الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تجدد اشتباكات الأمن اليمني والمناهضين للانتخابات

تجدد اشتباكات الأمن اليمني والمناهضين للانتخابات
16 فبراير 2012
عقيل الحـلالي (صنعاء) - تجددت الاشتباكات العنيفة، أمس الأربعاء، بمدينة الضالع “جنوب” بين قوات الأمن اليمنية ومسلحين انفصاليين مناهضين لانتخابات الرئاسية المبكرة، المزمع إجراؤها الثلاثاء المقبل، بموجب اتفاق لنقل السلطة، ترعاه دول مجلس التعاون الخليجي، لإنهاء الأزمة المتفاقمة في اليمن، منذ أكثر من عام، على وقع احتجاجات مطالبة بإنهاء حكم الرئيس علي عبدالله صالح. وقال شهود عيان لـ”الاتحاد” إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين مسلحين من “الحراك الجنوبي” الانفصالي، وقوات الأمن المكلفة بحراسة المجمع الحكومي بمحافظة الضالع، أبرز معاقل الحراك، الذي يتزعم منذ مارس 2007، حركة احتجاجية انفصالية في جنوب اليمن. وكان مدنيان قتلا وأصيب آخرون، الخميس الماضي، باشتباكات بين انفصاليين وقوات أمن مكلفة بحماية مبنى لجنة الانتخابات في الضالع. وأوضح الشهود أن المسلحين هاجموا مبنى المجمع الحكومي “أثناء احتفال لتدشين الحملة الانتخابية” للمرشح الرئاسي التوافقي، نائب الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، بموجب اتفاق “المبادرة الخليجية”، الذي وقعه الرئيس صالح وقادة ائتلاف “اللقاء المشترك” المعارض، في 23 نوفمبر الماضي، بالعاصمة السعودية الرياض. وأكدوا أن الطرفين “اشتبكا بالأسلحة الرشاشة الثقيلة”، ما أدى إلى جرح ثلاثة مواطنين وتدمير شاحنة مدنية. وتأتي هذه الاشتباكات غداة هجمات مسلحة شنها انفصاليون معارضون للانتخابات الرئاسية المبكرة، على أعضاء لجان انتخابية في أكثر من منطقة في جنوب الضالع، الأمر الذي دفع السلطات المحلية إلى نقل بعض المراكز التدريبية للجان الانتخابية إلى بلدة “قعطبة”، التي كانت تتبع الشطر اليمني الشمالي، قبل إعلان الوحدة الوطنية مع الجنوب في عام 1990. وأكد رئيس مجلس “الحراك الجنوبي” في الضالع، شلال شائع، رفضهم “القاطع” لإجراء الانتخابات الرئاسية، التي وصفها بـ”المسرحية الهزلية”. وأضاف في تصريح لصحيفة “الأولى” الأهلية اليمنية، نشرته أمس الأربعاء: “بدأنا التصدي لهذه المسرحية واتخاذ الترتيبات لإفشالها وطرد اللجان من المراكز الانتخابية”، مؤكداً أن أنصار الحراك سيقومون “بصدور عارية لاقتلاع اللجان الانتخابية في الضالع وغيرها مرسلين رسالة لمساندة قضيتنا”، في إشارة لمطالبهم بـ”فك الارتباط” بين جنوب وشمال اليمن. وتسود حالة من الانقسام في جنوب اليمن إزاء الانتخابات الرئاسية، حيث دعت فصائل في “الحراك الجنوبي” إلى مقاطعتها وإفشالها، فيما رحبت فصائل أخرى بها، واعتبرتها “مدخلاً أساسياً” نحو حل “القضية الجنوبية” المتفاقمة بسبب اتهامات لـ”الشماليين” باحتكار الثروة والسلطة، منذ الحرب الأهلية التي شهدها اليمن في صيف 1994. ودعا الحزب الاشتراكي اليمني، الذي كان يحكم جنوب اليمن، أنصاره إلى “عدم الالتفاف” لدعوات مقاطعة الانتخابات المبكرة، التي ستجرى يوم 21 فبراير الجاري، مؤكداً “الأهمية الاستثنائية” للمشاركة في هذه الانتخابات “وإنجاحها”. وشدد الحزب الاشتراكي، ثاني أكبر أحزاب “اللقاء المشترك”، على ضرورة تحويل يوم 21 فبراير إلى “علامة فارقة” في التاريخ اليمني المعاصر، “كمحطة للانتقال السلمي للسلطة” في هذا البلد المضطرب منذ سنوات. وفي هذا السياق، يزور، اليوم الخميس، سفراء دول مجلس التعاون الخليجي والدول الكبرى الراعية لـ”المبادرة الخليجية”، مدينة عدن الساحلية، كبرى مدن جنوب اليمن، بغرض مناقشة الموقف من الانتخابات المبكرة. ومن المتوقع، أن يلتقي السفراء ممثلين عن الأحزاب السياسية والائتلافات الشبابية، ويستعرضوا ملف الانفلات الأمني، الذي تشهده مدينة عدن، في ظل اتهامات لمسؤولين موالين للرئيس صالح، بالتسبب في هذا الانفلات. وكان عدد من سفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية زاروا أمس الأربعاء مدينة صعدة الشمالية، المعقل الرئيس لجماعة الحوثي الشيعية المسلحة، والمتمردة على الحكومة المركزية في صنعاء منذ عام 2004. وقال مسؤول بالمكتب الإعلامي للجماعة، التي أعلنت مقاطعتها للانتخابات الرئاسية، لـ”الاتحاد”، إن الوفد “ضم عدداً من السفراء الأجانب”، دون أن يضيف تفاصيل عن الزيارة. ونفى المسؤول الأنباء التي تحدثت عن اقتحام مسلحين حوثيين مقر حزب الإصلاح الإسلامي، أبرز مكونات “اللقاء المشترك”، في مدينة صعدة، وإزالة الملصقات الدعائية الخاصة بالمرشح التوافقي، والمعلقة في شوارع المدينة. وقال: “موقفنا من الانتخابات واضح.. لن نشارك فيها، لكننا لن نعوقها”. وسيترشح هادي في الانتخابات الرئاسية المبكرة وحيداً وبشكل توافقي، لولاية رئاسية مدتها عامين فقط، يتم خلالها إجراء حوار وطني شامل حول مختلف القضايا اليمنية العالقة، حسب اتفاق “المبادرة الخليجية”، الذي منح صالح “حصانة تامة” من الملاحقة القضائية بأي تهم ارتكبت خلال سنوات حكمه الذي دام قرابة 34 عاماً. وجددت روسيا، أمس الأربعاء، دعمها وارتياحها لاتفاق “المبادرة الخليجية”، الذي قالت إنه “جنب اليمن ويلات الاقتتال والخلاف”. وسلم مبعوث روسي خاص، وهو مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية الروسية سيرجي فرشيننين، أمس الأربعاء، نائب الرئيس اليمني، هادي، “رسالة خطية من القيادة الروسية”، تضمنت “ارتياح موسكو بشأن التسوية السياسية التاريخية في اليمن”، حسبما أفادت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”. وأشادت الرسالة بالدور “الحيوي الكبير” الذي لعبه نائب الرئيس اليمني، خلال شهور الأزمة في بلاده، والمتفاقمة منذ منتصف يناير 2011، مؤكدة اهتمام روسيا بالوضع في اليمن. وقد عبّر هادي عن تقديره لدور موسكو “البناء” و”التضامني” مع اليمن من أجل إخراجه من الظروف الصعبة الراهنة. كما سلم المبعوث الروسي، رئيس الحكومة الانتقالية، محمد سالم باسندوة، رسالة خطية من وزير خارجية روسيا، سيرجي لافروف، أكدت التزام موسكو بدعم اليمن خلال المرحلة الانتقالية، التي ستستمر حتى فبراير 2014.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©