الجيش الباكستاني يتلقى الأمر بإبادة «الإرهابيين»

قال رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني أمس أن الجيش الباكستاني تلقى الأوامر بالقضاء على «الميليشيات الإرهابية» .وقال في خطاب متلفز «من أجل صون كرامة وشرف الوطن ولحماية شعبنا فقد تلقت القوات المسلحة أمرا بالقضاء على الميليشيات الإرهابية». وواصل الجيش الباكستاني أمس قصف مواقع طالبان في شمال غرب البلاد لليوم الثاني عشر على التوالي، ما يثير المخاوف من نشوء أزمة إنسانية مع فرار آلاف النازحين من المنطقة. وصرح مسؤول عسكري رفيع رفض الكشف عن اسمه أن القوات الباكستانية قصفت صباحاً مواقع للمتطرفين في معاقلهم في ولاية سوات، في مالام جبة، ماتا وخوازا خيلا. وقال الضابط «تلقينا أوامر باستهداف مواقعهم وسيتم فرض سلطة الحكومة بأي ثمن كان». وأعلن الجيش الباكستاني مقتل 9 من جنوده أمس الأول وأمس في معارك في وادي سوات.. وفي بيانات متتالية يستحيل التأكد منها من مصادر مستقلة أعلن الجيش أنه قتل أكثر من 300 مقاتل طالباني منذ بداية الهجوم على مقاطعتي لوير دير وبونر ثم سوات منذ يومين. وبسطت حركة طالبان المرتبطة بشبكة القاعدة منذ عامين سيطرتها على الجزء الأكبر من وادي سوات، الذي شكل في السابق إحدى أهم المناطق السياحية في البلاد، وأشاعت فيه الرعب. وفشل الجيش في استعادة السيطرة على المنطقة. وفي منتصف فبراير أبرمت طالبان والحكومة اتفاقاً يقضي بوقف إطلاق النار مقابل السماح بتشكيل محاكم شرعية في سوات وست مقاطعات مجاورة. ولكن عوضاً عن إلقاء السلاح عملاً بالاتفاق، عمد مسلحو طالبان إلى توسيع سيطرتهم إلى ما بعد سوات، واستولوا على مقاطعتي دير السفلى وبونير، على بعد حوالي 100 كلم من إسلام آباد. وأكد سكان مقتل مدنيين في المعارك ناهيك عن عشرات آلاف النازحين الوافدين من بونير ودير السفلى منذ حوالي عشرة أيام، وفر أكثر من 40 ألف مدني في اليومين الماضيين من مينجورا كبرى مدن سوات وضواحيها التي يسكنها حوالي 300 ألف نسمة، بحسب السلطات المحلية. واعتبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس أن «الأزمة الإنسانية تتعاظم» وطمأنت بأنها «تجمع الوسائل اللازمة للتمكن من تقديم الغذاء والمواد الأولية إلى 120 ألف لاجئ بسبب المعارك». ويجهد الجيش الباكستاني منذ 2002 في مكافحة المتمردين في مناطق القبائل المتاخمة لأفغانستان والتي تعتبرها واشنطن معقل طالبان والقاعدة الجديد. مذاك سقط أكثر من ألفي جندي من الجيش في مناطق القبائل فيما قتل اكثر من 1800 شخص في أقل من عامين في أنحاء البلاد نتيجة عمليات نفذتها طالبان الباكستانية التي أعلنت إلى جانب أسامة بن لادن الجهاد على إسلام آباد في صيف 2007