الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مارّوني» ينقل بذلاته من محل صغير في روما إلى العالم على جناح الدقة

«مارّوني» ينقل بذلاته من محل صغير في روما إلى العالم على جناح الدقة
8 مايو 2009 01:18
كما الجواهر التي ينقب عنها المغامرون باتت حياكة البذلات الرسمية؛ لأنه من النادر أن تجد بذلة محاكة باليد من الألف إلى الياء. نسمع عن «الماركات» العالمية وعن ثمنها الباهظ والذي لا يتحمّله سوى الغني. وفي أبوظبي يتوافر لك كل ما تحلم به، يأتي إليك خياط بارع على المستوى العالمي ويفصّل لك بذلة خاصة محدودة الإنتاج، بحيث لن يرتدي مثلها إلا نحو 15 شخصاً حول العالم. «بريوني» الماركة الإيطالية التي بلغت أكثر من ستة عقود لتأسيسها تجد زبائنها في أبوظبي بين الشيوخ والمشاهير، خصوصاً ببذلاتها المميّزة ذي الأربع عشرة نقشة مرقّمة وبتصاميمها التي تسمّى تيمّناً بأماكن مشهورة في روما، لا يرتدي تصميماً معيّناً منها إلا 14 أو 15 شخصاً في العالم، وتبلغ تكلفتها نحو 50 ألف دولار أميركي أو 40 ألف يورو. يرتديها مشاهير من العالم في عالمي السياسة والنجوم. يزور محلّ بريوني الذي يمتلكه في أبوظبي عبدو سلّوم المقيم فيها منذ العام 1978، مصمّم حياكة مرتين في العام لفترة لا تتجاوز ثلاثة أيام، وهو من بين ثلاثة يجوبون محال بريوني ونقاط البيع حول العالم، فيلتقي زبائنه من الطبقات المرفّهة من مسؤولين سياسيين ورجال أعمال في مواعيد محدّدة ويكون لكل زبون ملفّه الخاص الذي يضم مقاسه وتفضيلاته ووسائل الاتصال به، بالإضافة إلى رقمه الخاص الذي يعطى له في ملفات مصنع بريوني القائم في إيطاليا. التقينا الثلاثي «البريوني» في أبوظبي، مالك المحل الشريك عبدو سلّوم والحائك الأساسي في بريوني فرانشيسكو مارّوني ومدير بريوني في منطقة الشرق الأوسط والخليج جان-بيار لينوار، وحاولنا معهم معرفة مميّزات بريوني التي تجعل من مصنعهم في إيطاليا مقصداً لكبار القوم من سياسيين ورجال أعمال ومشاهير فنيين حول العالم. كان الثلاثة يرتدون بذلات بريوني، وببساطة أظهر سلّوم أحد أسباب ارتدائه لبريوني، بالإضافة إلى كونه شريكا ممثلا للماركة في أبوظبي، من خلال خلع الجاكيت وضمّها بطريقة عشوائية ووضعها على الكرسي والجلوس عليها لفترة، ومن ثم رفعها ولم يحتج لنفضها، بحيث إنها انهدلت من دون أن يظهر عليها أي أثر لوضعيتها المهملة. ويؤكد: «بالوسع ارتداء بذلات بريوني في رحلات جوية تستغرق 14 ساعة من دون أن يبدو أي أثر عليها». يقوم فرانشيسكو مارّوني بزيارتين تمتد كل منها لثلاثة أيام فقط يلتقي خلالها بزبائن «بريوني» ويقوم بمتابعة التفاصيل معهم ومراجعة ملف كل منهم ليصمّم لهم بذلات تصلهم بعد ستة أسابيع من إيطاليا مشغولة بكل تفاصيلها يدوياً. يستغرق إنجاز بذلة واحدة من بريوني 24 ساعة وأكثر فيما تنجز أي بذلة أخرى بساعتين ونصف الساعة، والسبب كما يقول مارّوني أن القماش ذاته يحتاج إلى راحة لدى وصوله إلى المصنع، وكل عمل بريوني ينجز باليد فقط ولا استخدام للآلات أبداً حتى في قصّ عروات الأزرار. ويقول: «يعمل في مصنع بريوني نحو 1200 عامل، وهناك 200 خيّاط». وحين نسأله عن الماركة، يفتح أزرار جاكيته ليظهرها قائلاً: «العلامة هي الوحيدة في بريوني التي تحاك بواسطة الآلة، ومن الخطأ أن يضطر المرء إلى فتح جاكيته ليبرز الماركة، لأن من يعرف ما هو بريوني لن يحتاج إلى الماركة». ويشير بريوني إلى الذين يحيكون البذلات بواسطة الآلة ويحيكون العلامة باليد ويكتبون أنها حياكة يدوية، لاعبين على المصطلح للإيهام بأن البذلة محاكة يدوياً. ولكنه يردف أن العارف لن يغشّه ما كتب على الماركة أو العلامة التجارية لأن ميزة الحياكة اليدوية لدى بريوني والدقة والبراعة في الحياكة تجعله يعرف ماذا يرتدي. ويقول: «نحصل على غالبية القماش من إيطاليا والبعض منه من انجلترا ومن بلجيكا، والنقوش ونوع القماش خاصة بنا». ويوضح سلوم أن القماش الذي تصنع به البذلات الخاصة المحدودة الإنتاج (يرتديها نحو 14 شخص حول العالم فقط) هي أقمشة خاصة ببريوني مصنوعة من مزيج محاك من شعر الالفايكونا من البيرو وهو حيوان نادر، والباشيتا (الشعر الذي ينبت تحت ذقن العنزة أو التيس) والكوفوك الذي يعيش في ألاسكا فقط. تجمع هذه الخيوط وتدمج في مادة واحدة وتصمّم منها نقوش بريوني المميزة المحدودة الإنتاج، ولا يعاد أبداً لدى بريوني إعادة تصميم أو نقش بعد إنجاز 15 بذلة منه. وفي هذا يقول مارّوني إن بريوني لا يستخدم إلا 30 متراً لكل نقشة قماش، وفي كل موسم يصدر نقوشاً جديدة وتصاميم جديدة. وشرح لينوار عن الإصدار الجديد لهذا الموسم الذي أدخل في أحد نقوش قماشه خيوط بلاتينوم وآخر خيط ذهب أبيض، ورداً على سؤال عن طبيعة زبائن بريوني وإذا كانوا يطلبون وضع جواهر في الأزرار وعلى البذلة، أجاب سلّوم: «من يرتدي بريوني يعرف أساساً أنها أي البذلة هي الجوهرة ولا حاجة لإضافات أخرى». وقال مارّوني: «بريوني تمتاز بنوعيتها العالية وطريقة إنهائها في الحياكة وبكل مراحل الحياكة مما يجعلها وحدها جوهرة على الجسد». تحتاج بذلات بريوني التي تصنع كلّها في مصنع بريوني في إيطاليا لستة أسابيع كي تصل جاهزة للزبون، وفي كل بذلة، كما أشار إليه سلّوم، 10 آلاف غرزة أو قطبة محاكة باليد، وتحتاج حياكة عروة زر واحد في البذلة إلى 10 دقائق كاملة. وقال مارّوني إن هناك 80 امرأة في المصنع يعملن فقط على حياكة عروات الأزرار ويتمّ قص العروات يدوياً بالمقص. تفاصيل كثيرة تواكب صناعة كل بذلة من بريوني، إنما ثمة بذلات كلاسيكية وملابس يومية تصدرها بريوني وبالوسع شراؤها من قبل متوسطي الدخول، ويتراوح ثمن البذلة الكلاسيكية العادية- وهي أيضاً محاكة بالكامل يدوياً- بين 4 آلاف و6 آلاف دولار أميركي. ومنذ عدة سنوات، بدأ بريوني في حياكة بذلات وفساتين نسائية محاكة يدوياً، لا يتوافر من تصاميمها وقماشتها إلا قطعتين في كل محل من محال بريوني عبر العالم، والسبب أن الذي يقصد بريوني، كما قال لينوار، يريد التميّز عن سواه. يذكر أن مارّوني في الثالثة والثلاثين من عمره وقد درس في مدرسة بريوني للحياكة، لأنه من الصعب اليوم كما يشير أن نجد من يعلّم الحياكة اليدوية لذا تكامل مصنع بريوني الذي بدأ بمحل صغير في روما العام 1945، بمدرسة للحياكة وبمتحف يعرض للتصاميم القديمة. ويقول سلّوم الذي افتتح محل بريوني في أبوظبي منذ العام 2002 بعد أن كان يبيع الماركة في محل متعدد الماركات منذ العام 1990، ان أول من اشترى من بريوني في أبوظبي بذلة من البذلات محدودة الإنتاج حول العالم، هو فرد من العائلة الحاكمة، لكنه فضّل عدم ذكر الاسم، مشيراً إلى أن الأهمّ بالنسبة إليه هو علاقة الثقة التي تنشأ بين بريوني وزبائنه، إن لجهة ما يقدّمه لهم بريوني من نوعية وإن لجهة الخصوصية. وأشار لينوار إلى أن ثمة مشاهير يرتدون بريوني ولكنهم لا يتباهون علناً بذلك لأن بذلات بريوني تتحدث عن نفسها بجودتها ونوعية أقمشتها الخاصة ببريوني فقط وبأسلوب حياكتها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©