الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متطوعو «قصر الحصن» .. همزة وصل بين الجمهور والفعاليات

متطوعو «قصر الحصن» .. همزة وصل بين الجمهور والفعاليات
22 فبراير 2014 22:33
أشرف جمعة (أبوظبي) - يمثل وجود المتطوعين في مهرجان قصر الحصن في دورته الثانية التي تمتد إلى الأول من مارس المقبل أهمية كبيرة، نظراً للدور المهم الذي يقومون به عبر عشرة أيام من الفعاليات التراثية التي تمنح الزائر فرصة نادرة، للتعرف عن كثب على البيئة الإماراتية التي شكلت معالم الماضي ونسجت تفصيلات مهمة حول علاقة وطيدة، جمعت أبناء الدولة حول مهن وصناعات متعددة، وعلى الرغم من أن هؤلاء المتطوعين ينتمي بعضهم إلى مؤسسات داخل الدولة ويمارسون مهامهم الوظيفية فيها والبعض الآخر لا يزال يدرس في الجامعة، إلا أنهم قرروا أن يكونوا صورة مشرفة لأبناء الإمارات وواجهة حضارية وأداة وصل بين الجمهور والفعاليات. وجوه مشرقة مبتسمة وعقول مستنيرة تنتظر القادم للمهرجان منذ اللحظة الأولى، وتجيب عن أسئلته وتوجهه إلى الركن الذي يريده في لحظات معدودة، وهذه الوجوه الإماراتية السمحة تلقت تدريبات عالية المستوى من أجل القيام بهذه المهمة التي تتمثل في استقبال الضيوف ومن ثم إرشادهم وتقديم المساعدة لهم، لكن اللافت أن الذين كانت لهم تجارب سابقة منهم في التطوع تولدت لديهم مشاعر جياشة، لوجودهم في هذا الحدث المهم الذي يحتفي بالمبنى الذي كان له الدور الفاعل في تحريك معطيات الحياة بأوجهها كافة في جزيرة أبوظبي، وأما الذين دخلوا تجربة التطوع للمرة الأولى فقد اكتسبوا الثقة بالنفس لكونهم يقومون بمهمة وطنية جليلة تزيد من ولائهم وانتمائهم لوطنهم الغالي. وجبة تراثية من ضمن المتطوعات في مهرجان قصر الحصن هذا العام عائشة الحوسني التي تدرس إدارة الأعمال في كليات التقنية العليا، وتورد أنها مرت بتجربة سابقة أكسبتها خبرة واسعة في أعمال التطوع وجعلتها مستعدة دائماً للمشاركة في الفعاليات الكبرى التي تخص التراث بشكل عام، وتلفت إلى أنها تعرف جيداً كيف تتعامل مع الزائرين خاصة أن لكل إنسان طبيعة خاصة ومزاجاً مختلفاً، لذا فإنه من الضروري أن يكون المتطوع على قدر عالٍ من المرونة وسعة الصدر، وتؤكد أن دورة هذا العام تتميز بزخمها وكثرة فعالياتها بالإضافة إلى أن عدد الزوار كبير للغاية، وكلهم يطمحون إلى التفاعل مع برنامج المهرجان كما أن العديد منهم يكررون الزيارة، نظراً لأن البيئات التراثية الموجودة في ساحة قصر الحصن غنية وتقدم وجبة تراثية متكاملة، كما أن الفعاليات تتجدد والحياة الاجتماعية في الماضي تتواصل في هذا العرس السنوي الكبير، وتشير إلى أنها استطاعت أن تقوم بدور المرشدة للعديد من الزوار الذين لم يستطيعوا أن يتبينوا أماكن البيئات، نظراً لتداخلها وتقاربها وتجاورها في آن وهو ما يجعلها تمضي بالضيف إلى الوجهة التي يريد، بالإضافة إلى أنها كانت معنية بمعرفة رأيها من خلال «الآيباد» المزود ببرنامج يحوي مجموعة من الأسئلة يجيب عنها الزائر ليسجل انطباعه حول الفعالية. حفاوة الاستقبال ولا يخفي الطالب علي البلوشي أنه استفاد كثيراً من الدورات التدريبية التي خضع لها مع مجموعة من زملائه، على أيدي مجموعة من المتخصصين قبل انطلاق مهرجان قصر الحصن الذي تم افتتاحه الخميس الماضي، ويبين أنه لم يهب هذا العمل الجديد الذي يمارسه للمرة الأولى وكان ودوداً للغاية مع الجمهور الذي جاء للمشاركة في هذه الفعالية التي تستحضر قيم وعادات وتقاليد دولة الإمارات، ويشير إلى أنه حرص على أن يكون على قدر المسؤولية ومن ثم يترك انطباعات جيدة لدى الزوار عن أبناء الإمارات ومدى قدراتهم على التعامل مع المواقف الطارئة، خاصة أن قصر الحصن يحظى باهتمام كبير على المستويات كافة، لمكانته ودوره التاريخي في التعريف بجزيرة أبوظبي على مدى 250 عاماً، ويرى البلوشي أن المهرجان بالفعل يحتاج إلى متطوعين على مستوى عال من الذكاء وحسن التصرف وحفاوة الاستقبال. تجربة جديدة وتعتقد فاطمة سالم الطالبة بكليات التقنية العليا في أبوظبي أن مهمة المتطوعين في مهرجان قصر الحصن ليست سهلة، لأن المتطوع يعبر بسلوكه الطيب عن قيم وعادات أهل الإمارات الأصيلة، وتلفت إلى أنها تشارك للمرة الأولى في هذا الحدث الذي يغمر إمارة أبوظبي بالشذا ويسبغ على المكان والزمان جلالاً ومهابة، لكنها مستمتعة جداً بهذه التجربة الجديدة التي وضعتها في مسؤولية كبيرة تجاه الزوار الذين يحملون جنسيات مختلفة، لكنهم اتفقوا على احترام وتقدير الموروث الشعبي الإماراتي الأصيل، وتذكر أن هناك إقبالاً كبيراً من قبل الزوار على تسجيل انطباعاتهم عن زيارتهم للقصر، حيث سجل العديد منهم رأيه عبر جهاز «الآيباد» وهو ما يجعل الزائر يشعر بسعادة غامرة، لأنه وُضِعَ أيضاً في موقع المسؤولية فحرص على التجول في أركان المهرجان ومن ثم التعرف على البيئات التراثية وخصائصها، وكيف عاش الإنسان الإماراتي حياته الأولى في ظل قلة الموارد والإمكانيات، إلى أن وصل إلى العيش تحت ظلال التقدم والرفاهية. دليل المهرجان وبخصوص الأدوار التي من الممكن أن يقوم بها المتطوع في هذا الحدث السنوي الذي يقام للمرة الثانية في ساحة قصر الحصن في قلب العاصمة أبوظبي، يقول الطالب أحمد الحوسني: نحن نعيش في أجواء شتوية دافئة كان لها دور كبير في وجودنا بين الناس في الأماكن المفتوحة، بحيث نكون بمثابة دليل المهرجان خاصة أن الزائر فور دخوله إلى ساحة القصر يشعر بأنه في حالة من الارتباك، فضلاً عن أننا نجد أحياناً بعض الزوار في حالة من التوتر وهو ما يتطلب من المتطوعين أن يكونوا في حالة من اليقظة التامة والقدرة على التعامل مع الجمهور برفق، ويضيف: استطعت أن أتعامل مع العديد من الذين توجهوا إلى ساحة المهرجان بدرجة عالية من الذكاء وحسن التصرف، وذللتُ لهم جميع العقبات إلى أن رأيت البسمة ترتسم على وجوههم، وهو ما يعني أنهم وصلوا إلى مرحلة من الرضا التام. وعلى الرغم من أن خالد علي العوذلي يعمل موظفاً في إحدى الهيئات، إلا أنه كان حريصاً على المشاركة في فعاليات مهرجان قصر الحصن في دورته الحالية، ومن ثم المساهمة في أعمال التطوع مع زملائه ويذكر أنه لم يجد أية صعوبة في تقديم المساعدات للجمهور وإرشادهم وتوضيح بعض الأركان على خريطة المهرجان، ويؤكد العوذلي أنه اكتسب الثقة بالنفس من خلال التعامل اليومي الكثيف مع الجمهور، ويتمنى المشاركة في فعاليات مماثلة خصوصاً أن العمل التطوعي له أهداف نبيلة ترسخ في النفوس قيم الولاء والانتماء. «في أمان الله» وقفت مريم حسن الحوسني تحت لافتة مكتوب عليها «في أمان الله» ومن أمامها حاجز خشبي، حيث كان يأتي الزوار بشكل تلقائي إليها من أجل الاستفسار عن الأسواق الشعبية أو ركن البيئة البحرية أو منطقة الواحات والبيئة الصحراوية أو ركن جزيرة أبوظبي، وتوضح مريم أنها شعرت بأنها تقوم بشيء له قيمة خاصة أن الأمر متعلق بتراث الإمارات وحضارتها الضاربة في عمق التاريخ، وتشير إلى أنها كانت أيضاً تسجل انطباعات الزوار حول المهرجان، والذين أبدوا سعادتهم البالغة بمشاركتهم في هذه التظاهرة المشبعة بالحب لوطن ظل محافظاً على تراثه وموروثه الشعبي الأصيل. خبرات التطوع تقول غالية المنصوري التي تدرس الفنون الجميلة في جامعة زايد: إنني صاحبة تجربة ثرية في الأعمال التطوعية وأعيش كل الأحداث التي أشارك فيها في المهرجانات والفعاليات الكبيرة بحسي الفني وتذوقي الجمالي، وفي مهرجان قصر الحصن لهذا العام أقدم العديد من الورش للجمهور حول البخور والتمور، والعديد من المنتوجات التراثية الأصيلة التي تكتسب تجددها حتى في هذا العصر، وتشير إلى أنه كانت لها تجارب أيضاً خارج الدولة، ولم تزل تطمح إلى تقديم كل ما تمتلك من خبرات في مجال التطوع والفن في مهرجانات مماثلة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©