الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«حكاية منسوجات إسلامية» .. فن يروي تاريخ أمة ويرصد عبقرية النساء

«حكاية منسوجات إسلامية» .. فن يروي تاريخ أمة ويرصد عبقرية النساء
23 مارس 2010 20:48
أكثر من 200 عمل نسيجي نادر وفخم حاكته أنامل بارعة ومبدعة على مدى عدة قرون سابقة سيعرض في أبوظبي، وهو فن المنسوجات والتطريز الإسلامي، بتراثه الغني والرائع، والذي يمتد من باكستان شرقاً إلى المغرب غرباً، وهو الموضوع الذي يدور حوله معرض ضخم يفتتح في 6 أبريل في قاعة «جاليري وان» بفندق قصر الإمارات في أبوظبي، تحت عنوان «حكاية منسوجات إسلامية». تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حتى 28 يوليو، ليقدم للجمهور أكثر من 200 عمل نسيجي، من بينها مجموعة ثرية من أعمال التطريز والزخرفة من وسط آسيا، لم يسبق عرضها من قبل في المنطقة، بما يتيح للزوار استكشاف تأثير التبادلات التجارية والثقافية عبر طريق الحرير القديم وما بعد تلك الفترة، وهذه المطرزات والمنسوجات ذات الألوان والرسومات المتنوعة، تشكل نوعاً من أنواع الفن التجريدي وتظهر دور النساء المسلمات في إبداع تراث فني له قيمته العالية وجماله الفريد. وتقوم على تنظيم معرض «حكاية منسوجات إسلامية» شركة التطوير والاستثمار السياحي (TDIC)، وهي الجهة التي تقوم بتنفيذ مشروع المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات بأبوظبي، ويأتي المعرض في إطار برنامج فني وتثقيفي حافل تنظمه الشركة ويستمر حتى افتتاح متاحف المنطقة الثقافية. وسيتم تمثيل المطرزات العربية وغيرها من الفنون التراثية المحلية في مجموعات متاحف جزيرة السعديات، ومن بينها متحف زايد الوطني، واللوفر أبوظبي، وغوغنهايم أبوظبي، وستعرض جميعها أعمالاً فنية عالمية والتراث الخاص بالمنطقة. من القرن السابع عشر تشمل الأعمال التي سيتم عرضها في المعرض أزياء مطرزة وأقمشة مزخرفة تعود للفترة ما بين القرنين السابع عشر والعشرين الميلاديين، توضح كيف حافظ فن التطريز العظيم، والذي حملته النساء في البدو والريف والحضر، على الهويات الإقليمية والقبلية والعائلية من خلال دمجه في الأنشطة الاجتماعية، وكيف تطور من خلال تفاعله مع الثقافات المختلفة، فقد أثر الأندلسيون في صناع الأقمشة المغاربة، وأثر العثمانيون على الفنانين في الجزائر، وفي مختلف أنحاء وسط آسيا كان هناك تبادل وتفاعل مستمران بين المغول، والأوزبك، والبشتون، والطاجيك، والتركمان، وغيرهم. وفي هذه المناسبة قال معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس مجلس إدارة شركة التطوير والاستثمار السياحي: «تسعى أبوظبي لإنشاء مؤسسات ثقافية وتنظيم برامج فنية تبرز ثقافتنا الخاصة وكيفية تفاعلها مع ثقافات العالم، لتؤكد مكانتنا العريقة وموقعنا المميز. لقد كان العالم الإسلامي دوماً مركزاً لتلاقي وعبور قوافل التجارة العالمية وهو ما أسهم في انتعاش حركة التبادل الفني والفكري والإبداعي بين مختلف شعوب العالم. ويحتل فن تطريز وزخرفة المنسوجات مكانة هامة في ثقافتنا، ولذا فإن هذا المعرض يوفر فرصة قيمة لإبراز هذا التاريخ الثري والمشترك للمنطقة ومدى تأثير ماضينا الفني على فن وثقافة اليوم». وكانت الأنواع المختلفة المعروضة من الأقمشة والمطرزات قد لعبت دوراً بارزاً في التجارة النشطة بين أسواق المنطقة، وامتلأت بها رحال قوافل الإبل التي عبرت الصحراء من وسط آسيا إلى روسيا وتركيا وما وراءهما. كما كانت تحدد المكانة الاجتماعية لمرتديها ـ بداية من الأثواب المميزة المصنوعة من القطيفة المطرزة بالذهب التي كان يرتديها الحكام، وانتهاء بالأقمشة القطنية المخططة الخاصة بالعمال، والأقمشة الصوفية التي يرتديها البدو. كما واكبت صناعة الأقمشة المطرزة واستخداماتها الأحداث المتنوعة في حياة العائلة، بداية من تقاليد الولادة والزواج وحتى مراسم الدفن. منسوجات للعائلة ومعظم الأقمشة المعروضة في المعرض صنعتها النساء خصيصاً لعائلاتهن ولأفراد من مجتمعاتهن، ولهذا السبب، تعتبر النماذج القادمة من أواسط آسيا خاصة ذات أهمية بالغة، حيث واجهت الهوية الإسلامية في هذه البلاد عقبات كأداء على مدى عقود طويلة، بل كان المتمسكون بهويتهم الإسلامية يتعرضون للعقاب أحياناً، ومثلت اجتماعات النسوة من أجل أعمال التطريز والزخرفة فرصة ثمينة لهن لأداء عباداتهن. يضم المعرض أقمشة تعود لعدد من قبائل وسط آسيا، من بينها نموذج متقن لتطريز بولكاري والذي كان يصنع في إطار استعدادات الزواج، وقد جلب من منطقة «هزارة» القديمة (تقع الآن في الإقليم الشمالي الغربي الحدودي بباكستان)، إضافة إلى ثوب مطرز بزخارف دقيقة لامرأة تركمانية يحمل رسومات متنوعة من بينها مغازل، وقرون خراف مقوسة، وبراعم زهرة التوليب والورود المنسقة، فضلاً عن عصابات قماشية طويلة استخدمت لتثبيت الأكوام العالية من الفرش والشراشف لدى العائلات الثرية، والتي صنعتها قبائل اللاكاي وكنجرات أوزبك، إضافة إلى سرج فرس مزين يظهر المكانة والهوية الاجتماعية لراكبه وقد جلبت من راشت بإيران، وكذلك الـ «سوزاني»، وهي قطعة قماشية بقياس غطاء سرير كبير تعلق على الحائط، كانت تمثل جزءاً من مهور العرائس، وتحمل تطريزات كثيرة من بينها أربع باقات كبيرة من الزهور، ويشتهر استخدامها في المناطق الحضرية بوسط آسيا. ومن بين المقتنيات الأخرى الرائعة في المعرض سجادات جدارية، ومطرزات تعلق على الأبواب، وشالات ولفاحات صنعت في مناطق مختلفة بالمغرب في القرون من 17 وحتى 20 الميلاديين، إضافة إلى شالات تعود للقرن الثامن عشر من الجزائر، ومطرزات حريرية من السند، ومن وادي سوات في باكستان. وتصاحب معرض «حكاية منسوجات إسلامية»، والذي تشرف عليه إيزابيل دينامور الباحثة والكاتبة البارزة وجامعة أعمال النسيج والقماش، سلسلة من البرامج التثقيفية، تشمل حفلات موسيقية، ومحاضرات، وورش عمل. وسيتم الإعلان عن الجدول الشامل للبرامج قريباً. كما سيوزع في المعرض كتيب مصور ساهمت في إعداده أمينة المعرض إيزابيل دينامور، بالتعاون مع كايت فيتز- جيبون وأندرو هايل وماري فرانس فيفييه، وكل منهم له كتابات مستفيضة حول فنون منطقة وسط آسيا.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©