السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خبراء الطقس يبحثون في أبوظبي جدوى عمليات الاستمطار وتلقيح السحب

خبراء الطقس يبحثون في أبوظبي جدوى عمليات الاستمطار وتلقيح السحب
23 مارس 2010 01:14
بحث خبراء الطقس في أبوظبي أمس آخر تطورات أنشطة تعديل الطقس والموضوعات المتعلقة بالاستمطار وتنمية الموارد المائية والتطورات العلمية في مجال فيزياء السحب. وأوضح عبدالمحسن محمود ربه، مستشار الشؤون الدولية، أن عمليات تلقيح السحب في دولة الإمارات تتم باستخدام مواد آمنة 100% وتم إجراء تجارب مسبقة عليها. وأفاد أن المركز خلال اجتماع فريق خبراء تعديل الطقس التابع للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية في دورته الـ 60 الذي بدأت أعماله أمس في أبوظبي تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، رئيس مجلس أمناء المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، سيرفع طلبا إلى المنظمة لمناقشة جدوى عمليات الاستمطار وما إذا كانت تساهم في زيادة نسبة المطر الذي تخرجه السحب، أم فقط يسرع من عملية هطول المطر، كما سيطالب بوضع مواصفات دولية معتمدة لمواد التلقيح المستخدمة في عمليات الاستمطار. وأوضح محمود ربه أن دراسات الجدوى الاقتصادية التي أجريت على عمليات تعديل الطقس بما في ذلك الاستمطار وتنمية الموارد المائية في مجال فيزياء السحب، أكدت حتى الآن أنها غير مجدية اقتصادياً نتيجة ارتفاع تكلفتها عن العائد المقابل لها. وتابع، إلا أنها قد تكون مجدية اقتصادياً في حالات معينة مثل تعطل حركة الطيران في المطارات والتي قد تسبب خسائر اقتصادية كبيرة، كما أنها مجدية فيما يتعلق بالحفاظ على السلامة العامة وأرواح الناس في حالة حدوث الضباب الكثيف والذي قد يتسبب في حوادث طرق. وحول تحسين الرؤية خلال أوقات تشكل الضباب أكد ربه، أنه يوجد تجارب في هذا المجال تتم من خلال وسيلتين الأولى تتمثل في استخدام محركات نفاثة خاصة بالطائرات، والتي تقوم بتسخين الجو وتحسين مدى الرؤية، وهناك طريقة أخرى تعتمد على أن الضباب هو عبارة عن جزيئات ماء عالقة بالهواء يتم ترسيبها على أسطح معينة لتخفيف الضباب. وذكر ربه أن الاجتماع سيتم خلاله بحث واستعراض التجارب والمستجدات في مجال تعديل الطقس، وكذلك استعراض دور الإمارات في هذا المجال وكيفية تطويره من خلال التعاون الدولي. وأضاف أنه ليس من المتصور في الوقت الحالي أن يستطيع الإنسان التحكم في الطقس، ولكن ما تركز عليه الأبحاث الآن هو كيفية التحايل على الطقس والتخفيف من آثاره، فتعديل الطقس يشتمل على ثلاثة أشياء رئيسية هي الاستمطار، وإزالة البرد من السحب، وتحسين الرؤية في أوقات الضباب. وأوضح محمود ربه أن المركز يملك طائرتين مجهزتين بأحدث الوسائل التكنولوجية المطلوبة، تقوم بعمليات تلقيح السحب والاستمطار، وأن الأبحاث لا زالت مستمرة لتطوير العمل بهذا النظام وتحديثه بآخر ما توصلت اليه التجارب الحديثه. وأضاف أن تعديل الطقس يساهم كذلك في تلافي خسائر وأضرار بشرية ومادية قد تنتج عن البرد المتكون في السحب، والذي قد يتسبب في تدمير ممتلكات أو إصابات عند سقوطه، حيث يتم التعامل معه من خلال تذويب البرد المتكون في السحب، مما يساعد أيضاً في عملية الاستمطار. وذكر عمر اليزيدي مدير إدارة البحوث والتدريب والتطوير بالمركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، أن خبراء الطقس سيناقشون في اجتماعهم مواضيع تتعلق بالاستمطار وتعديل الطقس، وبحث آخر المستجدات المتعلقة بها، فيما سيتم في اليوم الثاني من الاجتماع استعراض إنجازات الإمارات في هذه المجالات. وقال في كلمته الافتتاحية للاجتماع والتي ألقاها نيابة عن عبدالله المندوس المدير التنفيذي في الجهاز أنه لعقود طويلة ظلت مصادر المياه النقية في الإمارات مصدر اهتمام العديد من الأوساط في الدولة وأثارت مؤخراً مخاوف البعض نتيجة انخفاض منسوب المياه الجوفية بشكل واضح في العديد من المواقع، إضافة إلى النسبة الكبرى من المياه العذبة التي تستخدمها الدولة في كافة القطاعات تأتي من تحلية مياه البحر والتي تعد عملية مكلفة، ومن هنا ظهرت الحاجة الملحة للبحث عن مصادر بديلة للمياه. وأضاف أن تعديل الطقس يعد من المجالات المهمة في دولة الإمارات والتي لديها تاريخ طويل من الأبحاث والتجارب في هذا المجال منذ العام 1988، كما أن الإمارات هي أول دولة تنشئ وتدعم جائزة لأفضل بحث في مجال تعديل الطقس. ويشمل نشاط تعديل الطقس التعامل مع ثلاث ظواهر في الغلاف الجوى تتمثل وفق المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل في تخفيف كثافة الضباب، وتتبع لذلك عدة طرق وفقاً لنوع الضباب، مثل استخدام محركات نفاثة لتسخين الهواء وبالتالي تبخير الضباب - وبالرغم من فعالية هذه الطريقة في بعض الحالات إلا أنها مكلفة – ومثل استخدام وسائل الرش بمواد تساعد على تحسين الرؤية، أو استخدام إسلوب رش بذرات الثلج فى حالة الضباب الذي يتكون في درجة حرارة أقل من الصفر المئوي، وهذا الأسلوب يتبع بنجاح في المطارات والطرق الرئيسية حيث أن العائد الاقتصادي لهذه الأماكن يفوق قيمة التكلفة. كما أن هناك زيادة كمية الهطول من الأمطار والثلج حيث بينت الدراسات الفيزيائية أن قطرات الماء فوق المبردة الموجودة في بعض أنواع السحب يمكن استمطارها عن طريق رش السحابة بمواد كيميائية ملائمة لتتكثف هذه القطرات عليها ويزيد حجم القطرات ووزنها فتسقط على شكل أمطار. ومن النواحي الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المترتبة على أنشطة تعديل الطقس تلجأ الدول إلى استخدام وسائل تعديل الطقس بهدف زيادة الموارد المائية خاصة للدول التي تتعرض لكوارث بيئية بسبب الجفاف أو التصحر، وزيادة المنتجات الزراعية للتغلب على أزمات الغذاء وتنمية الصناعات المترتبة على الإنتاج الزراعي، وتوليد الطاقة وتقليل المخاطر المصاحبة للحالات الجوية الخطرة مثل حالات العواصف الرعدية والصواعق والضباب والصقيع والبرد.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©