال قصر الحصن في أبوظبي، والذين كان يتألف عدد رجالاتها من 80 فرداً آنذاك وسيارتين لمهام أفراد الشرطة، إذ كان المبنى من الطين والعريش والخوص. ويؤكد الملازم أول مانع المهيري أن هذا البناء يحتضن جمهور المهرجان ليعرفهم على الشكل الأصلي لعملية استخراج الجوازات قبل قيام دولة الاتحاد عبر الغلاف الخارجي للجواز والصور الداخلية والطلب الرسمي، وهو ما جعل الجمهور دائم الاستفسار عن الطريقة التي كانت تستخلص بها مثل هذه المعاملات، مشيراً إلى أنه بدوره كان يجيب على جميع الأسئلة، خصوصاً وأن المهرجان يوثق بشكل رئيسي لمفردات الحياة القديمة في جزيرة أبوظبي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©