الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات تستهلك 5 مليارات متر مكعب من المياه سنوياً

23 مارس 2010 01:08
قدر الدكتور محسن شريف رئيس قسم الهندسة المدنية والبيئية واستاذ الموارد المائية في جامعة الإمارات حجم استهلاك المياه في الدولة بحوالي 5 مليارات متر مكعب سنوياً منها 4 مليارات متر مكعب تستخدم في الزراعة. ودعا شريف إلى ضرورة إيجاد الوسائل والطرق العلمية الكفيلة بتحقيق الإدارة المتكاملة للمصادر المائية بدولة الإمارات لمواجهة مشكلة شح المياه واستنزاف المخزون الجوفي نتيجة معدلات النمو المتسارعة التي تشهدها البلاد بمختلف المجالات . ولفت شريف الى أنه وعلى الرغم من محدودية المياه المتجددة في الدولة الا أن معدلات استهلاك المياه فيها تعتبر الأعلى في العالم وهو ما يستوجب معه ضرورة العمل على تقليل هذه المعدلات المرتفعة والتي تؤدي الى استنزاف نسبة 80 % من إجمالي المصادر المستهلكة وهى نسبة تفوق بكثير حصيلة الإنتاج الزراعي . وأضاف شريف أن ندرة الموارد المائية في دولة الإمارات تشكل أبرز التحديات التي تواجه جهود تحقيق التنمية المستدامة نظراً لأن توفر المياه بالكميات والنوعية المطلوبة يعتبر من المعايير الأساسية والمهمة لبلوغ هذه الأهداف في الحاضر والمستقبل. وأشار رئيس قسم الهندسة المدنية إلى أن الفريق البحثي بكلية الهندسة بالجامعة قام بالعديد من المشروعات التي تحقق الاستفادة المثلى من المصادر المائية المتوافرة منها مشروع تقييم فاعلية السدود في زيادة المخزون الجوفي بالإمارات الشمالية والذي تم إنجازه بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه. وأظهرت نتائج التقييم تميز الطبقات الأرضية السطحية بمناطق السدود في الإمارات الشمالية بإمكانية تسرب المياه السطحية وتغذية الخزانات الجوفية بسرعة عالية ما يعطي فرصة جيدة لإعادة شحن الخزانات الجوفية بعد سقوط الإمطار المتوسطة والغزيرة . ويبلغ متوسط التغذية من مياه الأمطار في منطقة وادي البيح حوالي مليون متر مكعب سنوياً ونظراً لوجود طبقة طينية في منطقة وادي الطويين فإن معدلات التغذية السنوية تكون أقل (في حدود 0.70 مليار متر مكعب) بالرغم من أن كميات المياه المتجمعة من المياه السطحية فيه تكون أكثر من تلك المتجمعة في منطقة وادي البيح وأكدت هذه الدراسات إمكانية تحسين التغذية في منطقة وادي الطويين عن طريق إزالة الطبقة الطينية المترسبة في بحيرة السد بصفة دورية أما التغذية من مياه الأمطار في منطقة وادي حام فتكون مرتفعة نسبياً وتصل إلى حوالي 1.6 مليار متر مكعب سنوياً نظراً لطبيعة التربة التي لها درجة مسامية عالية وتسمح التربة التي تتمتع بمسامية عالية بسرعة تسرب المياه السطحية إلى طبقات الخزان الجوفي قبل تعرضها للتبخر من بحيرات السدود وبصفة عامة فإن كميات المياه التي تصل بالفعل إلى الخزانات الجوفية حاليا تتراوح بين 30% و45% من إجمالي المياه المتجمعة أمام السدود في الإمارات الشمالية. وتتراوح معدلات التبخر من بحيرات السدود بين 5 مم إلى 10مم في اليوم الواحد خلال موسم هطول الأمطار ويمكن تقليل الفاقد عن طريق تحسين معدلات التسرب إلى الخزانات الجوفية وكذلك بعمل آبار ذات أقطار كبيرة تسمح بنقل المياه من البحيرات إلى الخزانات الجوفية مباشرة مع تفادي الطبقات الطينية الموجودة بالخزانات . وأكد الدكتور شريف أن هناك إمكانية جيدة لزيادة المخزون المائي بالطبقات الأرضية عن طريق تطبيق نظم الشحن الاصطناعي والتي تعتمد على تجميع مياه الأمطار في المدن والمناطق السكنية بواسطة شبكة الأمطار ومن ثم شحنها في الطبقات الأرضية بالطرق المناسبة . ولفت أستاذ الموارد المائية بجامعة الإمارات إلى أنه ونظراً لطبيعة الأمطار في دولة الإمارات والتي تتسم بتكرار سنوي محدود وكثافة عالية فإن كميات المياه التي يمكن تجميعها بعد العواصف المطرية المتوسطة والغزيرة تكون كبيرة نسبياً وذات نوعية جيدة ومن ثم فأنه يمكن الاستفادة منها في تغذية الخزانات الجوفية مباشرة.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©