الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تقدم في مفاوضات دولتي السودان

تقدم في مفاوضات دولتي السودان
16 فبراير 2012
أديس أبابا، الخرطوم (الاتحاد، وكالات) - أحرزت مفاوضات السودان وجنوب السودان الجارية في العاصمة الإثيوبية؛ أديس أبابا، تقدماً نسبياً في عدد من ملفات التفاوض، بينما لا يزال ملف النفط يراوح مكانه حتى الآن. وأقر الطرفان تكوين لجنة وزارية برئاسة وزيريْ الداخلية بالبلدين. ونقلت مصادر في أديس أبابا أنه في الوقت الذي لا يزال فيه ملف النفط يواجه عقبات، فقد نجحت آلية الوساطة الأفريقية في تقريب وجهات نظر الطرفين في ملفات الحدود والمتأخرات المالية والتجارة والجنسية. وفيما قدم وفد السودان تعقيبه على رد تقدم به وفد جمهورية جنوب السودان حول مقترحات الأول بشأن النفط، قالت ذات المصادر -التي رفضت الكشف عن هويتها- إن تبادل المذكرات بين طرفيْ التفاوض يشير بحد ذاته إلى وجود رغبة لدى الطرفين في الوصول إلى حلول للخلافات. وقالت المصادر إن الآلية الأفريقية قدمت مقترحا حول مسألة الحدود بين الدولتين سيتم الرد عليه من طرفيْ المعادلة لاحقا. وقالت أيضاً إن الطرفين اتفقا على تكوين لجنة تجارية مشتركة حُددت الخرطوم مكاناً لاجتماعها في الأول نهاية فبراير الجاري، معتبرة وصول الطرفين إلى مرحلة تكوين اللجان المشتركة أمراً في غاية الأهمية. وأكدت المصادر نجاح الطرفين في تكوين لجنة وزارية برئاسة وزيريْ الداخلية في البلدين لمعالجة ملف الجنسية والهجرة، مضيفاً أن الطرفين اتفقا على أن يكون اجتماع اللجنة الوزارية الأول في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، على أن يحددا أماكن الاجتماعات التالية لاحقاً. وكان السودان وجنوب السودان قد وقعا في العاشر من فبراير الجاري في العاصمة الإثيوبية “اتفاق عدم اعتداء” بشأن خلافهما الحدودي، وبشأن أموال النفط التي حذر مسؤولون من أنها قد تثير حرباً بين البلدين. ويقضي الاتفاق الذي رحب به الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، باحترام كل من الطرفين لسيادة الآخر ووحدة أراضيه، والمصالح المشتركة، والتعايش السلمي، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ورفض استخدام القوة. لكن ما كاد يمر يومان على إعلان التوصل للاتفاق حتى اتهمت حكومة جوبا الجيش السوداني بقصف مناطق حدودية بالطائرات الحربية. وأكد الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي، فيليب أقوير، إصابة أربعة جنود عندما قصفت قوات جوية تابعة للقوات المسلحة منطقة راجا، وأضاف أقوير أن القوات السودانية استولت على قرية بلبلة، وأن ثلاث كتائب تتحرك الآن لضرب منطقة جاو الواقعة في ولاية الوحدة ، مؤكدا التزام بلاده بالاتفاق الموقع أخيرا. ونفى الجيش السوداني بشدة هذه الاتهامات، ونفت أن تكون قد شنت هجمات على مواقع داخل الأراضي الجنوبية، مؤكدة التزامها بالاتفاق المبرم بين الخرطوم وجوبا القاضي بعدم اعتداء أي من الطرفين على الآخر. وقال المتحدث باسم القوات المسلحة، العقيد الصوارمي خالد سعد، “إذا أردنا أن نعتدي على الجنوب فلا يوجد داع للاتفاقيات”، داعيا إلى ضرورة تنفيذ كافة بنود مذكرة التفاهم التي قال إنها تمثل الطريق الإيجابي للتعاون بين الطرفين. من ناحية أخرى عبّر مجلس الأمن الدولي عن قلقه المتزايد من الوضع الإنساني في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق السودانيتين المتاخمتين لحدود دولة جنوب السودان، وطالب بالسماح بإيصال المساعدات الإنسانية الى هاتين المنطقتين. واعتبر أعضاء مجلس الأمن الدولي الـ15، في بيان أن “مستوى سوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي في بعض المناطق في جنوب كردفان والنيل الأزرق قد يبلغ مستويات خطيرة ما لم يحصل تحرك فوري”. وطالبوا حكومة الخرطوم بـ”السماح بدخول فوري لبعثة الأمم المتحدة لتقييم الوضع ومن الطرفين، وضمان وصول فوري وآمن وبدون قيود للعاملين الإنسانيين والمساعدة الغذائية. ودعا المجلس الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال إلى العودة إلى طاولة المفاوضات من أجل حل النزاع. ويستعر القتال منذ أشهر بين الجيش السوداني والمتمردين من الحركة الشعبية لتحرير السودان- قطاع الشمال الذين يريدون الإطاحة بحكومة الخرطوم في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق المتاخمتين لحدود جنوب السودان الذي استقل حديثاً. من جانب آخر، أوصى الاجتماع المشترك بين وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي بالسودان، ومكاتب الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الإنسانية، بإحكام التنسيق في العمل الإنساني، خاصة بولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، والوقوف على القضايا المشتركة، والربط بين أولويات الدولة والمنظمات. وقال مفوض العون الإنساني السوداني؛ سليمان عبدالرحمن، إن العمل في المجال العمل الإنساني والتنسيق والبرامج موجودة بين الطرفين، لكنه عاد وقال إنه تم في اجتماع يوم الثلاثاء مزيد من الإجراءات التي تنظم وتسهل العمل في توصيل المساعدات الإنسانية لمستحقيها، بجانب أهمية تواصل الأمم المتحدة ومكاتبها الفرعية بالولايات المعنية. وأكدت وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي؛ أميرة الفاضل، استعداد السودان الجيد لتحقيق ما يرتجى من أهداف، وقالت إن مباحثات اليوم تمثل بداية تحسب لصالح البرامج الإنسانية والتنموية. وأوضح مندوب اليونسيف بالسودان؛ كاردل دي روي، أن تحديد النقاط لبرامج العمل الإنساني يساعد كثيراً في إنجاز المطلوب. وأعربت وكيل وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي؛ خديجة أبوالقاسم، عن ارتياحها لمخرجات الاجتماع الذي أمن على ضرورة التعاون وتكامل الأدوار، وأهمية التنسيق والعمل المشترك وتعزيز العلاقات وتحديد الأولويات وفقاً لرؤية الدولة وموجهات المرحلة القادمة. ودعت منظمات سودانية إلى أن يكون التنسيق في شكله الجديد بين الدولة والمنظمات فرصة للأخيرة لإنزال المزيد من مشروعات التنمية في القرى والمناطق التي شهدت نزاعات في السودان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©